مقالات

ميناء هاينان للتجارة الحرة: فصل جديد في التعاون الصيني-السعودي

بقلم: باي يوي إعلامي صيني


سيتم إطلاق ميناء هاينان للتجارة الحرة رسميا في 18 ديسمبر 2025، وهو خطوة رمزية تُجسّد إصرار الصين الثابت على توسيع انفتاحها العالي المستوى على العالم، ودفع بناء اقتصاد عالمي منفتح.


وبفضل موقعها الجغرافي الفريد، ومزاياها السياساتية، وبيئتها المنفتحة، أصبحت هاينان تدريجيا نافذة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول العالم.
في الفترة من 27 إلى 29 أبريل من هذا العام، استضافت هاينان الدورة الـ11 لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وقد جمع هذا المؤتمر، بصفته منصة مهمة للتبادل في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، أكثر من ألف ممثل من المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والخبراء والأكاديميين من الصين والدول العربية، لرسم خريطة جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي.


تفعيل مزايا ميناء هاينان للتجارة الحرة الفريدة
إن الإطلاق الرسمي لميناء هاينان للتجارة الحرة سيُسهم بقوة في تعزيز انفتاح هاينان على مستوى عالٍ، وفي دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.


ويُعدّ نظام الضرائب الخاص المتمثل في “صفر جمارك، وانخفاض معدلات الضرائب، وبساطة النظام الضريبي” عاملا ميسّرا لاستثمارات شركات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في الصين، ما يضخّ حيوية جديدة في التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي.


كما سيساعد ذلك في تمكين ميناء هاينان للتجارة الحرة من أداء دور مهم في جذب العناصر الإنتاجية العالمية وتخصيص الموارد الدولية، مما يجعله قاعدة اقتصادية منفتحة تتمتع بتأثير دولي وتنافسية أعلى.


وسيساهم كذلك في تعميق التواصل مع الدول العربية، وتنمية مزايا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، إلى جانب الترويج العميق لميناء هاينان للتجارة الحرة، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى هاينان.
إطلاق إمكانات التعاون الاقتصادي والتجاري بين هاينان والسعودية


تُعدّ الدول العربية من المشاركين الرئيسيين في مبادرة “الحزام والطريق”، إذ تمتلك الصين والدول العربية آفاقا واسعة وإمكانات كبيرة للتعاون في مجالات متعددة تشمل بناء البنية التحتية، والتعاون في مجال الطاقة، والتبادل التجاري.


وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والسعودية، فقد توسّع نطاق التعاون التجاري بين الجانبين بشكل مستمر.ومن حيث الأطراف المشاركة، تلعب الشركات الخاصة دورا مهما في التعاون التجاري بين هاينان والسعودية

. ففي عام 2024، قدّم معهد بحوث هاينان التابع لجامعة جياوتونغ في شانغهاي دعما فنيا لعمليات تركيب منصة EDP البحرية الأولى في مشروع Marjan التابع لشركة أرامكو السعودية، ما مثّل نجاحا في 2/2

دخول سوق دعم عمليات النفط والغاز البحرية السعودية. وهذا لا يعكس فقط تفوّق هاينان في مجال الخدمات التقنية، بل يفتح أيضا مسارا جديدا للتعاون بين الجانبين في الصناعات المرتبطة بالطاقة.


إضافة إلى ذلك، وقّعت شركة “الحدية للتجارة المحدودة” اتفاقية تعاون في تجارة عود البخور مع شركة هاينان جيوتشو للملاحة التجارية المحدودة، ومن المتوقع أن يُسهِم ميناء هاينان للتجارة الحرة في إدخال كميات كبيرة من عود البخور هاينان إلى أسواق السعودية والإمارات وغيرها من الدول، مما يُثري أنواع المنتجات التجارية بين الجانبين ويُعزّز تنمية التجارة في الصناعات المميّزة.

أما في مجال التعاون الاستثماري، فقد ازداد الزخم تدريجيا منذ عام 2021، حيث أجرت الشركات الهاينانية مفاوضات نشطة في السعودية بشأن مشاريع تعاون رئيسية، شملت مجالات مثل منتجات الألمنيوم، وتصنيع قطع غيار السيارات، ومعدات التعدين، والمشتريات العابرة للحدود للسلع الاستهلاكية.

وفي عام 2024، كثّفت هاينان التواصل الفعّال مع السعودية وغيرها من دول جامعة الدول العربية على مستوي الحكومات والمؤسسات والشركات، وامتدّت مجالات التعاون لتشمل مواد البتروكيماويات الجديدة، وتقنيات الطاقة النظيفة، وتربية الأحياء المائية.


أما في إمكانات التعاون في مجال السياحة ابتداء من 9 يونيو 2025 وحتى 8 يونيو 2026، ستُطبِّق الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية من المملكة العربية السعودية، مما يجعل رحلة “زيارة الصين في أي وقت” بانتظار المزيد من الأصدقاء السعوديين للانطلاق.


كما أن افتتاح الخط الجوي الدولي بين هايكو الصينية وجدة السعودية قد قلّص بشكل كبير المسافة الجغرافية والزمنية بين هاينان والسعودية، ووفر ظروفا ميسّرة للتنقل السياحي المتبادل بين الجانبين.
إن الإطلاق الرسمي لميناء هاينان للتجارة الحرة يفتح فصلا جديدًا من التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية.


وبفضل ميزاته المؤسسية القائمة على الحرية والانفتاح، وموقعه الجغرافي ذي الإشعاع العالمي، سيُصبح ميناء هاينان للتجارة الحرة منصة رئيسية للاستثمار وممارسة الأعمال بين الشركات الصينية والسعودية، ونقطة ارتكاز جديدة للتعاون عالي الجودة بين الجانبين.


ومن التقنيات الطاقوية إلى الصناعات الخضراء، ومن التجارة المتبادلة إلى السياحة والثقافة، تتوسع مجالات التعاون باستمرار، وترتقي إلى مستويات أعلى. وفي المستقبل، لن يُسهم ميناء هاينان للتجارة الحرة في تحقيق رؤية السعودية 2030 فحسب، بل سيضخّ أيضًا حيوية جديدة في البناء عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق.


ومع اتخاذ هاينان كحلقة وصل، فإن آفاق التعاون الصيني-السعودي ستكون أرحب، ومن المؤكد أنها ستثمر المزيد من النتائج المتبادلة المنفعة والمزدهرة على طريق الانفتاح والفوز المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى