“يوم التأسيس”… إرث عريق وتطور تقني متسارع
سجّل سوق خدمات الحوسبة السحابية إنجازًا استثنائيًا بتحقيقه 9.8 مليار ريال في عام 2022، مدعومًا بالتحوّل الرقميّ واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وارتفاع عدد الشركات العاملة في هذا المجال إلى 31 شركة.
الرياض: متابعة جلف تك
يُصادف “يوم التأسيس” هذا العام 2024 تزامنًا فريدًا بين إرث المملكة العربية السعودية التاريخي العريق وتطورها التقني المتسارع، وخاصة في سوق الخدمات السحابية، ويُعد هذا التزامن علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو التحوّل الرقميّ، حيث تمضي المملكة بخطواتٍ ثابتة نحو مستقبلٍ مزدهرٍ وواعدٍ يجمع بين أصالتها العريقة، وحداثة تقنياتها.
ويُحيي “يوم التأسيس” ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون في عام 1727م، وتحتفل المملكة به للمرة الثالثة هذا العام، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قرارًا ملكيًا بتعيين يوم 22 فبراير من كل عام يومًا للتأسيس بدءًا من عام 2022م، ليكون مناسبة وطنية سنوية للاحتفاء بإرثنا العريق، وإنجازاتنا الحضارية.
نمو السوق
تقدّم الخدمات السحابية بديلًا ثوريًا للبنية التحتية التقليدية، حيث توفّر حلولاً مرنة، وقابلة للتطوير لتخزين البيانات، ومعالجة المعلومات، وتشغيل التطبيقات دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية.
وتساعد هذه الخدمات الشركات والمؤسسات من جميع الأحجام في المملكة على تحسين أدائها، وزيادة مرونتها، وتوفير مستويات عالية من الأمان، وحماية البيانات، وتُستخدم الخدمات السحابية في مختلف المجالات، بما في ذلك: التخزين السحابي، والحوسبة السحابية، والشبكات السحابية، ومنصات التطبيقات السحابية.
ويرى خبراء تقنية عالميون أن ذكرى التأسيس تحلّ هذا العام بالتزامن مع تركيز المملكة على توطين التقنيات وخدمات الحوسبة السحابية، وزيادة عدد الشركات التقنية في المملكة خلال السنوات الأخيرة.
حيث ارتفع عدد مقدمي خدمات الحوسبة السحابية من 23 مقدم خدمة بنهاية 2021 إلى 31 مقدم خدمة محلي وعالمي بنهاية العام الماضي 2022 بزيادة 35%، وتقدّم هذه الشركات ما يقارب 200 خدمة سحابية بين البنية التحتية، والمنصات، والتطبيقات لعملائها محليًّا، والدول المجاورة.
وبحسب التقرير السنوي لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2022، فإن حجم سوق خدمات الحوسبة السحابية بلغ 9.8 مليار ريال، متجاوزًا مستهدف مؤشر استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات البالغ نحو 8.6 مليار ريال.
توطين التقنيات
وفي سياق متصل، قال براسانا فينكاتيش سرينيفاسان -المدير المساعد لشركة مانيج إنجن في السعودية، المتخصصة في إدارة تكنولوجيا المعلومات المؤسسية، والتابعة لمجموعة زوهو العالمية-: “في سياق احتفالاتنا بيوم التأسيس، أود أن أعبر عن فخرنا بالمشاركة في مسيرة المملكة العربية السعودية نحو التحول الرقمي، فإننا نؤمن بأن الخدمات السحابية تلعب دورًا محوريًا في تمكين مختلف القطاعات من تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتعزيز مكانة المملكة لتكون مركزًا تقنيًا رائدًا على المستوى العالمي”.
وأكد براسانا أن رؤية المملكة 2030 للتحول الرقمي تُحفز الشركات على زيادة اعتمادها على الخدمات السحابية، وتبني نهج يركز على “السحابة أولاً” في مختلف العمليات؛ مما يسهم في توطين الخدمات السحابية فائقة السعة داخل المملكة، بما يحقق الكفاية أمام الطلب المتزايد على هذه الخدمات.
وأضاف: “نحن ملتزمون بتقديم حلول إدارة تكنولوجيا المعلومات الشاملة التي تلبيّ احتياجات مختلف الشركات في المملكة، بدءًا من المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى المؤسسات الكبرى، ونسعى إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات في المملكة؛ للمساهمة في تحقيق رؤية 2030 “.
اقرا ايضا مانيج إنجن تعلن عن مشاركتها في معرض “ليب 2023”
ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تضع التحوّل الرقميّ في طليعة أجندتها التحويلية، وضمن أهداف رؤيتها التنموية لعام 2030>
حيث تستثمر بكثافة في بناء بنية تحتية رقمية قوية، ومن خلال المبادرات الوطنية مثل: برنامج التحوّل الوطنيّ، وجهود هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية، تركّز المملكة على خدمات الحكومة الإلكترونية، وتطوير المدن الذكية، وتحسين الكفاءة والاتصال وخدمات المواطنين، وتسعى إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للتقدّم التكنولوجيّ.