واحة سيوة أيقونة السياحة التاريخية وقبلة زوار العالم
جمال علم الدين
تواصل السياحة الشتوية في واحة سيوة، الانتعاش وجذب عدد كبير من المصريين إضافة للسياح الأجانب، خاصة محبي الهدوء والطبيعة البكر والراغبين في البعد عن الحياة المدنية الحديثة وصخبها وضجيجها، ومحبي المغامرة في المناطق الصحراوية والخلوية، وساهمت إجازة عيد الفطر المبارك، في عودة انتعاش حركة السياحة الداخلية، وإقبال العديد من الأسر المصرية على زيارة الواحة وقضاء إجازة العيد فيها، إضافة إلى زيادة تنظيم شركات السياحة الداخلية، رحلاتها للأفواج الجماعية من مختلف المحافظات إلى سيوة، في ظل طقس شتوي دافئ خلال هذه الفترة.
يأتي هذا الانتعاش الذي تشهده سيوة، خلال الفترة الحالية، بعد حالة التراجع التي أعقبت فترة ذروة الإقبال وانتعاش السياحة الشتوية، خلال الفترة الماضية والتي بدأت مع أعياد الكريسماس وإجازة نصف العام الدراسي، والتي شهدت أعلى نسب إشغال من السياحة الداخلية والخارجية، خاصة أن واحة سيوة مصنفة على قوائم المؤسسات والشركات السياحية، على أنها ضمن أهم المقاصد السياحية الشتوية على مستوى العالم.
من جانبه، أكد أحمد رمضان صاحب فندق بجبل الدكرور، مقام على الطراز البيئي، ارتفاع نسب الإشغال خاصة خلال إجازة عيد الفطر، التي وصلت إلى 100 % في كثير من الفنادق والمنشآت السياحية المختلفة، مع وجود حجوزات للفترة التالية لأسبوع العيد، وهذا يمثل انتعاش لجميع الأنشطة في واحة سيوة، خاصة خلال هذه الفترة، التي كانت تشهد في السنوات الماضية، تراجعاً في الإقبال السياحي، حيث أنها تتزامن مع انتظام الدراسة وهي فترة فاصلة بين السياحة الشتوية والسياحة الصيفية التي تتميز بهما الواحة.
وأشار صاحب المنشأة السياحية، إلى انتعاش السياحة خلال هذه الفترة، يرجع زيادة الترويج السياحي المحلي لواحة سيوة، وتزايد معرفة الكثيرين المقومات السياحية المميزة والفريدة للواحة، مع توافر جميع أنواع السكن الفندقي والسياحي والشعبي، بما يتناسب مع جميع الفئات الاقتصادية، إضافة إلى تكاليف الإعاشة المناسبة للجميع، مع عدم حدوث حالات استغلال أو تجاوزات في الأسعار أو السلوكيات، في ظل الطبيعة الخاصة لأهالي سيوة والعاملين فيها.
وأضاف “رمضان” أن واحة سيوة شهدت خلال الموسم السياحي الشتوي، تزايد الرواج السياحي، في ظل تزايد نشاط شركات السياحة الداخلية وترويجها لزيارة مختلف الفئات بالمحافظات للواحة، مؤكداً أن السياحة الداخلية أصبحت تشكل رقماً مهما في إنعاش الحركة السياحية خلال فصل الشتاء، بشكل كبير عن السنوات الماضية، مع تزايد شهرة الواحة ومقوماتها السياحية والثقافية والبيئية وطبيعتها الساحرة، التي جعلتها من أهم المقاصد السياحية داخلياً ومن كافة دول العالم، للاستجمام والاستمتاع بالهدوء والطبيعة البكر خلال فصل الشتاء، وشهرتها السياحة العلاجية خلال فصل الصيف.
وتعد واحة سيوة، من أهم المشاتي المصرية والعالمية، لطبيعتها المناخية القارية وطقسها الدافئ، وتنوع المقاصد والأنشطة مثل المغامرة وسياحة السفاري والتخييم والسياحة الثقافية والطبيعية الفريدة، والسياحة الترفيهية.
وتضع شركات السياحة العالمية، واحة سيوة على قائمة ترشيحاتها للسياح ومحبي المغامرة، والباحثين عن الراحة والهدوء والحياة البدائية، والاستمتاع بجوها الساحر، وعيون المياه الساخنة والكبريتية، المتدفقة من باطن الأرض، أو بحثا عن العلاج والاستشفاء، حيث تضم الواحة أكثر من 200 عين مياه طبيعية متنوعة الخصائص، إلى جانب بحيرات الملح.
كما تغطي أشجار النخيل والزيتون، مساحات كبيرة من أراضي الواحة، الواقعة في قلب الصحراء، وتتدفق عيون المياه من باطن الأرض، والتى يعود تاريخها الى العصور الرومانية القديمة، إلى جانب البحيرات الطبيعية.
وتضم واحة سيوة العديد من الآثار الإسلامية مثل قلعة أو حصن شالي، إضافة إلى الآثار الرومانية والفرعونية مثل معبد الوحي أو التنبؤات أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد آمون، وغيرها.
كما تتميز سيوة بالسياحة العلاجية، خلال فصل الصيف، والتي تبدأ أول شهر يوليو وتستمر حتى منتصف شهر سبتمبر، والتي تعرف بالعلاج بحمامات الرمال الساخنة، أمراض العظام مثل الروماتويد والروماتزم والأمراض الجلدية وغيرها، ويتوافد المرضى من وزوار الواحة من مختلف محافظات الجمهورية والدول العربية والأجنبية، للعلاج أو الاستمتاع بالمقاصد السياحية الأخرى. يذكر أن واحة سيوة، التي تتبع محافظة مطروح، وتقع جنوب غربي مدينة مرسى مطروح بـ 320 كيلو متر، تعد محمية طبيعية، ويتم الحفاظ على وحدة طرازها المعماري التراثي، المقام من طابق أو طابقين، وتلتزم الفنادق والمنتجعات السياحية بكود البناء على الطراز المعماري السيوي القديم، و توحيد مظهرها وألوان وواجهاتها، وتتفاوت أسعار الإقامة السياحية لتناسب جميع المستويات. وأصبحت سيوة، خلال السنوات الأخيرة، مقصدا سياحيا شتوياً هاما، لكثير من المصريين،
والسياح من الدول العربية، وتنظم شركات السياحة رحلات خاصة إليها، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وكذلك العلاج من الأمراض الجلدية، وبحثاً عن الراحة والاسترخاء وتجديد النشاط وطرد الطاقة السلبية من خلال السباحة في بحيرات الملح، وومارسة رياضة التزلج على الرمال ورحلات السفاري والتخييم في الصحراء. ويقصد بحيرات الملح في واحة سيوة، زوار الواحة من المصريين والسياح العرب والأجانب، من أجل الاستشفاء والاستمتاع بالسباحة فيها، وتزايدت شهرتها والإقبال عليها، خاصة خلال موسم السياحة الشتوية.
أقرأ ايضا : رئيس هيئة السياحة الأذربيجانية :مشاركتنا في سوق السفر العربي 2023 بدبي حققت نتائج ايجابية
وتتميز السباحة في بحيرات الملح بأنها تناسب الجميع، فكثافة الملح في المياه تدفع جسم الإنسان لأعلى فيطفو على السطح، وهو ما يقلل مخاطر الغرق، كما أن كل من يسبح في بحيرات الملح يشعر فورا بتغيرات إيجابية لحالته النفسية.