من العصر البطلمي.. قصة معبد أثري منسي وسط منازل الصعيد بمصر
يعتقد أغلب المصريين أن كل الأرض المصرية تحتوي في أعماقها على كنوز أثرية بكل شبر من هذا البلد القديم، وبالفعل يتم اكتشاف القطع الأثرية وحتى بقايا المعابد على مدار السنين في ربوع مصر من شمالها إلى أقصى الجنوب.
لكن الغريب أنه قد تجد بعض القطع الأثرية الضخمة ترقد مهملة بين منازل السكان على مدار السنين في تعود واضح من الأهالي، الذين كبروا وترعرعوا بجانب آثار فبدت لهم وكأنها جزء طبيعي من المنطقة والبيوت.
بقايا معبد منسي في قوص
هذا هو حال أحد المعابد الذي يظهر منه عدة أجزاء بإحدى قرى قوص في صعيد مصر، والذي انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بترميمه والتنقيب عن بقية أجزائه، وتساؤلات حول أسباب عدم اتخاذ أية خطوات رسمية لتغيير وضع هذا المعبد.
وفي هذا الصدد يقول كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر “للعربية.نت”، إن الجزء الأثري الذي يظهر وسط بيوت الأهالي في إحدى قرى قوص، هو بقايا معبد من العصر البطلمي،
وإنه من المتوقع أن تحوي المنطقة بقايا المعبد وبحيرة ومنشآت إقتصادية ومطبخ وأماكن للكهنة، وهو المتبع في معظم المعابد المصرية القديمة.
تحديات ضخمة أمام عمليات التنقيب
وبخصوص جهود البحث والتنقيب عن كل هذه المعالم الأثرية المتوقعة، قال الخبير الأثري إن عملية التنقيب في هذه المنطقة صعبة للغاية، وتتطلب الكثير من الإجراءات والتحديات، حيث إن ما يظهر من المعبد ملاصق لمنازل السكان، وهي منطقة سكنية مأهولة منذ وقت طويل، ويتطلب الترميم والتنقيب نزع ملكية المنازل بالمنطقة وإزالتها بالكامل، وهو أمر صعب وغير قابل للتحقيق بين ليلة وضحاها.
اقرا ايضا: حفاظًا على كنوز الوطن الأثرية..
كما أكد الخبير الأثري أن كل هذه الإجراءات تحتاج إلى مبالغ ضخمة لتعويض المواطنين عن أراضيهم ومنازلهم، وأنه وإن تحقق هذا الأمر على صعوبته، تظل التحديات مستمرة، حيث إن مدينة قوص مدينة كبيرة ومزدحمة ولا تصلح لأن تكون مزارا سياحيا في المستقبل، إلا بإعادة تخطيط متكاملة للمدينة بشكل كامل.
من العصر البطلمي
وعن تاريخ المعبد الظاهر وسط منازل الأهالي، قال الخبير الأثري، مجدي شاكر، إنه معبد من العصر البطلمي، وهي الفترة التي خلفت معالم شهيرة ومعابد أمثال معبد دندرة ومعبد إدفو، وعرفت المعابد المصرية في هذه الفترة بنقوشها الجميلة وألوانها الزاهية المتميزة والباقية حتى يومنا هذا،
إلا أن التفاصيل الدقيقة حول المعبد، وما كتب عليه من نقوش يظل مجهولا، حيث لم يخضع مسبقا إلى أي عمليات بحث، ولم تطاله أيادي الأثريين بعد.