أخبار عامة

مشاركة فرص السوق الصينية ،والاستمرار في تعميق التعاون الصيني العربي

باي يوي وجيه

من المقرر إقامة معرض الصين الدولي الخامس للمنتجات الاستهلاكية في هايكو، حاضرة مقاطعة هاينان جنوبي الصين في الفترة من الـ 13حتى الـ 18من أبريل الحالي . يواصل المعرض في دورته لهذا العام التركيز على المنتجات الاستهلاكية وصفتها  “الجديدة،والغريبة،و المميزة” على مستوى العالم، ليضم السلع والخدمات عالية الجودة من داخل البلاد وخارجها.

حيث وقعت 65 شركة من أكبر خمسمائة شركة على مستوى العالم والشركات الرائدة في الصناعة للمشاركة في المعرض، متجاوزة العدد في الدورة السابقة، وهناك 4100 علامة تجارية محلية ودولية تشارك المعرض، وتغطي فئات مثل المنتجات الزراعية المتقدمة،و السيارات الكهربائية الجديدة، والتكنولوجيا الإلكترونية.

بعد أربع دورات من الاستكشاف والممارسة، تزايد التأثير الدولي والتميّز العالمي لمعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية باستمرار، وأصبح أكبر معرض للمنتجات الاستهلاكية الراقية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقد وفّر هذا المعرض دعماً قوياً لتعزيز الاستهلاك بشكل مستمر وتلبية تطلعات الشعب لحياة أفضل، كما وفّر منصة مهمة للشركات العالمية للاستفادة من السوق الصينية، وللشركات الصينية للانطلاق نحو الساحة الدولية.

في عام 2024، وبحسب بيانات وزارة التجارة الصينية، فإن إجمالي واردات وصادرات الصين من الخدمات سيصل إلى 7.52 تريليون يوان صيني (حوالي1.02 تريليون دولار أمريكي ) في عام 2024، بزيادة سنوية قدرها %14، بالإضافة إلى ذلك، بلغ إجمالي حجم التجارة الإلكترونية عبر الحدود في بلاد 2.63تريليون يوان صيني، بزيادة قدرها  10.8%ومن المتوقع أن تبرز بشكل أكبر دور منصة الخدمات العامة العالمية لمعرض الاستهلاك في “الشراء من العالم والبيع للعالم”، حيث يقدم السوق الضخم في الصين فرصًا هائلة للعالم.

ولا تزال الصين تحتفظ بمكانتها كأكبر شريك تجاري للشرق الأوسط. في عام 2023، بلغت صادرات الصين إلى دول الشرق الأوسط 181.3 مليار دولار أمريكي، والواردات 216.8 مليار دولار أمريكي، وقد تم تحسين هيكل التجارة بين الجانبين وأصبح أكثر توازناً.

في العقد الماضي، تسارعت عملية التواصل بين الصين والدول العربية، وتوسعت مجالات الاستهلاك الوطني باستمرار، وأصبح التعاون أكثر وثوقًا، خاصة في مجالات ناشئة مثل التجارة الإلكترونية، والزراعة الخضراء، والسياحة، حيث يعتبر الإمكانات الاستهلاكية كبيرة جدًأ.

مجال التجارة الإلكترونية

في دول الخليج، أول ما يفكر فيه السكان المحليون عند التسوق عبر الإنترنت هو جولي شيك.  وتتبنى منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أنشأتها شركة Zhejiang Jollychic وتغطي حوالي 82% من مستخدمي الإنترنت في دول الخليج الست. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتوسيع أعمالها لتشمل خدمات الدفع الرقمية.

وليس هذا فحسب، بل إن نصف أكبر عشر شركات للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط هي من الصين.

مركبات الطاقة الجديدة

يشير “تقرير بحث سيارات الطاقة الجديدة في الدول العربية” إلى أن دول الخليج ودول شمال أفريقيا تمثل أسواق السيارات النموذجية في الدول العربية، وقد احتلت العلامات التجارية الصينية مكانة مهمة في هذه الأسواق وحققت إنجازات ملحوظة.  في عام 2023، تجاوزت حصة مبيعات العلامات التجارية الصينية للسيارات 10% في أسواق كبيرة مثل السعودية، الكويت، ومصر

واردات المنتجات الزراعية

في السنوات الأخيرة، نفذت الدول العربية سياسات تنويع اقتصادي بنشاط، محسنةً بنية تصدير السلع و زيادة صادرات السلع غير النفطية.  لذلك، عملت الصين أيضًا على توسيع وارداتها من السلع غير النفطية من الدول العربية، خاصة واردات المنتجات الزراعية.

 مصر في تصدير البرتقال الطازج إلى الصين منذ عام 2015، وقد أصبحت الآن أكبر مصدر للبرتقال الطازج إلى الصين؛ كما زادت كمية وقيمة واردات الصين من التمور من الإمارات والسعودية سنويًا. وفقًا لبيانات الجمارك الصينية ، أكبر موردي التمور للصين هم الإمارات (552,000 دولار أمريكي) والسعودية (418,000 دولار أمريكي ) وإيران (161,000دولار أمريكي ) والتي تشكل مجتمعةً 99% من إجمالي الواردات للتمور.

مجال الاستهلاك السياحي

بفضل للثقة السياسية المتبادلة، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والصداقة الشعبية بين الصين والدول العربية، تظهر التعاون السياحي بين الصين والعرب تطورًا إيجابيًا. تتوقع مؤسسة أكسفورد للأبحاث الاقتصادية أن عدد السياح الصينيين الخارجيين سيصل إلى 125 مليون رحلة هذا العام، ومن المتوقع أن تتجاوز الإنفاق الخارجي 250 مليار دولار أمريكي.  

بحلول ذلك الوقت، ستصبح الدول العربية أول منطقة في العالم تستفيد من سوق السياحة الصينية. لا سيما السعودية، الإمارات، مصر، المغرب، وتونس هي بين الوجهات التي يفضلها السياح الصينيون بشكل متزايد للسفر إلى الخارج.

كمنصة عالمية لعرض وتجارة المنتجات الاستهلاكية المميزة، تربط معرض الاستهلاك العالمي بين السوقين المحلي والعربي، مما يوفر فرصًا للشركات العالمية لمشاركة السوق الصيني، كما يبني جسورًا للمنتجات الاستهلاكية من الصين والدول الأخرى للوصول إلى الأسواق العالمية.

لهذا السبب، يعكس تنظيم معرض الاستهلاك العالمي التزام الصين الراسخ بالانفتاح على مستوى عالي للخارج، ومشاركة فرص السوق الصينية الكبيرة مع العالم، مما يسهم في تعافي الاقتصاد العالمي.

بقلم: باي يوي وجيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى