كيف يساعد الذكاء الاصطناعي مرضى التصلب في استعادة أصواتهم؟
تخطو التكنولوجيا خطوات واسعة نحو إدماج العقل البشري في الآلة، فبعد نجاح واجهات التخاطب بين الدماغ والحاسوب – التي تُعرف اختصارًا باسم (BCIs) – في التحكم في الأجهزة والروبوتات، بدأت الآن العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال مثل: شركة (نيورالينك) Neuralink، و(Synchron)، تحقيق إنجازات جديدة من شأنها أن تغير حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
حصلت شركة (نيورالينك) مؤخرًا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لجهازها الجديد (BlindSight)، الذي يهدف إلى استعادة البصر لدى المكفوفين من خلال تحفيز الدماغ بشكل مباشر.
يعمل هذا الجهاز الثوري على تنشيط المناطق البصرية في الدماغ باستخدام إشارات كهربائية دقيقة. وقد أوضح إيلون ماسك، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، أن هذا الجهاز سيمكن الأشخاص الذين فقدوا حاسة البصر والعصب البصري تمامًا من استعادة الرؤية، بشرط أن تظل المنطقة المسؤولة عن الرؤية في الدماغ (القشرة البصرية) سليمة.
في نفس السياق، أعلنت شركة (Synchron) أن الغرسة التي طورتها مكنت مريضًا يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) من التحكم في المساعد الصوتي أليكسا من أمازون باستخدام أفكاره.
من خلال هذه الغرسة، أصبح بإمكان المريض النقر ذهنيًا على الأيقونات الموجودة في جهاز لوحي من طراز (Amazon Fire)، مما أتاح له الوصول إلى مجموعة متنوعة من ميزات أليكسا، مثل مشاهدة كاميرات الأمان، وإجراء مكالمات الفيديو والرد عليها، بالإضافة إلى التحكم في Fire TV عن طريق توجيه المؤشر باستخدام دماغه. وهكذا، تمكنت تقنية (Synchron) من تغيير حياة هذا الشخص الذي كان يفتقر إلى القدرة على استخدام صوته أو أطرافه.
ولكن ماذا لو اُستخدم الذكاء الاصطناعي وخاصة النماذج اللغوية الكبيرة مع الغرسات الدماغية لتحويل الإشارات التي تسجلها تلك الغرسات إلى أوامر صوتية لحظيًا، هل يمكن أن يساعد ذلك الأشخاص الذين يعانون إصابات في الدماغ أو أمراضًا عصبية مثل التصلب الجانبي الضموري في استعادة أصواتهم؟
الغرسات الدماغية والذكاء الاصطناعي يعيدان الأمل لمرضى التصلب:
طور فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا ديفيس هيلث (UC Davis Health) واجهة دماغ حاسوبية (BCI) جديدة قادرة على ترجمة أفكار الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الكلام إلى كلام مفهوم.
وقد حققت هذه الواجهة بفضل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة دقة مذهلة تصل إلى 97%، لذلك تمثل قفزة نوعية في مجال التواصل بين الإنسان والآلة، وتفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأمراض العصبية التي تؤثر في القدرة على الكلام.
كيف تعمل واجهات التخاطب بين الدماغ والحاسوب؟
تُعدّ واجهات التخاطب بين الدماغ والحاسوب من أبرز التقنيات الطبية الواعدة في عصرنا الحالي، إذ تسعى إلى تمكين الأشخاص الذين فقدوا وظائف حيوية بسبب الإصابات أو الأمراض العصبية من استعادتها.
وتعتمد هذه التقنية على شبكات من الأقطاب الكهربائية الدقيقة التي تُزرع على سطح الدماغ أو داخل أنسجته لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ، وهو عبارة عن سلسلة من الإشارات الكهربائية التي تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية، ثم يحلل الحاسوب هذه الإشارات ويفسرها لتحديد النشاط الذي ينوي المريض القيام به.
#الذكاء الاصطناعي