مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري يجري أول عملية رباط صناعي باستخدام تقنية LARS لمريض إيطالي في الإمارات
خضع الإيطالي “كوسيمو دانيس”، الطاهي التنفيذي والعاشق لكرة القدم، لعملية إعادة ترميم الرباط بنظام التقوية المتقدمة للأربطة الصناعية (LARS)، الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تم إجراؤها مؤخراً في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري في دبي. وساعد الإجراء المُبتكر المريض البالغ من العمر 44 عاماً على استعادة قدرته على الحركة والتعافي من الألم المستمر التي عانى منه بعد تعرّضه لإصابة شديدة في الركبة.
ويُشير هذا النهج الريادي إلى فصل جديد في طب العظام في المنطقة، حيث يتيح المجال أمام مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري لتحقيق إنجاز بالغ الأهمية وعلامة فارقة على صعيد قطاع الرعاية الصحية في المنطقة. وكان السيد “كوسيمو”، وهو لاعب كرة قدم محترف وطموح من إيطاليا، قد اضُطر لتأجيل حبه لكرة القدم عقب تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة خلال بطولة في دبي عام 2020. وسعياً منه للتغلب على النكسة الناجمة عن الحادث، خضع السيد “كوسيمو” في عام 2020 لعملية إعادة ترميم الرباط الصليبي ACL التقليدية، التي تم إجراؤها باستخدام طُعم ذاتي (مأخوذ من جسمه).
ولسوء الحظ، لم يكن هذا الإجراء الجراحي الذي خضع له كافياً، ولم يتمكن المريض من معاودة لعب كرة القدم. كما أصبحت المهام اليومية مثل صعود الدرج أو الوقوف لفترات طويلة من الوقت، وهي من الواجبات المطلوبة منه في سياق عمله كطاهي تنفيذي، باتت تشكل عقبات كبيرة يصعب عليه تحمّلها. ورغم عدم وجود إصابات حديثة، فقد واجه تحديات متواصلة تمثلت في الشعور بألم شديد مع قدرة محدودة على تحريك الركبة. وازدادت هذه الصعوبات تعقيداً بفعل ارتفاع مستويات الكوليسترول لديه، الأمر الذي تسبب بحدوث مضاعفات على صعيد عمليات التشخيص والعلاج.
وكان السيد “كوسيمو” قد وصل إلى مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري للحصول على الراحة من ألم الركبة المزمن الذي عانى منه، وخضع لعلاج الرباط الصناعي باستخدام تقنية LARS الريادية – التي تُعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات، وذلك تحت إشراف الدكتور “ماسيمو بيراتشي”، اختصاصي جراحة العظام.
وساعدت الجراحة على إصلاح الأنسجة التالفة في ركبة المريض، بفضل ما تتميز به من نهج مبتكر في التعامل مع التحديات المعقدة المرتبطة بجراحة العظام. وبدلاً من استخدام طُعم خيفي، والذي ينطوي على زرع أنسجة منقولة من شخص آخر، اختار د. “ماسيمو” رباطاً صناعياً. والأربطة الصناعية هي عبارة عن هياكل اصطناعية مُصممة لمحاكاة وظيفة الأربطة الطبيعية.
وفي هذا السياق، قال د.”ماسيمو”: “ينفرد هذا الإجراء عن غيره بأنه يستخدم طعوماً اصطناعية تم تصميمها بدقة لمحاكاة الأربطة الطبيعية. وتُلبي هذه الطعوم القابلة للتعديل، التي تأتي بمواد وتصاميم مختلفة، الاحتياجات الفردية لكل مريض بما يضمن دمجها بسلاسة. وتتيح هذه الجراحة استعادة استقرار المفصل ووظيفته وحركته، بما يمكّن المرضى من العودة لممارسة الأنشطة البدنية المحدودة. وساهمت التطورات التكنولوجية في تعزيز خصائص هذه الطعوم، بما يسمح بإجراء عمليات جراحية طفيفة التوغل وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل، وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى بشكل ملموس”.
وأضاف د.”ماسيمو”: “طرح التعامل مع الحالة الدقيقة للمريض العديد من التحديات. وعادةً ما ينطوي مسار العمل المُوصى به على إعادة ترميم الرباط الصليبي الأمامي وإصلاح الغضاريف. ولكن نظراً لتعقيد الحالة، قرر الفريق الطبي اتباع نهج مبتكر تمثل في إجراء عملية إعادة ترميم الرباط بنظام التقوية المتقدمة للأربطة الصناعية (LARS).
وتابع قائلاً: “من الجدير بالملاحظة أن هذه العملية لم يتم اجراؤها مسبقاً في منطقة الشرق الأوسط، لكنها كانت الخيار الأمثل للمريض لأنها تنطوي على نهج شامل في علاج الركبة وتحسين عملية شفائها واستعادة قدرتها الوظيفية. وبعد خضوعه للعملية، أصبح بمقدور “كوسيمو” الآن الاحساس براحة كاملة في ركبته وهو يتحرّق شوقاً للعودة إلى ممارسة رياضة كرة القدم”.
ولفت د.”ماسيمو” إلى أن “عملية الرباط الصناعي LARS تتفوّق على عملية الطُعم الخيفي من ناحية التعافي، ذلك لأن المرضى يستعيدون قدرتهم على الحركة بسرعة كبيرة، وأحياناً في نفس يوم الجراحة ولغاية فترة الستة أسابيع اللاحقة. ويمكن للأفراد الخاضعين لعملية الرباط الصناعي LARS الانتقال من استخدام العكازات إلى المشي، والجري، ثم صعود الدرج، وحتى الوقوف لفترات مطولة بعد العملية نظراً لسرعة الشفاء منها”.
وأوضح أن “الإجراء الجراحي تضمن إعادة ترميم الرباط الصليبي الأمامي، بجانب تطبيق أساليب مبتكرة مثل زراعة الاسفنجة Hyalofast لتجديد غضاريف الركبة. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم حقن البلازما لتعزيز عملية الشفاء في غضاريف الركبة المتضررة”، كما أكَّد أن “هذا النهج المعقد يهدف إلى معالجة المخاوف المتعلقة بالرباط الصليبي الأمامي وتجديد غضاريف الركبة، بالاستعانة بمزيج من التقنيات المتطورة من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة”.
وأعرب السيد “كوسيمو دانيس” عن تقديره وشكره العميق للرعاية البالغة التي حظي بها من قبل الدكتور “ماسيمو بيراتشي” وفريقه الطبي في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري، وقال: “بعد خضوعي لهذه الجراحة المبتكرة، شهدت حياتي تحولاً مذهلاً. إذ لم تُسهم هذه الجراحة في تخفيف المعاناة الجسدية فحسب، وإنما فتحت لي الأبواب أمام إمكانيات جديدة لملء أيامي بالأنشطة التي أُفضلها وتعزيز ثقتي بنفسي. وأنا ممتن للتغيير الإيجابي الذي أحدثته العملية في حياتي. وبينما أتماثل للشفاء بشكل تدريجي، أشعر بثقة تامة الآن من أنه يمكنني العودة لممارسة رياضة كرة القدم بعد هذا العلاج. إن مشاعر الأمل والقوة التي منحتني إياها هذه الجراحة رائعة بالفعل”.
ومن المثير للاهتمام أنه من بين إصابات الركبة العديدة، تعتبر إصابات الرباط الصليبي الأمامي من أكثر إصابات الركبة المنتشرة، فهي تستأثر بنسبة 40 % من إجمالي الإصابات ذات الصلة بالرياضة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد هذه الإصابات أكثر شيوعاً بخمس مرات مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، كما أنها تشهد مساراً تصاعدياً. ويتم الإبلاغ عن أكثر من 200 ألف إصابة بالرباط الصليبي الأمامي سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية يتطلب نصفها تقريباً جراحات إعادة ترميم للركبة. وتحدث 70 % من تلك الإصابات أثناء ممارسة رياضات قاسية مثل كرة السلة والسوكر والتزلج وكرة القدم.
وشدّد “د. ماسيمو” على أهمية هذه الجراحة المبتكرة، قائلاً: “هذا الإنجاز لا يرتقي بمستوى الرعاية في مستشفى ميدكير فحسب، وإنما يُؤسس أيضاً لمعايير جديدة للعلاجات المتقدمة في المنطقة. كما يوفر فرصاً كثيرة لتبني منهجيات أكثر ابتكاراً تعود بالفائدة على المرضى الذين يعانون حالات عظمية معقدة. ويؤكد هذا النجاح تفانينا نحو دفع حدود الابتكار في قطاع الرعاية الصحية على مستوى المنطقة”.
ويعكس التحسّن في وظيفة الركبة لدى السيد “كوسيمو” مستوى التميّز في خدمات جراحة العظام المقدمة في دولة الإمارات، وهو ما يدعم جهود ميدكير نحو توسيع نطاق حلولها لتلبية متطلبات المرضى خارج المنطقة أيضاً.
ويحافظ مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري على التزامه الراسخ بتوفير جراحات معقدة وعلاجات فعّالة. ومن خلال تركيزه على التقنيات الجراحية طفيفة التوغل، والتكنولوجيا العصرية، وفريقه الطبي ذوي الخبرات والمهارات العالية، يحافظ المستشفى باستمرار على أعلى معايير السلامة والكفاءة الاستثنائية.