مختصــــــــــون يؤكـــــــــــــــدون: الندوة الحوارية الوطنية ” المشاركــة المجتمعية ودورهــا في صنـع القـــــرار ” طرحت محاور هامة وتوصياتها تواكب أهداف رؤية عمان 2040.
الندوة أوصت بــــــــــ:
أهمية وضع آليات منهجية واضحة لتعزيز النهج التشاركي بما يساهم في مواكبة المشاركة المجتمعية لمراحل ومتطلبات تحقيق رؤية عمان 2040 والخطة الخمسية العاشرة لسلطنة عمان.
دعم فكرة إيجاد ” برلمان الشباب” بما يساهم في تحقيق شراكة مجتمعية أوسع للشاب في مناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم .
تعزيز الأدوار التوعوية في مجال المشاركة المجتمعية، وفتح نوافذ أوسع للحوار الإعلامي حولها.
الدعوة إلى استدامة الحوارات الوطنية لمناقشة المستجدات الداعمة لتنفيذ رؤية عمان 2040.
أوصت الندوة الحوارية الوطنية ” المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار” التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية خلال شهر مارس الماضي بوضع آليات منهجية واضحة تعزز النهج التشاركي في علاقة المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني بالمجتمع بما يساهم في مواكبة المشاركة المجتمعية لمراحل ومتطلبات تحقيق رؤية عمان 2040 والخطة الخمسية العاشرة لسلطنة عُمان ، وتضمين مفاهيم المشاركة المجتمعية في المناهج المدرسية والأنشطة التربوية بما يساعد على تعزيز قيم المواطنة الصالحة لدى النشء ويجعلهم أكثر قدرة على التعاطي الإيجابي مع قضايا مجتمعهم ، وأوصى المشاركون بأهمية استثمار دور مؤسسات التعليم العالي كبيئات حاضنة لفكر الشباب في الحوار الوطني، وتعزيز المهارات الممكنة لآليات المشاركة المجتمعية الفاعلة من خلال المناهج والأنشطة الجامعية ، وأدوار المجالس الاستشارية الطلابية ، ودعت الندوة في ختام أعمالها إلى إيجاد مساحات داعمة لحوار الشباب عبر اللقاءات الحوارية المباشرة بينهم وبين صانعي القرار في مختلف المؤسسات لمناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم بما يعطيهم مزيداً من الثقة والمسؤولية في تفعيل أدوارهم المجتمعية في عملية صنع القرار، كما تضمنت توصياتها دعم إنشاء ” برلمان الشباب” يعزز الثقة والمسؤولية لدى الطلبة للمشاركة في مناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم في مخلف المجالات ، هذا إضافة إلى إنشاء منصة وطنية للحوار تتولى متابعة وقياس ورصد رأي المجتمع حول القرارات الوطنية المختلفة بما يحقق أهداف المشاركة المجتمعية الفاعلة.
كما أوصت الندوة بأهمية عقد لقاء سنوي إعــلامي لمركز التواصل الحكومي يستعرض مسار الخطط والمشاريع الوطنية ويعزز نشرها إعلاميا بالشراكة مع مختلف وسائل الإعلام ، وتعزيز الأدوار التوعوية للإعلام العماني في مجال المشاركة المجتمعية وفتح نوافذ أوسع للحوار الإعلامي عبر برامج متخصصة تناقش المشاريع التنموية ، والخطط الوطنية ، والرؤى والتوجهات المستقبلية ، هذا إضافة إلى وضع آلية وطنية منظمة لقطاع المسؤولية الاجتماعية بما يساهم في مواءمة جهود مؤسسات القطاع الخاص مع مرتكزات رؤية عمان ٢٠٤٠، ويتكامل مع رؤية وحاجة المحافظات النوعية من المشاريع الداعمة للتوجهات المستقبلية في كل محافظة ، كما أكدت على دعم المشاركة الفاعلة لمؤسسات المجتمع المدني بما يعزز من أداء أدوارها محلياً وخارجيا ، ويمكنها من المساهمة بفاعلية في الشراكة مع الحكومة عبر تعزيز الأطر القانونية التي تمكنها من ذلك ، وإيجاد فريق عمل من المختصين يعمل على مساندة الجهود الحكومية في تحسين مستوى المؤشرات الدولية التي تصدرها المنظمات الدولية عن سلطنة عمانُ ، يهدف إلى تحسين تلك المؤشرات من عام إلى آخر ، وإنشاء مركز متخصص مستقل مالياً وإدارياً يعنى بمجال الدراسات المجتمعية في سلطنة عُمان .
أهمية وتوصيات الندوة
وحول أهمية الندوة وتوصياتها قالت الدكتورة أمل بنت طالب الجهورية رئيسة الفريق الفني للندوة، جاءت توصيات الندوة منبثقة من أهم ما ناقشته جلساتها على مدى يومين من محاور تناولت المشاركة المجتمعية وأهميتها في صنع القرار في إطار رؤية عمان 2040، ودور المؤسسات التعليمية في تعزيز المشاركة المجتمعية الداعمة لصناعة القرار الوطني، ، كما ناقشت المشاركة المجتمعية الفاعلة للشباب ودورها في صنع القرار الوطني، وتأثير الإعلام على تعزيز المشاركة المجتمعية الداعمة لصنع القرار الوطني، ودور المجتمعات المحلية، ومؤسسات المجتمع المدني في صنع القرار الوطني وتحقيق أهداف المشاركة المجتمعية الناجحة، هذا إضافة إلى دور مؤسسات القطاع الخاص في دعم المبادرات المجتمعية. والتي شارك في أعمالها متحدثون من المؤسسات الحكومية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني؛ والمؤسسات التعليمية، وشارك في إثراء جلسات الندوة ممثلين عن عدد من المؤسسات منها وحدة تنفيذ رؤية عمان 2024، ومجلس عمان، ووزارة الإعلام، ووزارة الاقتصاد، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب وجامعة السلطان قابوس، ومركز الشباب، واللجنة العمانية لحقوق الانسان، وجمعية المحامين العمانية، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
نهج تشاركي
وقالت انتصار بنت عبد الله الوهيبية مدير عام التخطيط التنموي بوزارة الاقتصاد ،ومدير مشروع الخطة الخمسية العاشرة تؤمن سلطنة عمان إيماناً عميقاً بأهمية المشاركة والملكية المجتمعية الواسعة لأهداف وخطط التنمية المستدامة، لذلك تعد منهجية التخطيط التشاركي أو ما يعرف ” بالنهج التشاركي” هي المرتكز الأساسي في إعداد رؤيتها طويلة الأجل وخططها التنموية متوسطة الأجل ، واللتان تركزان على المشاركة المجتمعية الواسعة بطريقة تحقق اكبر قدر من التوافق المجتمعي وتستوعب الأولويات والتطلعات المستقبلية للمجتمع بكافة فئاته، ونجد أن الموضوع والمحاور والتوصيات التي قدمتها الندوة الحوارية الوطنية حول المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار بتنظيم من جمعية الصحفيين قد لامست التوجهات التي تعمل عليها رؤية عمان 2040 في هذا الجانب، وأكدنا خلال مشاركتنا في أعمال الندوة بأن سلطنة عُمان سعدت بكل جدّية إلى ترجمة التزامها الدولي ضمن خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016-2020) والتي صادف بدء العمل بها مع بداية العمل بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة عام 2016، وضمن محاور وأولويات رؤية عمان 2040 سعياً منها إلى تحقيق تلك الأهداف بحلول عام 2030، كما حرصت سلطنة عمان على التأكيد على الوعي العام وملكية أهداف التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية الواسعة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات.
وأوضح الدكتور مهند بن داوود العصفور مختص في الموارد البشرية والتطوير المؤسسي تشرفت بالمشاركة في فعاليات الندوة التي غطت مواضيع مهمة للغاية وشكلت انطلاقة جيدة لسلسلة من الندوات التي تعزز مفهوم المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار التي أسست لها رؤية عمان ٢٠٤٠ التي اعتمدت مفهوم المشاركة المجتمعية في إعدادها ثم كرست هذا المفهوم من خلال المبادرات والمشاريع التي تنفذ بالتعاون مع شرائح واسعة من المجتمع العماني.، وفي هذا السياق، أثمن جهود الجمعية في تنظيم هذه الندوة وكذلك دعم الحكومة لهذا المفهوم الرائد في المجتمع العماني، ولا شك أن هذه الندوة ساهمت في تعزيز التواصل بين الحكومة والمجتمع المدني وزيادة الوعي بأهمية دور المواطن في صنع القرارات، كما أن الندوة قدمت فرصة للمشاركين فيها لتبادل الخبرات والمعلومات والتعرف على أفضل الممارسات في مجال المشاركة المجتمعية من مختلف القطاعات. وهذا بدوره سوف يساعد في تعزيز التعاون والشراكة بين الأطراف المعنية وتعزيز جهود المشاركة المجتمعية في السلطنة.
وأضاف العصفور قائلا: على الرغم من تحديات بناء ثقافة المشاركة المجتمعية في سلطنة عُمان، إلا أن هذه الندوة تمثل خطوة مهمة تساهم في تعزيز الاستراتيجية الاجتماعية لسلطنة عمان وتأكيد الدور المجتمعي للصحافة ولمؤسسات المجتمع المدني في السعي إلى تعزيز التنمية المجتمعية المستدامة وإيجاد مجتمعات أكثر تعاون وشفافية.
توصيات متوافقة مع رؤية عمان 2040
من جانبها قالت الدكتورة عهود بن سعيد البلوشية أكاديمية وباحثة في الشأن التربوي الرئيس التنفيذي لمكتب دراسات المرأة والمجتمع ،لقد شرفت بالمشاركة في الندوة الحوارية الوطنية حول المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار والشكر موصول لجمعية الصحفيين على اختيار هذا الموضوع المهم خاصة مع التوجه العام نحو التشاركية واللامركزية في صناعة القرارات، ومن المهم جدا الأخذ بالتوصيات التي خرجت بها الندوة والتي تأتي متوافقة مع توجه رؤية عمان ٢٠٤٠ خاصة فيما يتعلق بالأدوار المهمة الذي يلعبها المجتمع ومؤسساتهم المختلفة وأيضا القطاع الاقتصادي في تحقيق أهداف الرؤية بحيث أن تطبيق هذه التوصيات يمكّن أفراد المجتمع ومؤسساته بشكل كبير من لعب الأدوار المنوطة بهم بما يرسخ شراكة مستدامة وينعكس ايجابيا على التنمية في كافة القطاعات.
وأكد الدكتور زاهــــر بن بــدر الغسيني أستاذ مساعد، متخصص في مجال التفاعل الثقافي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ،بأن ندوة (المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار) التي تم تنظيمها وفق شعار (مشاركة مجتمعية فاعلة) من قبل جمعية الصحفيين العمانية أتت في التوقيت المناسب مُعززة الحراك المؤسسي والإداري لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040، وفق شراكة مجتمعية، للاستفادة من الخبرات والتجارب المختلفة التي قدمها المشاركون المتحدثون في محاور الندوة المختلفة.
وأضاف الغسيني ، لقد كانت مشاركتي في محور (دور المؤسسات التعليمية في تعزيز المشاركة المجتمعية الداعمة لصناعة القرار الوطني) وهو محور مهم في المرحلة الحالية، إذ يتماشى مع الدور الفاعل والمؤثر الذي يجب أن تقوم به مؤسسات التعليم العالي في تعزيز الشراكة المجتمعية لدى الطلبة، وزرع روح المسؤولية الوطنية والمواطنة الصالحة التي يجب أن تكون دافعًا لشباب الوطن في خدمة عُمان طوال مسيرة التنمية، وهو ما نصَّت عليه إحدى توصيات الندوة بدعم فكرة إيجاد “برلمان الشباب” لتحفيز شباب الوطن على المشاركة في مناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم، وهذه التوصية تُضاف لجميع توصيات الندوة الأخرى التي جاءت متواءمة مع متطلبات تنفيذ رؤية عمان 2040 ودعم كل ما يضمن تطوير منظومة العمل الوطني بشراكة مجتمعية فاعلة بين المواطن والمؤسسات، بما يدفع بمنظومة العمل في سلطنة عُمان للأمام.
وأوضح أحمد بن سليمان السواقي رئيس المجلس الاستشاري الطلابي بجامعة السلطان قابوس بأن الندوة الحوارية حملت مضامين هامة تواكب رؤية عمان 2040، ناقشت الجلسة الخاصة بموضوع المشاركة المجتمعية الفاعلة للشباب ودورها في صنع القرار الوطني أهمية بالغة حيث طرحت أهم التوجهات المستقبلية التي تعمل عليها سلطنة عمان في مجال مشاركة الشباب بالرأي والفكر في مختلف المجالات ، ونؤكد أن التوصيات المنبثقة عن الندوة هي توصيات بالغة الأهمية وسيعكس تحقيقها ترجمة فعلية لأهداف رؤية عمان 2040 لاسيما في ما يخص مساهمة الشباب في صنع القرار الوطني وزيادة الوعي لديهم بأهمية شراكتهم المجتمعية والسياسية مع من يمثلهم لتحقيق ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن، ، مثمنين جهود القائمين على هذه الندوة واهتمامهم بدور الشباب للرقي بهذا الوطن الشامخ .
وحول مشاركته في أعمال الندوة أشار جابر بن سليمان البوسعيدي المدير التنفيذي بمؤسسة جسور قائلا: نوجه شكرنا إلى جمعية الصحفيين العمانية على دعوتهم الكريمة للمشاركة في أعمال الندوة الحوارية الوطنية ومناقشة أهمية دور المشاركة المجتمعية في صنع القرار، حيث تمت مناقشة عدد من المواضيع المتعلقة بالمشاركة المجتمعية، بما في ذلك الأدوات والممارسات الفعالة التي يجب اعتمادها لتحسين عملية صنع القرار، وكيفية تشجيع ودعم المجتمع في المشاركة في هذه العملية. حيث عرضنا خلال حوارنا تجربة مؤسسة جسور في العمل على تعزيز المشاركة المجتمعية مع عدد من الشركاء في المشاريع الاجتماعية، وكيفية تحقيق النتائج الإيجابية في الجانب الاجتماعي، حيث تمثل الشراكة المجتمعية جزءًا أساسياً من عملنا في مؤسسة جسور، ونسعى جاهدين لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية عن طريق تمكين الأفراد وتشجيعهم على المشاركة في صنع القرارات المؤثرة على مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم من خلال إتاحة الفرص لتقديم المقترحات والحلول للمشكلات المجتمعية وتطويرها لتكون نماذج لمشاريع اجتماعية قابلة للتطبيق.كما أشرنا إلى ضرورة إجراء دراسة تأطر الدعم المجتمعي في الدعم المقدم من الشركات، لذلك لابد من إيجاد الموائمة لدفع التنظيم، بما يخدم مصلحة الأطراف المعنية.