مبادرة “نعمة” وشركة ” الدار” توقعان مذكرة تفاهم لمعالجة فقد وهدر الغذاء
أبوظبي – متابعة – جلف تك:
وقعت المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء “نعمة وشركة ” الدار العقارية” ــ خلال “أسبوع أبوظبي للاستدامة ” ــ مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في مجال معالجة فقد وهدر الغذاء في الدولة والإسهام في تحقيق الأجندة الوطنية للأمن الغذائي.
وتم توقيع المذكرة بحضور معالي مريم بنت محمد سعيد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، سعادة أحمد الشامسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات ــ التي تعد الشريك الرئيسي للمبادرة الوطنية “نعمة”، وسعادة طلال الذيابي الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار العقارية.
وجرت مراسم التوقيع في الجناح المخصص لمجموعة الدار العقارية في أسبوع أبوظبي للاستدامة بحضور عدد من ممثلي الجانبين.
وقد شاركت “نعمة” في العديد من الفعاليات التي أُقيمت ضمن “أسبوع أبوظبي للاستدامة”، المنصة العالمية التي تجمع كبار المسؤولين وصناع القرار ومديري الشركات الكبرى وممثلي المنظمات وخبراء عالميين من أنحاء العالم لمناقشة قضايا البيئة والسياسات الهادفة إلى مواجهة التحديات العالمية.
وأطلقت “نعمة” خلال شهر فبراير 2022 لتكون مبادرة وطنية تهدف إلى الحد من فقد وهدر الغذاء، وذلك في أعقاب دعوة وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” للعمل على معالجة الإسراف في التعامل مع الغذاء وتطوير نموذج اجتماعي يستند إلى ثقافة شعبنا وقيمه في ترشيد الاستهلاك وحفظ نعمة الطعام.
وتأسست المبادرة بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومؤسسة الإمارات، الجهة المعنية بتكثيف الجهود الوطنية وتوحيدها للحد من فقد وهدر الغذاء على امتداد سلسلة الغذاء للإيفاء بالتزامات الدولة تجاه أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة خاصة الهدف رقم 12.3 الذي يهدف إلى خفض هدر الغذاء بنسبة النصف بحلول عام 2030.
وأكدت معالي مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بهذه المناسبة: “أهمية مذكرة التفاهم التي وقعتها مبادرة “نعمة” وشركة “الدار” والتي تأتي في إطار تعزيز الجهود المشتركة للحد من فقد وهدر الغذاء من خلال التعاون مع جميع الشركاء من المؤسسات الوطنية “.
وأشارت معاليها إلى التكلفة الباهظة لهذا الهدر على البيئة وصحة الإنسان وعلى الأمن الغذائي بصفة عامة. وقالت “نريد حث الناس على التفكير والتأمل في سلوكياتهم تجاه الغذاء والحفاظ على هذه النعمة التي حبانا الله بها في دولة الإمارات”، مشيرة إلى أن نحو 800 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع وأن هدر الغذاء يمثل تحديا عالميا مشتركاً”.
وأضافت قائلةً: “ولذلك فإننا معنيون جميعاً باتخاذ خطوات بسيطة وجعلها عادات يومية لتقليل هدر الغذاء وبالتالي تقليل الآثار السلبية للتغير المناخي على كوكبنا”.
وتنص مذكرة التفاهم على أن يطور الطرفان ويطبقان حلولاً تسهم في إحداث تغيير إيجابي ومستدام في تقليل هدر الغذاء بجانب تصميم مبادرات وتنفيذ مشاريع مشتركة تعالج مختلف قطاعات سلسلة الغذاء بالاشتراك مع جميع الأطراف ذات العلاقة من قطاعات العمل المتنوعة التي تديرها شركة الدار للوصول إلى تقليل هدر الغذاء.
وتدعم الدار بموجب المذكرة مشاريع “نعمة” من خلال مدارس الدار وفنادقها ومجمعاتها التجارية والمجتمعات التي تشرف عليها في جزيرة ياس، لنشر الوعي بأهمية خفض هدر الغذاء وفرز الغذاء غير المستهلك منه، وتغيير السلوكيات الحالية واستبدالها بعادات أكثر استدامة.
وفي تعليقه على مذكرة التفاهم.. قال سعادة طلال الذيابي الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار العقارية: “تُشكل شراكتنا مع مبادرة نعمة فرصة أخرى لشركة الدار للمساهمة في هذه الأولوية الوطنية، وهي تنسجم تماماً مع المبادئ التي أطلقناها مؤخراً في الالتزام بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري. إن هدر الغذاء يشكل تحدياً كبيراً، وبوجود أصول لنا على امتداد قطاعات الضيافة، ومجال التجزئة، والتعليم، والمرافق التجارية والسكنية، فإننا نعتقد أن هذه الشراكة ستُمكِّن الدار والأطراف المعنية من التقليل الكبير في هدر الغذاء الذي ينتهي في مكبات النفايات”.
وسيعمل الطرفان خلال الأسابيع القادمة على تحديد المشاريع المشتركة التي سيطلقانها لنشر الوعي في المجتمع وتشجيع التغيير السلوكي فيما يخص استهلاك الغذاء وعادات إدارة ما يتبقى من الغذاء، بهدف تغيير الأنماط الاجتماعية وتشجيع التعامل الرشيد مع الموارد الوطنية.
وقد وضعت الدار معايير متميزة ضمن قطاع التطوير العقاري المحلي في مجال الاستدامة والالتزام بمكافحة التغير المناخي بتبنيها أهداف صافي الانبعاثات الصفري في عملياتها بحلول 2030 ثم 2050. وتقتضي خطة الشركة بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري ضمن نطاقات الانبعاثات الدفيئة 1 و2 و3 بحلول عام 2050. كما وضعت الدار أهدافاً مرحلية بحلول العام 2030، بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري ضمن النطاق 1 و2 من الانبعاثات، وتخفيض كثافة انبعاثات النطاق 3 بنسبة 45% وفقاً لخط الأساس لبصمتها البيئية في عام 2021.
يذكر أن حوالي ثلث الغذاء الذي يُنتج عالمياً (والبالغ نحو 1.3 مليار طن) يُفقد في المراحل المختلفة من الحصاد والتصنيع والتوزيع ومحلات التجزئة أو يُهدر في مرافق تقديم الطعام والمنازل حول العالم.. ولظاهرة الفقد والهدر هذه، كلفة باهظة بيئياً حيث إن الطعام الذي ينتهي في مكبات النفايات مسؤول عن نحو 10% من الانبعاثات الكربونية عالمياً.
من جانبه قال سعادة أحمد الشامسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات: “إننا نطمح إلى صياغة رؤية مستقبلية إيجابية وجاذبة يكون تخفيض هدر الغذاء بموجبها مكسباً لجميع القطاعات”.
وأضاف قائلاً: “كما نسعى إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والأفكار والحلول المبتكرة لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف الناتجة عن تقليل هدر الغذاء إضافة إلى استكشاف السياسات التي يمكنها تطوير بيئة داعمة تؤثر إيجابياً في التعامل مع مسألة هدر الغذاء”.
وقال سعادته في تصريحه: ” سعداء بالعمل معاً مع شركة الدار العقارية الشريك الوطني لتحقيق هدف مبادرة نعمة في تخفيض هدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030، ونرى أن هذه الشراكة ستكون بإذن الله فاتحة لشراكات وطنية عديدة أخرى”.
وتشكل مذكرة التفاهم بين الطرفين بداية لشراكات أخرى بين “نعمة” والعديد من الجهات المعنية بهذا المسعى الوطني لتحقيق أهداف “نعمة” في خفض فقد وهدر الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030.