ما احتمالية الصراع العسكري المباشر بين واشنطن وبكين؟
ينما تواصل الصين تعزيز موقفها تجاه تايوان، حيث تعتبر أي دعم غربي لاستقلال تايوان انتهاكًا لمبدأ “صين واحدة”، فإن التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، مما يزيد من احتمالية حدوث صراع عسكري مباشر.
وتتناول صحيفة “إي ريفرانسيا” البرتغالية استعدادات القوات الخاصة الأمريكية للتدخل المحتمل في حال نشوب نزاع بين الصين وتايوان.
تعاون رغم التوترات
تبدأ الصحيفة البرتغالية تقريرها بالإشارة إلى أنه “على الرغم من تأكيد السلطات الأميركية أن الصراع مع الصين ليس وشيكًا، إلا أن الولايات المتحدة قد سرعت من استعداداتها العسكرية”.
وتزعم الصحيفة أن هذا الاستعداد جاء نتيجة للتحديث السريع الذي يشهده الجيش الصيني، بعد أن أصدر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أوامره بالاستعداد للسيطرة على تايوان بحلول عام 2027.
ونقلًا عن صحيفة “فاينانشيال تايمز”، تشير الصحيفة البرتغالية إلى أن “في ظل هذه الظروف، تستعد وحدة نخبة من البحرية الأميركية لمواجهة محتملة تشمل الجزيرة”.
ويشير تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن وحدة “سيل تيم 6” تتدرب حاليًا على تنفيذ مهام لدعم تايوان في حال حدوث غزو صيني.
ومن الجدير بالذكر أن “سيل تيم 6” هي الوحدة التي نفذت عملية قتل أسامة بن لادن في عام 2011، وتعتبر واحدة من القوات النخبة الرئيسية في القوات المسلحة الأميركية.
من جهة أخرى، تشير الصحيفة إلى أن تعزيز العلاقات بين واشنطن وتايبيه أدى إلى تنفيذ أحد أكبر التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان، مع تكرار توغلات الطائرات والسفن الحربية الصينية بالقرب من الجزيرة.
وفي يوم الخميس، 12 سبتمبر/ أيلول 2024، أفادت تايبيه بوجود نحو 29 طائرة صينية وثماني سفن حربية بالإضافة إلى سفينة رسمية تعمل بالقرب من تايوان، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
تصاعد التوترات
على الرغم من التوترات المتزايدة، استأنفت الصين والولايات المتحدة الحوار العسكري مؤخرًا.
في الأسبوع الماضي، عقد الجنرال “وو يانان”، قائد قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني، أول مؤتمر عبر الفيديو مع الأدميرال صامويل بابارو، قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن المتوقع، وفقًا للصحيفة، أن يقوم الجنرال بزيارة إلى هاواي، حيث ستعقد قيادة القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مؤتمرًا دفاعيًا ينظمه الأدميرال بابارو.
من وجهة نظر “إي ريفرانسيا”، يُعتبر حضور “وو” للمؤتمر السنوي لرؤساء أركان الدفاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ خطوة مهمة نحو إعادة فتح قنوات الاتصال بين الجيشين.
وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تعمل منذ سنوات على تعزيز التعاون مع قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني، خاصةً في ظل زيادة نشاط الأخير بالقرب من تايوان وأجزاء أخرى من بحر الصين الجنوبي.
ي نوفمبر 2023، اتفق الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو على ضرورة إعادة فتح قنوات الاتصال بين الجيشين، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المهم الإشارة إلى أن الصين كانت قد أغلقت في عام 2022 العديد من قنوات الاتصال بين الجيشين، وذلك احتجاجًا على زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، التي كانت أول رئيسة لمجلس النواب الأميركي تزور الجزيرة منذ 25 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، في حديثه مع “فاينانشال تايمز”، أن 20% من ميزانية الوكالة مخصصة الآن للصين، مما يمثل زيادة بنسبة 200% خلال ثلاث سنوات.
#الكوليرا