أخبار العالم

 كیف قضي الفلسطینیون الإسبوع الأخیر من رمضان؟

 رام ﷲ – فطین عبید

 الشوارع والأرصفة الفلسطینیة الصاخبة بصوت باعة مستلزمات ھدایا العید تتداخل مع الترویج لبقیة المواد الغذائیة الحیاتیة، ویجمع الإثنین ضعف البیع بسبب الضائقة المالیة التي تضرب أسواق الضفة الغربیة منذ بدایة الحرب على غزة في السابع من أكتوبر. فعمال الداخل الفلسطیني المحتل، وھم یشكلون الشریحة الأكبر من الفلسطینیین، توقفوا عن العمل تمامًا منذ بدایة الحرب، وموظفو السلطة .الفلسطینیة یتقاضون خلال الأعوام الأخیرة ثلثي رواتبھم فقط

 الضائقة المالیة تزامنت مع سلسلة اعتداءات الإحتلال على مخیمات نور شمس، طولكرم، جنین، وإصدار قرار قبل أیام بإخلاء 83 منزلًا في مخیم العین لھدمھا. ومع كل ھذا الرعب الدموي، یحاول الفلسطینیون استثمار أي وقت للبیع والشراء، لأن ثمرة العید ھي ذروة ثمرة .العام

 خلال جولتنا في عدد من مدن ومخیمات الضفة الغربیة التي تتزامن مع لیلة القدر، شاھدنا المخیمات المنكوبة بلا أسواق أو بشر، مع حركة لآلیات الإحتلال التي تواصل تدمیر البنیة التحتیة. وحین سألنا النازحین من ھذه المخیمات عن استعدادھم للعید، كان الجواب شبھ .موحد: نحن بلا أكل ولا ملابس، والكثیر منا لم یتمكن من أخذ أوراقھ الثبوتیة أو أموالھ أو مصاغ زوجاتھم

 ومع ذلك، شاھدنا في عدد من المدن الأخرى انتعاش الأسواق حتى موعد السحور، وبعض التجار أبلغوني أن التحضیر للعید یتم التجھیز لھ قبل رمضان بإسبوعین، لكن بالتأكید نسبة العید الحالي أقل، لأن الإجور الغریبة قلیلة ویقصدون أھل القرى، كما أن قلیلًا من أھلنا في .الداخل المحتل یصلون إلى أسواق الضفة الغربیة

 تذمر بعض الباعة من أن الأطفال یجربون الأسلحة البلاستیكیة المعروضة دون أن یشتروا، فھم بعفویة یضغطون على زناد اللعبة لحظة .رؤیتھا معلقة على أبواب المحال

 ھمست سیدة: كیف لنا أن نقضي العید بدون راتب؟ وسمعنا أن راتب الحكومة ربما یتأخر بعد العید، وزوجي اعتاد معایدة شقیقاتھ بمبلغ لا یقل عن 200 شیكل للواحدة، وبناتھن على الأقل نصف ھذا المبلغ، ومعروف أن العیدیة في فلسطین عادة اجتماعیة ربما تتقلص ھذا .العام أو تُلغى، فزیارة الأخ أو الأب لبناتھ ھذا العام ربما تعفیھ من وضع شيء في ید أرحامھ

 كثیر من الفلسطینیین یبدؤون صباح العید بزیارة قبور ذویھم أو قبور الشھداء، ولاحقًا بیوت الشھداء، وھي من العادات الوطنیة التي یحرص علیھا كثیر من الفلسطینیین، إضافة إلى التجمع العائلي في بیت كبیر العائلة أو الجد أو الأب، وتبادل التھاني وقضاء ساعات من .الترفیھ یعقبھا وجبة غداء عائلیة

 ومن ناحیة العبادات، یتشبث الفلسطینیون بإحیاء لیلة القدر في المسجد الأقصى في مدینة القدس، لكن ھذا العام سمح الإحتلال فقط بزیارة واحدة تكون یوم الجمعة لمدینة القدس، بخلاف العام الماضي الذي كان یسمح بالصلاة كل یوم جمعة، طبعًا عبر تطبیق الاحتلال .””المنسق”، حیث تُمنح التصاریح لمن أعمارھم فوق 55 عامًا ولمن یعتبرون “نظیفین أمنیًا

 أما في بقیة المساجد، فیحیون ھذه اللیالي بحلقات الذكر التي تبدأ بعد منتصف اللیل ترقبًا للیلة القدر، إلا أن كثیرین یخافون الخروج من .البیت لیلًا بسبب الإقتحامات اللیلیة من جیش الإحتلال للمناطق الفلسطینیة

 سألت شابًا من مدینة الخلیل خلال رحلتھ للأردن عن استعداداتھ للعید، فقال: “الوضع زي العمى، معظم الناس أعطس یرحمك ﷲ”، في إشارة إلى أن الأوضاع المالیة والنفسیة صعبة. وقال إنھ یستغل العید للسفر إلى الأردن لشراء كمیات من السجائر وبیعھا في أسواق .الضفة الغربیة

 .حلقات الفلسطینیات لصناعة الكعك تحولت إلى أحزان

 بالعادة، تجتمع الفلسطینیات لصناعة الكیك و”الطقطقة” بقوالب المعمول الخشبیة، مع تبادل النكات والضحكات، إلا أن اجتماعھن ھذا .العام كان لتبادل الحسرات وقصص الشھداء في غزة والضفة

 وعندما سألت عن أبرز المواضیع التي تتداولھا النساء، قالت إحداھن: حواجز الإحتلال العسكریة في عید الفطر ھي حدیث الساعة، فھي تُغلق بلا مواعید، ما یعني أن زیارة الأرحام في مدینة ثانیة قد تعني تعذر العودة إلى المنزل.

ومع كلذلك، ندعو الله أن يكون العيد وما بعده، أيام سعيده، حافلة بالخير والبركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى