كيف يصبح الاقتصاد الأخضر مفتاح الفرص لريادة الأعمال
تتعدد أبواب الدخول إلى الاقتصاد الأخضر، ومن أبرزها بوابة الفرص التي تتيح للشركات ورواد الأعمال والباحثين عن العمل الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا القطاع والوظائف الخضراء.
لقد اتجهت العديد من المنظمات العالمية والحكومات نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وهو الاقتصاد الذي ينشأ من الممارسات البيئية المستدامة التي يتبناها الأفراد والشركات والحكومات، بهدف تقليل الآثار السلبية على البيئة أو معالجتها أو القضاء عليها تمامًا.
إذا كان لديك تأثير إيجابي على البيئة والموظفين والمجتمع، فإنك إما تنتمي إلى دائرة الاقتصاد الأخضر أو تسعى لتحقيق ذلك. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على تقليل استخدام الورق أو المواد الضارة بالبيئة في شركتك، أو تسعى لتوفير استهلاك الكهرباء ومصادر الطاقة خلال عمليات الإنتاج، أو تتيح لموظفيك فرصة العمل عن بُعد في بعض الأحيان، فإنك بذلك تساهم في ممارسات الاقتصاد الأخضر.
لكي تتمكن من الاستفادة من الفرص والميزات والاستثمارات والمنح والوظائف المتاحة في الاقتصاد الأخضر، يجب عليك فهم هذا الاقتصاد من منظور يمكنه تكييف أعمالك ومهاراتك وابتكاراتك لتلبية المتطلبات المطلوبة منك. لقد اتجهت العديد من المنظمات العالمية والحكومات نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، الذي يعتمد على الممارسات البيئية المستدامة التي يتبناها الأفراد والشركات والحكومات بهدف تقليل الآثار السلبية على البيئة أو معالجتها أو القضاء عليها تمامًا.
إذا كان لديك تأثير إيجابي على البيئة أو الموظفين أو المجتمع، فأنت إما جزء من الاقتصاد الأخضر أو تسعى للوصول إليه. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على تقليل استخدام الورق أو المواد الضارة بالبيئة في شركتك، أو إذا كنت توفر في استهلاك الكهرباء ومصادر الطاقة خلال عمليات الإنتاج، أو تتيح لموظفيك العمل عن بُعد في بعض الأحيان، فأنت بذلك تساهم في ممارسات الاقتصاد الأخضر.
تتجاوز الحاجة إلى الاقتصاد الأخضر مجرد الاحتياج.
فقد أدى التطور الصناعي العالمي على مدى الثلاثين عامًا الماضية إلى تضاعف حجم الاقتصاد العالمي أربع مرات، مما أسفر عن آثار بيئية سلبية، مثل ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. هذه الزيادة أدت إلى ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة، مما أحدث خللاً في التوازن الطبيعي وهدد حياة البشر وجميع الكائنات الحية.
دعت المنظمات العالمية إلى ضرورة الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر وغيره من النماذج الاقتصادية لتحقيق تنمية مستدامة مسؤولة. وفي إطار تحقيق هذه الأهداف، قامت العديد من الحكومات بتبني التحول نحو الاقتصاد الأخضر. يعتمد هذا التحول على استخدام الطاقة النظيفة، وتنظيم إنتاج المواد غير القابلة للتدوير، وتقليل المخلفات الضارة بالبيئة، بدءًا من الشركات الكبرى وصولاً إلى الشركات الصغيرة، مع تعزيز مفهوم الريادة الخضراء. كل هذه الجهود أسفرت عن ظهور ما يُعرف بالوظائف الخضراء، التي تساهم في حماية البيئة أو إصلاحها أو تحسينها. وقد توقعت منظمة العمل الدولية أن يخلق الاقتصاد الأخضر 100 مليون وظيفة خضراء جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030. وفي هذا السياق، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن نسبة الوظائف الخضراء بلغت 12% من إجمالي الوظائف في عام 2023.
من المتوقع أن تصل حجم الاستثمارات العالمية في الاقتصاد الأخضر إلى 4.5 تريليون دولار سنويًا، منها 2 تريليون دولار في الدول العربية، بحلول عام 2030. كما يُتوقع أن تزداد الاستثمارات الخضراء بشكل مطرد حتى عام 2050، وفقًا للتقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة.
بناءً على ذلك، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة “السعودية الخضراء” ومبادرة “الشرق الأوسط الأخضر“، بالإضافة إلى بدء إنتاج الهيدروجين الأخضر. وقد أعلنت المملكة عن استثمار 700 مليار ريال سنوياً، مما سيوفر ملايين فرص العمل. من جهة أخرى، أطلقت الإمارات العربية المتحدة مبادرة “اقتصاد أخضر” لتحقيق التنمية المستدامة، وأعلنت عن عام الاستدامة ومؤتمر COP28، كما بدأت في إنتاج الطاقة النظيفة. ومن المتوقع أن تتجاوز استثماراتها 600 مليار دولار، حيث تشكل الوظائف الخضراء حوالي 12% من إجمالي الوظائف.
تحول الشركات نحو الاقتصاد الأخضر
يتطلب تحويل شركتك لتصبح جزءًا من الشركات التي تعمل في الاقتصاد الأخضر وضع استراتيجية خضراء واضحة، بالإضافة إلى تحديد المعايير والأهداف وطرق التشغيل المرتبطة بتلك الاستراتيجية. من الضروري أيضًا جذب الخبرات الإدارية والتشغيلية والتقنية اللازمة لتفعيل هذه الاستراتيجية، بحيث تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج سلع وخدمات صديقة للبيئة.
تمثل ريادة الأعمال الخضراء فرصة واعدة لتطوير أعمال وآليات وبرامج تقنية ومشاريع تهدف إلى تقليل الأثر البيئي وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة. كما يمكن لمشروعك أن يستفيد من المنح المتاحة لدعم المشاريع الخضراء. وفيما يلي بعض الأهداف التي يمكن تقديمها كحلول في مجال ريادة الأعمال الخضراء.
توجد فجوة بين تزايد الطلب على الوظائف الخضراء ونقص الكفاءات المتاحة لتلبية هذا الطلب. قد يُعتقد أن المهارات المطلوبة لهذه الوظائف معقدة وصعبة، لكن الحقيقة هي أنها تتطلب فقط تطوير بعض المهارات والدراسات التي اكتسبتها لتصبح متوافقة مع متطلبات الوظائف الخضراء. يمكن تقسيم الوظائف في الاقتصاد الأخضر إلى فئتين رئيسيتين.
إن التحول نحو الاقتصاد الأخضر هو نظام متكامل يتعاون فيه الحكومات والمنظمات العالمية والمستثمرون لتحفيز مشاركة القطاع الخاص ورواد الأعمال والأفراد، بهدف تحقيق اقتصاد مستدام ونظيف.