أخبار عامة

“كورسيرا”: نمو بنسبة 165% في إقبال المتعلمين السعوديين على دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي و73% على الشهادات المهنية

قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في الشرق الأوسط وأفريقيا

أعلنت “كورسيرا“، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، عن زيادة سنوية بنسبة 73% في إقبال المتعلمين السعوديين على الشهادات المهنية، ما يشير إلى الطلب القوي على المؤهلات المرتبطة بسوق العمل والتي تتماشى مع أهداف التحول الوطني في المملكة، وذلك وفقاً لتقرير المهارات العالمية السنوي الصادر عن المنصة.

وكشف التقرير أيضاً في نسخته السابعة عن زيادة بنسبة 165% في أعداد المسجلين بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، مما يبرز التقدم السريع الذي أحرزته المملكة في بناء كوادر عاملة قادرة على التعامل مع تغييرات الذكاء الاصطناعي ودفع عجلة الابتكار في المستقبل.

يأتي هذا النمو في أعداد المسجلين في الوقت الذي تُسرّع فيه السعودية من وتيرة تحولها الاقتصادي مع تطور سوق العمل بسرعة غير مسبوقة. ويتوقع تقرير مستقبل الوظائف 2025 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن يتم أتمتة 45% من مهام العمل في المملكة بحلول عام 2030، متجاوزةً بذلك المتوسطات العالمية.

واستجابةً لذلك، يعطي أصحاب العمل الأولوية للمهارات في مجالات المعرفة التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني. علاوة على ذلك، ومع توقع قيام 38% من الشركات بإلغاء متطلبات الحصول على الشهادات الجامعية لتوسيع فرص الوصول إلى الكفاءات، فإن التحول نحو التوظيف القائم على المهارات ما زال يكتسب زخماً، مما يؤكد الأهمية المتزايدة لاستراتيجيات إعادة التدريب المرنة والجاهزة لمواكبة تحديات المستقبل.

واستناداً إلى بيانات صادرة عن مجتمع “كورسيرا” العالمي الذي يضم أكثر من 170 مليون متعلم، يُحدد تقرير المهارات العالمية 2025 مواطن ارتفاع كفاءات المواهب، والفجوات التي لا تزال قائمة، والعوامل التي تُحفز سلوك المتعلمين في أكثر من 100 دولة. ويؤكد التقرير الخطوات الجريئة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في قيادة التحول القائم على الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن 73% من المؤسسات السعودية تطبق بالفعل برامج الذكاء الاصطناعي، وأن 82% منها ملتزمة بمبادرات تطوير المهارات على نطاق واسع.

يُعدّ “مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي” إضافةً جديدةً إلى تقرير هذا العام، حيث يُقيّم مدى جاهزية الدول لتبنّي الذكاء الاصطناعي من خلال الجمع بين بيانات متعلمي “كورسيرا” مع مؤشرات خارجية صادرة عن صندوق النقد الدولي (IMF) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة 37 عالمياً من بين 109 دول، مما يضعها بين أفضل ثلاث دول أداءً في المنطقة. وتُظهر الاستثمارات الكبرى، بما في ذلك “مشروع التفوق” (Project Transcendence)، وهو شراكة بقيمة 100 مليار دولار مع شركات التكنولوجيا العالمية الرائدة، ومركز بيانات للذكاء الاصطناعي في نيوم بقيمة 5 مليارات دولار، التزام المملكة الراسخ بالابتكار الرقمي.

وبناءً على مجموعة المهارات التي يركز عليها تقرير مستقبل الوظائف 2025، برز الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كأكثر المهارات طلباً من قبل أصحاب العمل، مع ارتفاع تسجيل المتعلمين السعوديين في هذه المجالات بنسبة 140%.

وبينما يهيمن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على النمو، ما زالت المهارات الأخرى التي يضعها أصحاب العمل في مقدمة أولوياتهم، مثل خدمة العملاء، والتفكير النظامي، وإدارة المواهب، على جانب كبير من الأهمية، على الرغم من تفاوت تفاعل المتعلمين معها. ووفقاً لتقرير المهارات العالمية، ارتفع أيضاً عدد المسجلين في مجال الأمن السيبراني بنسبة 61%، مما يعكس تركيز المملكة الشامل على بناء منظومة رقمية آمنة ومرنة.

وقال قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في الشرق الأوسط وأفريقيا: “يُعد الاستثمار الاستراتيجي في رأس المال البشري عنصراً أساسياً لمواكبة التحولات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل.

ويُبرز تقرير ’كورسيرا‘ للمهارات العالمية 2025 النهج الاستباقي الذي تتبعه المملكة العربية السعودية في تطوير المهارات وإعادة تأهيلها، من خلال حلول تعليمية رقمية مرنة وسهلة الوصول، تمكّن المتعلمين من اكتساب المهارات المطلوبة وتعزيز مسيرتهم المهنية.

ويجسّد النمو القوي في التسجيلات ضمن الشهادات المهنية، ودورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأمن السيبراني هذا الالتزام، والذي يتماشى مع أهداف تنمية القوى العاملة، أحد الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030″.

ويُصنف التقرير المملكة العربية السعودية في المرتبة 54 عالمياً من حيث الإتقان العام للمهارات، ومن بين أفضل خمس دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُظهر النتائج على مستوى المجالات إتقاناً بنسبة 60% في مهارات الأعمال، و40% في التكنولوجيا، و52% في علم البيانات.

ومن بين 1.5 مليون متعلم على منصة “كورسيرا” في المملكة العربية السعودية، تُشكل النساء حالياً 29% من المتعلمين، حيث تلتحق 39% منهن بدورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، و25% في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما يسعى 24% منهن للحصول على شهادات مهنية.

ويُعد سدّ الفجوة بين الجنسين في المهارات، وتوسيع مشاركة المرأة في المجالات ذات الطلب العالي، أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الاستفادة القصوى من طاقات المواهب في المملكة ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام والازدهار الشامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى