“التلاقي الحضاري” بين الصين والدول العربية في العصر الجديد
بقلم باي يوي وجيه إعلامي صيني
تزداد كل يوم علاقة الصين مع الدول العربية، في كافة المجالات،حيث سيعقد منتدى نيشان حول الحضارة العالمية باعتباره حدثا مهما للتواصل الثقافي أو “التلاقي الحضاري” في تشيوفو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين.
وذلك في الفترة من 10 إلى 11 يوليو الجاري. ليقود قطار “التلاقي الحضاري” ويقام المنتدى تحت شعار ” الثقافة التقليدية والحضارة الحديثة” .
حيث تقع أرض نيشان المقدسة على جبل نيشان، وهي منطقة ذات مناظر خلابة شهيرة وقاعدة للتجربة الثقافية، ويمكن للناس التعرف على الثقافة الصينية التقليدية.
أذ تشتهر مدينة تشيوفو بأنها مسقط رأس كونفوشيوس، وتضم العديد من مواقع التراث الثقافي.
ويعد هذا المنتدى منصة دولية للحوار والتبادل الأيديولوجي والثقافي تحت عنوان إجراء الحوار بين الحضارات المختلفة في العالم، او “التلاقي الحضاري” ويهدف إلى تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
قال النبي محمد: “اطلبوا العلم ولو في الصين”. لذلك نجد أن علاقات الصين والدول العربية تعود إلى تاريخ طويل، حيث شكلا معًا نموذجًا للعلاقات الودية بين الشعوب على مر العصور.
حاليًا، تمر العلاقات الصينية العربية بأفضل مراحلها في التاريخ، حيث تتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية باستمرار،
وينبثق التعاون العملي بحيوية متجددة، وتتسم التبادلات الثقافية بتنوعها وغناها، محققة إنجازات مثمرة في جميع المجالات.
تعد العلاقات الودية بين الصين والدول العربية رائدة في مجال التبادل الودي بين الشعوب و “التلاقي الحضاري” في العصور القديمة.
واليوم، تستخدم الصين والدول العربية المعارض والكتب والثقافة كوسائل لتوسيع طرق التعاون الثقافي والإنساني، وتكتبان معًا فصولًا جديدة من التفاهم والتبادل الحضاري.
اهم المعارض والتبادل الحضاري
في بداية هذا العام، أقيم معرض “العلا: واحة العجائب في شبه الجزيرة العربية” في متحف القصر الإمبراطوري في بكين.
وفي مايو، تم افتتاح معرضين حول كنوز أثرية من سوريا في متحف نانجينغ ومتحف ناننينغ. وفي يوليو، سيتم افتتاح معرض “قمة الأهرام: معرض الحضارة المصرية القديمة” في شانغهاي…
كل هذه العروض تعكس روائع الحضارات القديمة في الصين والدول العربية، مقدمة للجمهور وليمة ثقافية من التبادل الحضاري.
مشاريع ثقافية وحضارية
والمشاريع مثل مشروع الترجمة والنشر للأعمال الكلاسيكية الصينية العربية، ومشروع “كتب طريق الحرير” تتواصل بشكل مستمر.
في يونيو، تم دعوة المملكة العربية السعودية لتكون دولة ضيف الشرف في معرض بكين الدولي للكتاب، حيث تم عرض أحدث إنجازات التعاون في مجال النشر بين الصين والدول العربية،
وتم إطلاق النسخة الدولية باللغة العربية من سلسلة “الملك القرد” رسميًا في المعرض. هذا العام، لاقت الكتب الصينية إقبالًا كبيرًا في معارض الكتاب الدولية.
التي أقيمت في مدن مثل الرباط في المغرب وأبوظبي في الإمارات العربية المتحدة، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بالثقافة الصينية بين الجماهير المحلية.
جولات تعريفية متبادلة لزيادة “التلاقي الحضاري”
وفي الوقت نفسه، تعمل الصين والدول العربية على تعزيز التبادل الشعبي وتوسيع التبادلات البشرية. في الآونة الأخيرة،
نظمت دول عربية مثل السعودية والأردن جولات ترويجية سياحية في عدة مدن صينية. وأعلنت المملكة العربية السعودية عن اعتمادها لتكون وجهة سياحية رسمية للسياح من جمهورية الصين الشعبية،
وموعده ابتداءً من 1 يوليو 2024. في مايو من هذا العام، ظهر الوفد الصيني لأول مرة منذ عام 2019 في معرض السياحة العربي،
حيث قدم صورة شاملة للسياحة الصينية وروج لأحدث سياسات وخدمات تيسير السفر إلى الصين. منذ بداية هذا العام، زاد عدد السياح الصينيين الذين يزورون الدول العربية بشكل كبير.
تعلم اللغة الصينية نحو التقارب الحضاري
في السنوات الأخيرة، أدرجت العديد من الدول العربية اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني، وأنشأت أقسامًا للدراسات الصينية في الجامعات وافتتحت معاهد كونفوشيوس.
مع انتشار تعليم اللغة الصينية، تزداد حماسة الشباب العربي لتعلم اللغة الصينية: أنشأت العديد من الدول العربية نوادي “جسر اللغة الصينية” التي توفر فرصًا جديدة للمحليين لتعلم الثقافة الصينية من خلال دورات اللغة والموسيقى وبرامج التبادل.
زار عميد معهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان، الصين مرتين. في رأيه،عن اهمية التبادلات الثقافية بين الدول العربية والصين .
يقول إن الثقافة هي الجسر المهم بين الدول العربية والصين، ومع ازدياد عدد الأشخاص الذين يتعلمون لغة الطرف الآخر، تزداد معرفتهم ببعضهم البعض.
إنه واثق من أن الصداقة بين السعودية والصين، وبين الدول العربية والصين، ستصبح أقوى وأعمق.
تتحلى الحضارتان الصينية والعربية بالقيم والرؤى العميقة والخالدة حول العالم والحياة والعلم والثقافة، وسوف تساعدان على توفير إرشادات مهمة للبشرية لحل مشاكل العصر ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
بقلم باي يوي وجيه إعلامي صيني
اقرأ ايضا تسريع التعاون “الصيني” “العربي” بناء مجتمع مصير مشترك على مستوى أعلى