سياحة تك

“كباش الكرنك” و “صالة الأعمدة الكبرى”.. أبرز مشروعات ساهمت فى زيادة الإقبال السياحى في مصر

مشروعات قومية أثرية تمت بأيدي مصرية خالصة حققت مرادها في إعادة رسم المشهد من جديد أمام سياح العالم داخل معابد الكرنك دار العبادة الأكبر والأقدم في العالم بمساحة 247 فدان،

وساهمت في إحداث طفرة كبيرة من زيارات السائحين من حول العالم للاستمتاع بسحر الحضارة المصرية القديمة وسحر الترميمات وتغيير المشهد أمام عيونهم خلال زيارتهم للمعبد الأكبر في العالم.


ولا يزال السحر الخاص بمعابد الكرنك عقب سلسلة من مشروعات التطوير والتجديد لخدمة السائحين، تجذب الأفواج الكبيرة القادمة من مختلف دول العالم على محافظة الأقصر عاصمة الحضارة المصرية القديمة، والتي تستمتع بمعرفة التاريخ المصرى القديم وحضاراته المختلفة، داخل المعبد الأقدم والأكبر في العالم لعبادة الثالوث المقدس في فترة التاريخ الفرعونى.

وحصل على صور للإقبال السياحي الكبير بداية من مدخل المعبد غرباً وحتى صالة الأعمدة الكبرى التي حصلت على خطة تطوير متكاملة لإظهار الألوان والنقوش أمام ضيوف العالم القادمين من كل مكان للاستمتاع بالحضارة الفرعونية في قلب معابد الكرنك، وسط موسم سياحى مميزة في فترة الربيع.


وعن مشروع صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك، كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى يعد أحد أهم المشروعات القومية التي توليها وزارة السياحة والآثار اهتماما كبيرا، لافتاً إلى أن هذا المشروع يتم بأيدي مصرية خالصة من فريق عمل يضم مجموعة من شباب المرممين والأثريين من المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع عدد من خريجي أقسام الترميم بجامعتي الأقصر وجنوب الوادي ومعهد الترميم بالأقصر،

والذي تم بأيدي مصرية خالصة لترميم 134 عمودا فى صالة الأعمدة الكبرى، حيث يجرى مواصلة مراحل العمل لإنهاء ترميمات الـ134 عمودا بالكامل وتجميلها أمام السائحين من حول العالم خلال زيارتهم للمعبد.


ويضيف الدكتور مصطفى الصغير، إنه تعتبر صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك أو بهو الأعمدة العظيم تعتبر أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، حيث أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته الممرين الرئيسيين وبهما 12 عمودا، أكمل الملك سيتي الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عمودا فى 14 صفا وفي كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عمودا فى صالة الأعمدة>

وجاءت أعمدة الملك سيتي الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث أن العمود جاء بطول 15 مترا فى عهد سيتي الأول، وجميعها تتخذ شكر براعم البردي وفي البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسرب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى وقام بنقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين والآثاريين على مر العصور.


أما عن مشروع ترميم 29 كبش بالكرنك في مدخل الفناء الأول بالمعبد فيقول صلاح الماسخ، مدير بمعابد الكرنك، إنه تم العمل خلال السنوات الماضية في المشروع القومي لأعمال ترميم الـ29 تمثالاً للكباش بمعابد الكرنك الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير،

والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثانى، حيث ساهم المشروع في تغيير الصورة بالكامل في مدخل المعبد ويلتقط السياح الصور بجانبها لدى وصولهم للمعبد.


ويضيف صلاح الماسخ المشرف على المشروع ، إنه مع بدء العمل في المشروع كان يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف،

وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبي على التماثيل لأنها منحوتة من الحجر الرملي، والذي يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة،

وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد إنتهاء أعمال الترميم والصيانة والتي تتم بواسطة فريق متخصص من الأثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.


وتعتبر مجموعة معابد الكرنك أهم وأكبر وأقدم معبد فى العالم، وهو دار العبادة الأكبر فى تاريخ البشرية حسبما يقول الطيب غريب مدير معابد الكرنك، فهو الذي بنى على كورنيش النيل بمدينة الأقصر، وتمت تسميته بـ”معابد الكرنك” لكونه يضم 11 معبداً داخله وليس معبد واحد كما يشاع،

وكان إسمه فى الحضارة المصرية القديمة، معابد (آمون رع سيجم نحت) حيث تم تشييده ليكون دار لعبادة ثالوث طيبة المقدس، وهذا الثالوث مكون من الإله “آمون” وزوجته “موت” وابنهما الإله “خون سو”، حيث أن المعبد بشكله الحالى تصل مساحته لأكثر من 247 فدان وهو بذلك يسجل كأكبر وأقدم دار عبادة في العالم حالياً.


وعن فترة البناء وتفاصيل إنشاء المعبد، يقول الطيب غريب مدير المعبد إن أعمال التشييد التى أجريت داخل معابد الكرنك استمرت لأكثر من 2000 عام، وقد بدأ الملك “تحتمس الثالث” (1500 ق.م) بتشييد 3 مقاصير لثالوث “طيبة” المقدس على أنقاض ذلك المعبد القديم،

وما زالت مقاصير “تحتمس الثالث” موجودة في فناء الملك “رمسيس الثاني” بالمعبد، واشترك فى إنشاء وإقامة هذه المعابد كل من “توت عنخ آمون” والملوك “آي”، و”حور محب”، و”سيتي الأول”، كما أجرى الملك “رمسيس الثاني” توسعات فى المعبد.

أقرأ ايضا : سياح العالم يستمتعون بزيارة المعالم الأثرية المصرية فى معابد الكرنك والأقصر


واستطرد مدير الكرنك، إن مدخل المعابد هو “طريق الكباش” الملىء بتماثيل لحيوان كان رمزاً للقوة لدى الفراعنة، والمعابد داخل الكرنك بنيت بدايةً من الأسرة الـ11 حوالي فى العام 2134 ق.م، وكانت محاطة بأسوار من الطوب اللبن ترتبط ببعضها بممرات تحرسها تماثيل متراصة على صفين لأبى الهول،

ويضم حالياً مجموعة معابد تصل لـ11 معبدًا، وأشهرها “معبد آمون وخونسو وأخناتون وموت وبتاح ورمسيس الثالث ورمسيس الثانى”، موضحاً إنه سمى مؤخراً بهذا الإسم بعد الفتح الإسلامى لمصر لكون كلمة “الكرنك” تعنى الحصن أو المكان الحصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى