قمة مجموعة العشرين 2024 في البرازيل… تعزز الاستدامة وتحفز تحول الطاقة
ستعقد قمة مجموعة العشرين لعام 2024 في البرازيل، حيث سيتم مناقشة قضايا الاستدامة في ظل تزايد الشكوك بشأن أزمة تغير المناخ، خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
ستركز المفاوضات في قمة مجموعة العشرين، التي ستقام في ريو دي جانيرو يومي الاثنين والثلاثاء، على مواضيع مثل الإدماج الاجتماعي، ومكافحة الجوع والفقر، وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، بالإضافة إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحول الطاقة.
يتضمن ملف تعزيز التنمية المستدامة عدة محاور رئيسية، منها انتقال الطاقة، وتعزيز الجهود لمكافحة تغير المناخ، والتمويل المستدام، وكفاءة الطاقة، والتحول نحو الطاقة المتجددة، وفقًا للمجلس الأوروبي.
في عهد إدارة بايدن، أكدت الولايات المتحدة التزامها بالاستدامة، بعد أن اعتبر ترامب تغير المناخ خدعة وسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس خلال ولايته الأولى.
بعد حضوره قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بيرو، وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البرازيل للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، في فرصة أخيرة لإرسال رسالة دعم للاستدامة قبل عودة ترامب إلى السلطة.
يبقى مستقبل الرسالة الأمريكية بعد قمة مجموعة العشرين في البرازيل غير واضح، خاصة مع سرعة تشكيل ترامب لحكومته وتعيينه لشخصيات مثل كريس رايت، رئيس شركة Liberty Energy، الذي يعبر عن شكوكه بشأن تغير المناخ.
وأشارت آنا فيزلاندر، رئيسة مكتب شمال أوروبا في المجلس الأطلسي، إلى أن فترة ترامب الثانية قد تحمل مخاطر تتعلق بعدم اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تغير المناخ وزيادة النزعة الحمائية الاقتصادية.
كما تناول بيتر جيه دين، مدير السياسة الخارجية في مركز الدراسات الأمريكية في سيدني، تأثير هيمنة سياسة المناخ على النقاشات في أستراليا بعد نتائج الانتخابات الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي ملتزم بقوة بأجندة 2030 للتنمية المستدامة
في سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه القوي بتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة، مشددًا على دور دوله الـ27 في تمويل المناخ، حيث بلغت نفقاتها حوالي 30.2 مليار دولار في عام 2023.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن الانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية يعد أمرًا حيويًا لمواجهة أزمة المناخ، كما أنه يفتح آفاقًا اقتصادية للنمو والتكنولوجيا وخلق فرص العمل.
ومع انتهاء جائحة كوفيد-19، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز السياسات الداعمة للعمل المناخي، مثل تسعير الكربون، وتقليص الإعانات الضارة بالبيئة، والانتقال نحو استثمارات أكثر استدامة.
مشاركة دول المنطقة في قمة مجموعة العشرين
تتكون مجموعة العشرين من الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، كوريا الجنوبية، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
كما تم دعوة إسبانيا كضيف دائم، وستشارك كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في اجتماعات قمة العشرين.
يشارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في فعاليات قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، حيث يمثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. وتهدف زيارته إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع البرازيل، مع توقعات بتبادل اتفاقيات وشراكات استراتيجية.
من جانبه، أكد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة الإماراتي، التزام دولة الإمارات بدمج الثقافة في مجالات التنمية المستدامة والعمل المناخي. وأوضح أن الثقافة ليست مجرد وسيلة للحفاظ على التراث، بل هي أيضًا أداة لتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية.
السعودية تتصدر قائمة دول العشرين في مجال نمو السياحة
أظهرت المملكة العربية السعودية أنها أكبر سوق ضمن مجموعة العشرين في نمو السياحة خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، وذلك وفقًا لتقرير السياحة الصادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر، والذي شمل أيضًا البرازيل.
وقد شهد عدد السائحين الدوليين القادمين إلى المملكة زيادة بنسبة 73% مقارنة بعام 2019، ليصل إلى حوالي 17.5 مليون زائر، مما ساهم في زيادة الإيرادات بأكثر من ثلاثة أضعاف.
يأتي ذلك بعد عام 2023 المتميز، حيث استقبلت المملكة 27.4 مليون سائح، مما يمثل ارتفاعًا بنسبة 56% مقارنة بعام 2019.