قطاع الفعاليات في السعودية.. اتجاهات حديثة تجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي

يشهد قطاع الفعاليات في المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا، في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة، انسجامًا مع “رؤية السعودية 2030” الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتعزيز القطاعات غير النفطية، وفي مقدمتها الثقافة والترفيه والسياحة وتنظيم الفعاليات، فقد أسهمت مجموعة من العوامل في تعزيز قوة قطاع الفعاليات، مثل تطور البنية التحتية، وتوسع المشاريع العمرانية، وانتشار شبكات الاتصال الرقمي، ما ساهم في توفير بيئة محفزة لنمو هذا القطاع، ورفع من جاذبية المملكة لاستضافة الفعاليات العالمية.
ووفقاً للدراسات الحديثة يُتوقع أن تتضاعف قيمة سوق إدارة الفعاليات في المملكة من 2.61 مليار دولار أمريكي في عام 2025 إلى 4.16 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يعكس متانة القطاع وقدرته على المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي لاستضافة المؤتمرات والمعارض والفعاليات الثقافية والترفيهية والاقتصادية والرياضية، وغيرها.
ومع تصدر المملكة المشهد الإقليمي في هذا المجال بفضل رؤاها الاستراتيجية وتشجيعها على الاستثمار في السياحة والأعمال والترفيه، واستضافتها لمجموعة واسعة من الفعاليات النوعية، التي تتطلب تقديم خدمات تنظيم عالية الاحترافية، وقادرة على تصميم تجارب متكاملة تلبي التطلعات وتحقق الأهداف، تتجه صناعة الفعاليات في السعودية نحو تبنّي اتجاهات حديثة تؤثر في أساليب التخطيط والتنفيذ وتوقعات العملاء، ويتمثل أبرزها في الدمج بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي، وهو ما تجسده تجربة الدكتورة بثينة مؤمنة، مؤسس ومدير شركة “بروموفيجن”، التي تحولت إلى نموذج ملهم في قطاع الأعمال والريادة والابتكار، لتكون من أوائل السعوديات اللواتي أسسن وكالة متخصصة في تنظيم الفعاليات، لتعيد بفضل خبرتها التي تمتد لأكثر من 30 عاماً تعريف العلاقة بين العلم والتطبيق العملي، من خلال توظيف تخصصها الأكاديمي في سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، ضمن تجربتها الغنية في صناعة الفعاليات.
وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة بثينة مؤمنة بأن اللوجستيات ليست علماً دقيقاً فقط، وإنما فن يتطلب حساً إبداعياً، وقدرة عالية على التفكير السريع، وابتكار الحلول تحت ضغط الوقت، وتقول: “لكل ثانية وزنها في عالم الفعاليات”. وأضافت: “الدعم اللوجستي لا يُعد مجرد عملية تقنية بحتة، تدور حول الحركة والتوزيع والتنظيم، وإنما يعبر عن الدقة والإبداع والقدرة على التأثير وتحفيز روح الابتكار لدى العاملين في هذا القطاع، الذي يتحول من مجرد تنظيم فعالية إلى صنع تجربة فريدة”.
ونجحت الدكتورة بثينة من خلال تجربتها المُلهمة، في إحداث تغيير جوهري في مفهوم الدعم اللوجستي، والانتقال به من مجال النقل والصناعة إلى قطاع الفعاليات، حيث أصبح الإمداد عنصرًا استراتيجيًا في تنظيم فعاليات دقيقة ومرنة وقابلة للتنفيذ تحت ضغط الزمن.
عبر بناء نموذج تشغيلي متكامل، يعتمد على تحليل سلاسل التوريد، وتقدير الاحتياجات، وإدارة المخاطر، وتوظيف البيانات، وهو ما مكن “بروموفيجن” من تحقيق أداء تنفيذي عالي الكفاءة وخلق تجارب استثنائية، وقد تجلّت براعة هذا النهج في سلسلة من الإنجازات البارزة التي حققتها الشركة خلال 2024،، ما يؤكد قدرتها على تحويل التحديات اللوجستية إلى فرص للإبداع والتميّز.
تمثل تجربة الدكتورة بثينة مؤمنة شهادة حيّة على ما يمكن أن يحدث حين يتلاقى الشغف بالعلم، والإبداع بالفعل، كما تُعد تجسيدًا حقيقيًا لما تشهده المملكة من تحول لافت يهدف إلى تعزيز قوة الاقتصاد وازدهاره وطموحات الوطن، فهي لا تسهم فقط في تطوير قطاع الفعاليات، وإنما تقدم نموذجًا ملهمًا لدمج المعرفة الأكاديمية بالابتكار العملي، وتحويل التخصصات العلمية إلى أدوات فعّالة لإحداث تغيير نوعي ومستدام في الاقتصاد الوطني.