قادة المستقبل السعوديون يتألقون من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية إلى أكسفورد

في خطوة تعكس تنامي الحضور السعودي على الساحة التعليمية العالمية، اصطحبت كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال 108 من أبرز طلاب الدراسات العليا إلى مدينة أكسفورد ضمن برنامج مكثف للقيادة والاستراتيجية، في إشارة واضحة إلى اهتمام المملكة بتوسيع آفاق التعليم الإداري على المستوى الدولي.
أقيم البرنامج في الفترة من 19 إلى 23 أغسطس، حيث تضاعف عدد المشاركين تقريباً مقارنة بانطلاقته الأولى عام 2024. ويؤكد هذا النمو المتسارع الإقبال المتزايد على نموذج الكلية الفريد الذي يجمع بين التعليم الريادي والرؤية العالمية. وقد وفر البرنامج تجربة أكاديمية متكاملة في قلب أكسفورد، جمعت بين إرثها العريق ونهج التعلم التطبيقي الذي تتميز به الكلية، ليشكل محطة تحول في مسيرة الكفاءات السعودية الشابة.
وشهد البرنامج استقبال الطلاب في كليات كيبِل وأورييل، وكلية سعيد للأعمال، ومدرسة بلافاتنيك الحكومية، حيث شاركوا في ورش عمل وجلسات متخصصة مع نخبة من الأساتذة البارزين، من بينهم البروفيسور ريتشارد ويتنغتون، مؤلف الكتاب الشهير استكشاف الاستراتيجية، والبروفيسور مارك فنتريسكا، المتخصص في دراسات الابتكار.
كما أشرف الدكتور ياسر بهاتي من كلية الأمير محمد بن سلمان على تصميم البرنامج وقاد جلسات استراتيجية تفاعلية عبر مؤسسات أكسفورد التاريخية والحديثة، جامعاً بين الخصوصية المحلية والتطبيقات العالمية.
ولم يقتصر البرنامج على الجانب الأكاديمي فقط، بل أتاح للطلاب الانغماس في ثراء أكسفورد الثقافي من خلال جولات تعريفية وروايات تاريخية بين مبانٍ عريقة تعود لقرون مضت، إلى جانب منشآت بحثية حديثة. كما شارك الطلاب في جلسة تواصل خاصة مع نادي مينا في كلية سعيد للأعمال، بقيادة يوسف جاد الله، الذي أسهم في ربط القادة السعوديين والبريطانيين والدوليين بفرص مشتركة.
وفي كلمته الرئيسية، أكد عميد الكلية البروفيسور زيغر ديغريف أن الانفتاح الدولي والتفاهم بين الثقافات يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق طموحات رؤية المملكة 2030. ومن جانبه، علّق ساري عطية، مرشح ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، قائلاً : في أكسفورد، رأينا كيف يلتقي الماضي بالحاضر، وكيف يمتزج الحاضر بالمستقبل. من القلاع التاريخية والكليات العريقة إلى مدينة حديثة ومعالم للعصر التقني المتطور، إنها تجربة فريدة بحق».
ويمثل برنامج الصيف في أوكسفورد أكثر من مجرد تجربة دراسية خارجية؛ فهو يعكس توسع الحضور الأكاديمي لـ كلية الأمير محمد بن سلمان والتزامها بصناعة قادة عالميين جاهزين للمستقبل، يعتزون بتمثيل المملكة على الساحة الدولية.
ومن خلال مراكزه الأكاديمية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والرياض، تقدم الكلية تعليماً بمعايير عالمية من داخل المملكة، مستندة إلى نموذج كلية بابسون الريادي الذي يركز على التعلم التطبيقي والتفكير النقدي والقدرة القيادية المرنة. وبفضل برامج غامرة مثل الصيف في أوكسفورد، تُعِد الكلية الكفاءات السعودية لتولي أدوار قيادية بثقة عبر القطاعات والحدود.
وانطلاقاً من التزامها برؤية 2030، تواصل كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال الاستثمار في مسارات تعليمية نوعية تمكّن الكفاءات الوطنية من التفكير بجرأة، والعمل بروح ريادية، والقيادة برؤية واضحة وهدف راسخ.