قادة التكنولوجيا في الإمارات يؤكدون على أهمية اعتماد مهارات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم التحول الرقمي
التقرير يسلط الضوء على التركيز الاستراتيجي لقادة التكنولوجيا في دولة الإمارات على تطوير المهارات لمواكبة التطورات التكنولوجية والبقاء في صدارة التهديدات الأمنية
حددت غالبية قادة التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة التحول الرقمي القائم على الحوسبة السحابية (93%) والذكاء الاصطناعي التوليدي (89%) كأولويات رئيسية للأعمال خلال السنوات الثلاث المقبلة، مؤكدين أنهما يمثلان ركيزة أساسية للنمو المستقبلي، وذلك وفقاً لتقرير جديد أجرته “كورسيرا”، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، بالتعاون مع شركة “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS).
وقدم التقرير الذي يحمل عنوان “من السحابة إلى الذكاء الاصطناعي: كيف يستثمر قادة التكنولوجيا في تطوير المهارات لدفع التحول الرقمي”، بيانات ورؤى معمّقة حول كيفية تعامل المؤسسات وكبار قادتها التكنولوجيين بشكل استراتيجي مع فجوات المهارات لتحقيق أهدافها في التحول الرقمي.
وأظهرت نتائج التقرير أن قادة التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبرون مواكبة التطورات التكنولوجية (61%) واستباق التهديدات الأمنية (60%) من أهم عوامل تطوير المهارات. كما ذكر التقرير أن تحسين الإنفاق على الحوسبة السحابية (59%) وإدارة البنى التحتية المعقدة (52%) تُعد من أبرز التحديات، ما يؤكد الحاجة المُلحة إلى وجود قوى عاملة ماهرة.
وفي هذا السياق، قال قيس الزريبي، المدير العام لشركة “كورسيرا” في الشرق الأوسط وأفريقيا: “رغم أن الأتمتة تمثل عاملاً ضرورياً لتحويل فرق العمل وسير العمل والعمليات، تكشف البيانات في دولة الإمارات أن الاستثمارات الاستراتيجية في رأس المال البشري من خلال تطوير وصقل المهارات ستكون حاسمة لتعزيز وحفز الابتكار.
وبينما تسعى المؤسسات إلى تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، فإن الاستثمار المتوازن بين التكنولوجيا والموارد البشرية سيكون ركيزة أساسية لبناء كوادر مؤهلة لمواكبة متطلبات المستقبل. ويقدم هذا التقرير توصية واضحة لقادة التكنولوجيا مفادها أنه ينبغي أن يكون الاستثمار في تطوير المهارات عنصراً جوهرياً في كل استراتيجية للتحول الرقمي”.
وسلط التقرير الضوء أيضاً على أن 95% من قادة التكنولوجيا حول العالم يعتبرون التحوّل السحابي أحد الأهداف الرئيسية لأعمالهم. وعالمياً، يتم إعطاء الأولوية للمهارات الأساسية، حيث صنّف 63% منهم مهارات الحوسبة السحابية، مثل تطويرها وهندستها، على أنها الأكثر أهمية، تليها مهارات البيانات (58%) والأمن السيبراني (54%). وجاءت مهارات الذكاء الاصطناعي في المرتبة الرابعة، حيث اعتبرها 47% منهم أمراً مهماً خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وعلى الصعيد العالمي، أفاد قادة التكنولوجيا بالفوائد الواضحة التي ستعود من الاستثمار في تطوير المهارات، بما في ذلك تحسين الأداء والإنتاجية (72%)، وزيادة مرونة القوى العاملة (67%)، وتحسين تنقل المواهب (58%).
وتوقع أكثر من نصف (52%) قادة التكنولوجيا العالميين أتمتة ما بين 30% و50% من المهام. في حين توقع جميعهم تقريباً (99%) أن يتم توليد قواعد بياناتهم البرمجية جزئياً أو تطويرها بمساعدة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما توقع 86% منهم أن يعتمد إنشاء ما بين 20% و50% من قواعد بياناتهم البرمجية على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، أعرب 88% عن اعتقادهم بأن المساهمات البشرية لا يمكن تعويضها، مؤكدين أن نجاح الذكاء الاصطناعي يعتمد على زيادة الاستثمار في تنمية المواهب. وفي واقع الأمر، يُدرك 77% من القادة حول العالم أن تحسين مهارات الموظفين الحاليين سيكون أمراً ضرورياً لتحقيق أهداف التحول الرقمي خلال فترة الـ 12 إلى 18 شهراً القادمة.
أُجريت هذه الدراسة العالمية في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والهند، والإمارات، وفرنسا، والمكسيك في الفترة بين مارس وأبريل 2025. واستقت الدراسة البيانات والرؤى من أكثر من 750 من قادة التكنولوجيا المسؤولين عن مبادرات واسعة النطاق للتحول الرقمي في مؤسسات تضم أكثر من 1000 موظف ومتوسط إيرادات سنوية يتجاوز 100 مليون دولار أمريكي (مع متوسط إيرادات الشركات التي يقع مقرها في الإمارات 21.6 مليار دولار أمريكي)