“فيناسترا” تسلط الضوء على الاعتبارات الرئيسية الواجب مراعاتها عند إطلاق بنك رقمي
نظّمت فيناسترا، بالشراكة مع “كونكت جلوبال جروب”، جلسة نقاشية افتراضية جمعت خلالها كبار أصحاب المصلحة المعنيين في قطاع الخدمات المالية لمناقشة الأخطاء الأكثر انتشاراً وشيوعاً التي ارتكبت عند إطلاق مفهوم البنك الرقمي، والأهم من ذلك، كيفية تجنبها.
أدار الجلسة تيم تيلور، رئيس الاستشارات الإستراتيجية، قطاع الأعمال المصرفية العالمية في “فيناسترا”، وضمت الجلسة كذلك، نمير خان، رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس الإدارة المؤسس لجمعية التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنكيت أجراوال، نائب رئيس، رئيس قسم العملاء والمنتجات والعمليات والعضو المؤسس المشارك للبنك الرقمي “Liv.” من بنك الإمارات دبي الوطني، وسريدار آير، نائب رئيس تنفيذي ورئيس “المشرق نيو”، بنك المشرق، وأوليفير كريسبين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لزاند، ومروان أبو زيد، مستشار الحلول الرئيسية العالمية في “فيناسترا”.
افتتح تيم تايلور الجلسة النقاشية بتسليط الضوء على مشهد الخدمات المالية، مشيراً إلى ما يلي: “في حين أن شركات التكنولوجيا المالية غالباً ما تعمل بعقلية قائمة على مبدأ: “تحرك بسرعة وكن السبّاق لتفوز”، فإن البنوك، بصفتها كيانات شديدة التنظيم، تواجه اليوم مخاطر أعلى من العقوبات عندما تسوء الأمور. تحقق البنوك الرقمية توازناً مثالياً في عالم الشركات الناشئة من خلال تقديم خدمات مصرفية آمنة، ومع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تنشأ في مواجهة تلك البنوك عند القيام بذلك بالشكل الصحيح. من أحد الأسئلة المهمة التي ينبغي طرحها هو: هل تشهد البنوك تحولاً أو أنها تتشكل من جديد؟ هل سيكون الفائزون هم الشركات الرقمية الناشئة، أم المتفرعة عن شركات أخرى؟ “
تشمل الاعتبارات الخمسة الرئيسية التي أشار إليها المتحدثون ما يلي:
1- البناء اعتماداً على طبقات التكنولوجيا القديمة
لإطلاق بنك رقمي فرعي، فإن الاعتماد على طبقات التكنولوجيا الحالية قد يؤدي إلى تسريع وقت طرح المنتج في السوق. ولكن الابتكار في الواجهة الأمامية، مع الاضطرار إلى مواصلة تبني نهج العمليات القديمة في الواجهة الخلفية (بما في ذلك المستندات الورقية)، سيعيق رحلة النمو وتجربة العملاء. بإمكان موردي البرمجيات مساعدة البنوك في ترقية عملياتها بسرعة والاستفادة من السحابة والاندماج بسلاسة مع شركات التكنولوجيا المالية. ولكي تظل البنوك قادرة على المنافسة، لا يمكنها بناء جميع القدرات بمفردها.
2- التركيز فقط على تحقيق الدخل
إن لدى البنوك التقليدية الموارد وإرث الثقة المكتسبة من عملائها القدامى، والتي تشكل الركيزة الأساسية التي يمكنها الاعتماد عليها لإطلاق بنك رقمي. وغالباً ما يكون هذا غير متاح بالنسبة للاعبين الجدد، وقد يستغرق تحقيق الربحية وقتاً طويلاً. وقد تكون البنوك الرقمية أيضاً بحاجة إلى ترخيص مصرفي كامل، والذي يستغرق الحصول عليه وقتاً وينطوي على تكاليف باهظة. ولا ينبغي على هؤلاء اللاعبين التركيز على تحقيق الدخل الفوري، بل التركيز على إنشاء بنية أساسية لمنصة تكنولوجية تُعنى بتلبية متطلبات العملاء. وينبغي لهذه المنصة أن تحظى بالثقة، مما سيؤدي إلى اكتساب حصة أكبر من المحفظة فيما بعد.
3- توظيف الكوادر المتمرسة في الأعمال المصرفية التقليدية
تحتاج البنوك الرقمية إلى موظفين لديهم الدراية المالية والخبرة في إدارة بنك ما، ولكن الأهم من ذلك، أن يكون هؤلاء أيضاً على استعداد لمواكبة التغيرات المتسارعة. وتحتاج هذه البنوك أيضاً إلى الموظفين الذين غالباً ما تكون لديهم خبرة مكتسبة من كبرى شركات التكنولوجيا ويعملون وفق عقلية قائمة على وضع مصلحة العميل في المرتبة الأولى، ويحققون أقصى استفادة من البيانات والتحليلات. تذكر دائماً، بأن أولئك الذين يشغّلون بنكاً قد لا يكونوا دائماً مؤهلين لتأسيس وإطلاق بنك. وبالتالي، فإن تحقيق التوازن من حيث توظيف الأفراد المتمرسين في هذا المجال ينبغي يأتي على قائمة الأولويات.
4- معالجة المشاكل الجديدة بعقلية قديمة
غالباً ما تعمل الفرق في البنوك الحالية على نحو منفرد وبمعزل عن وحدات الأعمال الأخرى. ومن الممكن أن يكون الهيكل التنظيمي مفيداً في تحديد كيفية إحداث تحول حاسم في العمليات الأساسية وتحفيز الابتكار. ومع ذلك، تحتاج البنوك الرقمية إلى تبني ثقافة جديدة ومفتوحة بحيث تسمح بتدفق حالات الاستخدام والأفكار الجديدة. يعد التعاون ونهج التفكير التصميمي أمراً مهماً للتخلص من الحلول والإجراءات القديمة وطرح الأفكار الجديدة من دون قيود. إن دعوة العملاء للمساهمة من الممكن أن يمنح قيمة إضافية أيضاً.
5- التركيز على المنتجات القائمة بذاتها
من المتعارف عليه أن الخدمات المصرفية اليوم يتم توجيهها من قبل العملاء الذين يتطلعون إلى الحصول على خدمات رقمية مصممة بما يتلاءم مع أسلوب حياتهم. وبالنظر إلى تبني مفهوم التمويل المضمّن من قبل العلامات التجارية، فإن الخدمات المالية لم تعد مقتصرة على القنوات “التقليدية”. ولذلك، تحتاج البنوك الحالية إلى الابتعاد عن التركيز على المنتجات القائمة بذاتها والاتجاه نحو “تشغيل المزايا”. وفي نهاية المطاف، سيعيش موردو الخدمات خلف كواليس العلامات التجارية الاستهلاكية، فيما تستعد المنتجات والخدمات للاستفادة من سيناريو المشهد الحالي.
متحدثاً خلال الجلسة، قال مروان أبو زيد، “لقد كان رد فعل محيّر بالنسبة للبنوك للنظر في التكنولوجيا والحلول المتوفرة لديها، من أجل وضع خارطة طريق تتيح لها بأن تكون جزءاً من هذا العالم الجديد. إن إطلاق بنك رقمي سيمنح هذه البنوك الفرصة لعمل الأخطاء والتعلم منها وإعادة المفاهيم والأفكار الأفضل في فئتها إلى المسار الصحيح. وبالإضافة لذلك، ساعد اللاعبون الجدد في طرح مفهوم الخدمات المصرفية المرتكزة على مبدأ “العميل يأتي أولاً”. إن مشهد الخدمات المصرفية الرقمية يحرز تقدماً متسارعاً، وهو مجال من الرائع حقاً متابعته والاستثمار فيه بالنظر إلى ما ينطوي عليه من فرص واعدة.”