بقلم: فرح الغامدي
في ذلك القصر المنعزل عن العالم ، والذي يقطنه قرابة العشرين شخص جميعهم يقتتل على المرآة السحرية ، التي تعكس أجمل شخص في هذا اليوم .
كُلاً منهم يرغب بل يسعى إلى أن ن يكون هو الشخص المميز والجميل .
مع إشراقة الصباح في يوم جديد تأتي تلك العجوز القبيحة لتقف امام المرآة حتى تخبرها أنها فازت بلقب الجميلة ! ولكنها تعود تجر أذيال الخيبة ..
وفي الظهيرة يأتي السيد سليم الذي يعمل مزارعاً في الحديقة يرتدي أجمل ملابسه مستعيراً قنينة العطر من إبنه لتزيده جمالاً ، تأتي في المساء تلك الفتاة المغرورة وقد وضعت المساحيق الملونة على وجهها وقد أسدلت شعرها الأسود كسواد الليل المظلم لتقف أمام المرآة في إنتظار أن تكون هي الأجمل لذلك اليوم وفي المساء يقف الجميع قبل أن يخلدوا إلى النوم في تمام الساعة العاشرة منتظرين تلك المرآة لتظهر لهم الشخص الذي لقب بالأجمل في ذلك اليوم .
ولكن تأتي المفاجأة فكان للمرآة رأيٌ أخر .
أخبرتهم أن الجمال ليس جمال المظهر الخارجي ولا يقاس الجمال بالشكل ولا برائحة العطور أو مساحيق التجميل والملابس الثمينة .
إن الجمال الحقيقي هو جمال الروح وما يحويه قلب الإنسان من معاني سامية وقيم ثمينة ..
تعجب الجميع من رأيها وكأنها تقول لهم انشغلوا بإصلاح مابداخلكم وعيشوا بسلام في هذا القصر واتركوا الاقتتال أمامي من أجل المظاهر !! ..
