بقلم: وجيه باي يوي إعلامي صيني
في نهاية ديسمبر 2023 عام، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 قراراً بالإجماع، بإدراج السنة القمرية الجديدة، عيد الربيع الصيني، ضمن قائمة الأعياد الرسمية في الأمم المتحدة وذلك في خطوة تجسد التقدير العالمي لتراث الشعوب.
في كل عام، ومع اقتراب حلول عيد الربيع، تشهد العديد من دول العالم احتفالات متنوعة بهذه المناسبة. وفي الفترة ما بين 10 و11 يناير، أُقيمت فعالية رائعة بعنوان “سوق عيد الربيع” في القصر الثقافي بالعاصمة السعودية الرياض. وقد نظمت هذه الفعالية السفارة الصينية لدى المملكة العربية السعودية، وجاءت في صورة مهرجان تقليدي صيني، حيث استعرضت العادات والتقاليد الثقافية المتنوعة لعيد الربيع الصيني، وأعلنت عن بدء الاحتفال بالذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، وكذلك انطلاق عام الثقافة الصينية السعودية.
في موقع “سوق عيد الربيع”، أذهلت العروض التقليدية مثل فنون الكونغ فو لشاولين، وتغيير الوجوه في أوبرا سيتشوان، والرقصات الشعبية، والعزف الجماعي على الآلات الموسيقية التقليدية الحاضرين وأمتعتهم. كما أتاحت أنشطة مثل فن الخط والطباعة، وقص الورق لصنع الزخارف، وتجربة ارتداء الملابس التقليدية (الهانفو) للمشاركين فرصة للتعرف على روعة الثقافة الصينية عن قرب. بالإضافة إلى ذلك، شملت الفعالية مناطق مخصصة لتجارب الألعاب التقليدية وألعاب الرياضات الإلكترونية، وعروضاً لأفلام صينية معاصرة متميزة، إلى جانب شارع للمأكولات الصينية التقليدية والبضائع الموسمية.
عندما نتحدث عن عيد الربيع، علينا أن نتحدث عن سهرة عيد الربيع، حيث يعد أهم نافذة عرض لثقافة عيد الربيع وأحد البرامج التلفزيونية الأكثر مشاهدة في الداخل والخارج. وقد أصبحت سهرة عيد الربيع الذي تنظمها مجموعة الصين للإعلام (CMG) أحد أكثر الأحداث الثقافية تأثيرا في الصين والعالم. ففي السنوات الـ 42 الماضية على التوالي، تركت سهرة عيد الربيع ذكرى جيدة في قلوب أجيال من الجماهير، وأصبحت أيضا بطاقة عمل ثقافية للعالم للتعامل مع الصين وفهم الصين.
تركز سهرة عيد الربيع 2025 على استلهام الثقافة التقليدية، بما في ذلك الأغاني والرقصات والأوبرا والوو شو وأداء الحوار الهزلي ويحمل البرنامج محتوى غنيّا آخر بالإضافة إلى ما ذكرنا وهو تعميق دمج “الفكر والفن والتكنولوجيا”، باستخدام أساليب تفاعلية مميزة ومبتكرة، مما يساعد علي تقديم وليمة ثقافية رائعة للشعب الصيني والأصدقاء من جميع أنحاء العالم في ليلة رأس السنة الصينية الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، ستقوم شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) ببث وتغطية حفل “عيد الربيع لعام الثعبان” بشكل مباشر من خلال قنواتها الناطقة بالإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية والروسية، ومنصتها الإعلامية الدولية التي تدعم 81 لغة. وستعمل الشبكة على التعاون مع دول عربية مثل مصر والإمارات، ومع أكثر من 2600 وسيلة إعلامية رئيسية حول العالم، بهدف مشاركة الجمهور العالمي سحر رأس السنة الصينية وثقافة الصين الفريدة.
أن عيد الربيع ليس فقط مهرجانا تقليديا للشعب الصيني، ولكنه أيضا عطلة دولية يحتفل بها العالم أجمع. وتتطلع الصين في العام الجديد إلي مواصلة تعميق التعاون الودي والتبادلات والتعلم المتبادل مع الدول الأخرى، والعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وبناء عالم أفضل.
بقلم: وجيه باي يوي إعلامي صيني
