عبدالرحمن باسلوم لـ Gulf Tech News: المملكة بيئة خصبة للنقل الذكي.. وشراكتنا مع Ai Driver خطوة محورية نحو مستقبل المركبات ذاتية القيادة

تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا واسعًا في منظومتها الرقمية وتوجهاتها نحو الابتكار، الأمر الذي يضع مشاريع النقل الذكي في صدارة الركائز الداعمة لبناء مدن المستقبل وتحسين جودة الحياة.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة إندرايف عن توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة Ai Driver المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية، بهدف إطلاق أول مشروع تجريبي للمركبات ذاتية القيادة في كل من الرياض وجدة، وذلك تحت إشراف الهيئة العامة للنقل.
ولفهم أبعاد هذا التعاون الجديد وأثره على مستقبل النقل في المملكة، أجرت منصة Gulf Tech News حوارًا موسعًا مع أ. عبدالرحمن باسلوم، مدير عام إندرايف في السعودية، الذي تحدث باستفاضة عن أهمية المبادرة ودور الشركة في هذه المرحلة المفصلية.
مذكرة التفاهم… إشارة واضحة لتحوّل وطني نحو النقل الذكي
يرى أ. عبدالرحمن أن توقيع مذكرة التفاهم يُعد مؤشرًا واضحًا على التحول الجوهري الذي تشهده المملكة في قطاع النقل، خصوصًا مع تسارع المشاريع الوطنية المرتبطة بالمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والتنقل المستدام. ويقول: “المملكة اليوم بيئة خصبة لمشاريع النقل الذكي، وذلك بسبب بنيتها الأساسية المتطورة بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية الطموحة التي تتبناها.
لذلك، فإن توقيع مذكرة التفاهم بين إندرايف وAi Driver في السعودية يحمل دلالات مهمة، كونه يجمع بين خبرات تشغيلية عالمية وخبرات تقنية محلية متقدمة.” ثم أضاف عبدالرحمن باسلوم أن هذا التعاون سيمكّن الشركتين من بناء نموذج تشغيلي جديد بالكامل، يعتمد على البيانات والتعلم الآلي، ليصبح جزءًا من منظومة النقل الوطني مستقبلًا؛ فالمملكة تتحرك بسرعة نحو تبنّي تقنيات القيادة الذاتية، وهذا التعاون يفتح الباب أمام مشاريع أكبر وأكثر تطوراً في السنوات القادمة.
دور إندرايف في المرحلة التجريبية للمركبات ذاتية القيادة
يشير أ. عبدالرحمن إلى أن إندرايف ستلعب دورًا محوريًا في تشغيل وإدارة المركبات الذاتية خلال الفترة التجريبية، مؤكدًا أنها مرحلة تتطلب انضباطًا عاليًا في جمع وتحليل البيانات.
ويقول: “نعمل كمشغّل رئيسي للمركبات، ونسعى لبناء قاعدة بيانات متكاملة تساعد في فهم تفاعل المركبات مع البيئة المحلية. فكل رحلة، وكل موقف على الطريق، وكل تغيير في حركة المرور هو معلومة تُسهم في تحسين الخوارزميات ورفع مستوى السلامة.”
التحديات التنظيمية والتشغيلية المتوقعة
ورغم حداثة المشروع، يشيد أ. عبدالرحمن بجاهزية الإطار التنظيمي في المملكة، ويقول: “كنا نتوقع تحديات تنظيمية كبيرة، خصوصًا أن المركبات ذاتية القيادة تتطلب معايير سلامة دقيقة. لكن وجدنا تعاونًا كبيرًا من الجهات الحكومية، واستعدادًا حقيقيًا لاحتضان التقنيات الجديدة. فالتحديات هنا ليست عوائق، بل فرص للتطوير والتجربة والبناء.” ثم أكد أن نجاح هذا النوع من المشاريع يعتمد على التنسيق المستمر بين الجهات التنظيمية والمشغلين والتقنيين.
دعم رؤية السعودية 2030 في مجالات النقل المستدام وتقليل الانبعاثات
يؤكد عبدالرحمن باسلوم أن المشروع ينسجم تمامًا في أهداف رؤية 2030، خصوصًا في مجالات الاستدامة والتنقل الحضري. ويقول: “النقل الذكي ركيزة أساسية في رؤية 2030، والمركبات ذاتية القيادة جزء من هذا التحول. هذه المركبات تعتمد على تقنيات كهربائية وتستهلك طاقة أقل، مما يساهم في خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.” ثم أضاف أن التحول إلى المركبات الذاتية سيسهم في تخفيف الازدحام وتحسين التدفق المروري، ما يعزز جودة الحياة في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة.
انعكاسات اقتصادية ومجتمعية واسعة
وجاء حديث أ. عبدالرحمن شاملاً، فلم يتوقف عند التطرق إلى التقنية فقط، إذ أنه امتد إلى أثر المشروع على سوق العمل والاقتصاد المحلي، حيث أكد أن المشروع سيفتح الباب أمام وظائف جديدة؛ وقال إن “المركبات ذاتية القيادة ستخلق وظائف في مجالات متقدمة مثل صيانة الأجهزة الذكية، وتحليل البيانات، والهندسة الميكاترونية، وغيرها. وهذه وظائف نوعية تتماشى مع سوق العمل المستقبلي في المملكة.” كما أشار إلى أن المشروع سيمنح الشركات التقنية المحلية فرصة للنمو والمنافسة عالميًا.
ختام الحوار
اختتم عبدالرحمن باسلوم حديثه بنبرة تفاؤل كبيرة حول مستقبل المركبات الذاتية في المملكة. وقال:
“نحن أمام مرحلة جديدة كليًا في تاريخ النقل في السعودية. فما نقوم به اليوم يتجاوز كونه تجربة تقنية، فهو بمثابة بداية تحول شامل نحو منظومة نقل أكثر ذكاءً واستدامة. ونفخر بأن نكون جزءًا من هذا المستقبل.”
