شركات المملكة العربية السعودية تتصدّر الشركات المستفيدة من استراتيجيات الاستدامة
الرياض : متابعه جلف تك
نحو نصف الشركات السعودية (49.7%) ترى علاقة إيجابية قوية بين تحقيق الأرباح والاستدامة البيئية، مقارنة بنحو 30.1% في باقي الدول التي شملتها الدراسة
غالبية الشركات السعودية (58.9%) ترى بأن القضايا البيئية تعزز استراتيجياتها وقرارتها التشغيلية بدرجة كبيرة
بالتزامن مع استضافة منطقة الشرق الأوسط لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP) للعام الثاني على التوالي، سلطت دراسة جديدة أجرتها عملاقة التقنية العالمية “إس إيه بي” الضوء على الالتزام العميق والناجح للمملكة العربية السعودية بالاستدامة.
وشهد الاستثمار في الاستراتيجيات البيئية زيادة ملحوظة خلال الأعوام الخمسة الماضية، إذ أصبحت غالبية الشركات تتبع الآن أثرها البيئي على الكوكب وتخطط لإنفاق استثمارات مستقبلية في هذا المجال. ونتيجة لذلك، فإن 98.7% من الشركات التي شملتها الدراسة أشارت إلى أن القياس وإعداد التقارير حول المسائل البيئية أسهما في تعزيز استراتيجياتها وقراراتها التشغيلية، مع اتفاق 58.9% منها على هذا الأمر بدرجة كبيرة.
وترتبط هذه النتائج مع حقيقة أن الشركات السعودية أخذت تحقق الفوائد التجارية من استراتيجيات الاستدامة أكثر من نظيراتها العالمية وذلك وفقاً لدراسة “إس إيه بي” التي شملت 4,750 مشاركاً من 21 دولة و29 قطاعاً. ووفقاً
للاستطلاع فإن نحو النصف تقريباً (49.7%) من المشاركين في الدراسة في المملكة العربية السعودية أشاروا إلى وجود علاقة إيجابية قوية بين تحقيق الأرباح والاستدامة البيئية، أما بالنسبة لباقي الدول التي شملتها الاستطلاع فقد اتفق أقل من الثلث (30.1%) فقط مع هذه النقطة. وبالمثل، فإن نسبة مرتفعة مماثلة من المشاركين في الدراسة في المملكة
العربية السعودية أشارت إلى وجود علاقة قوية وإيجابية بين التنافسية والاستدامة البيئية، في حين بلغت هذه النسبة 35% فقط في باقي أنحاء العالم.
وبأخذ المنافع التجارية المحددة بعين الاعتبار، أشار أغلب المشاركين (89.4%) أن الاستراتيجيات البيئية تساعد في زيادة كفاءة عمليات الأعمال، في حين أن (82.1%) من المشاركين أشاروا إلى أن الاستراتيجيات البيئية تسهم بإيجابية في النتائج التجارية مثل الإيرادات والربحية والنمو. وأشارت نسبة كبيرة مثيرة للاهتمام بلغت 94.7% إلى أن الاستراتيجيات البيئية تقلل إلى حد ما من التكاليف الإجمالية لممارسة الأعمال التجارية.
وشهد جمع البيانات البيئية في المملكة العربية السعودية نمواً خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث أظهر استطلاع “إس إيه بي” أن معظم الشركات السعودية قد بدأت بهذه العملية خلال الأعوام الخمسة الماضية، إذ قال 30.5% منها أنها
تقوم بجمع البيانات منذ فترة تتراوح ما بين عامين إلى أقل من خمسة أعوام، و18.5% تقوم بجمع البيانات منذ أقل من عامين، و4% منذ أقل من عام واحد. ومن اللافت أن 4.6% من الشركات أشارت إلى قيامها بجمع البيانات لفترة 20 عاماً أو أكثر.
وبيّن الاستطلاع الذي شمل مسؤولين تنفيذيين رفيعي المستوى من عدد من القطاعات مختلفة الأحجام في المملكة أن غالبية الشركات تخطط لزيادة الاستثمارات في استراتيجيات الاستدامة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. في حين أن ثلاثة أرباع الشركات تقريباً (72.2%) تخطط لزيادة الاستثمار، و21.2% منها تخطط للمحافظة على مستويات الاستثمار الحالية،
و3.3% منها تخطط للبدء بالاستثمار في القضايا البيئية. وأظهر الاستطلاع أن 2.6% من الشركات فقط تخطط لخفض استثماراتها الحالية، فيما أشار 0.7% منها إلى أنه ليس لديها أي خطط استثمارية في هذا الإطار. وأبدت الشركات التي شملها الاستطلاع تفاؤلاً إزاء جني ثمار هذه الاستثمارات، وعند التعليق على المدة الزمنية التي يتوقعون خلالها الحصول
على عوائد إيجابية، أشار 27.41% منهم إلى أنهم يتوقعون ذلك خلال فترة تمتد ما بين عام وأقل من ثلاثة أعوام، فيما قال 41.1% خلال فترة من ثلاثة إلى أقل من 5 أعوام، و24% قالوا خلال فترة تتراوح ما بين خمسة إلى أقل من 10 أعوام.
وقال أحمد الفيفي، النائب الأول للرئيس لدى “إس إيه بي”
في منطقة شمال الشرق الأوسط وأفريقيا، خلال إعلانه عن نتائج الاستطلاع: “تُظهر النتائج أن الشركات في المملكة العربية السعودية تعمل بالانسجام مع رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء وطموحاتها بتحقيق انبعاثات غازية صفرية بحلول عام 2060. ومن المشجع أن يشير العديد من المسؤولين التنفيذيين رفيعي المستوى في المملكة
إلى أن هذه الاستراتيجيات مفيدة ليس فقط للكوكب، ولكن لشركاتهم أيضاً نظراً لأنها تسهم في زيادة الربحية والتنافسية. إن القفزات الكبيرة التي تم تحقيقيها في تتبع الأثر البيئي لعمليات الشركات من خلال التكنولوجيا سيتعزز أكثر بالخطط الرامية إلى الاستثمار في استراتيجيات الاستدامة خلال فترة الأعوام الثلاثة المقبلة”.
محاور التركيز والتحديات
أشار الفيفي إلى أن استطلاع “إس إيه بي” سلط الضوء كذلك على الصعوبات المتعلقة بتطبيق استراتيجيات الاستدامة وقياس أثرها، مبيناً إمكانية تجاوز معظم هذه الصعوبات عبر نشر حلول “إس إيه بي” وذلك بالتزامن مع مواصلة الشركة تحسين خدماتها عبر دمج معايير استدامة وقدرات ذكاء اصطناعي في كامل محفظتها. وأضاف الفيفي أن “إس إيه بي”
ترى الفرصة مواتية الآن لمساعدة المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها. وقال: “يسهم عملاء “إس إيه بي” في توليد نحو 87% من التجارة العالمية، ولذلك يمكننا مساعدة 87% من المؤسسات التي تولد التجارة العالمية على استخدام التكنولوجيا لتنظيم سلسلة التوريد والنقل والبيانات المالية الخاصة بهم بطريقة تتيح بناء اقتصاد دائري مستدام والوصول إلى انبعاثات صفرية”.
وبيّن الاستطلاع الحاجة إلى توفير وسائل أفضل لجمع البيانات، حيث كان 43.7% من المستجيبين فقط راضين تماماً عن جودة البيانات المجمّعة. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المشاركين في الدراسة في المملكة العربية السعودية الذي كانوا راضين تماماً كانت أعلى بشكل ملموس من النسبة المسجلة في الدول الأخرى التي تم استطلاعها والبالغة 22.6%.
وشملت جوانب الرضا لدى المشاركين في هذا السياق كلاً من وتيرة جمع البيانات وتوافر البرمجيات والأدوات لتحليل لبيانات المجمّعة حيث أعرب 37.1% و36.4% على التوالي عن رضاهم التام في هذا السياق. أما أقل مستويات الرضا التي تم تسجيلها فقد كانت مرتبطة بإمكانية الوصول إلى البيانات حيث أعرب 27.8% من المشاركين عن رضاهم التام.
يشار إلى أن النتائج التي تم الإعلان عنها اليوم هي جزء من دراسة أجرتها “إس إيه بي إنسايت” في وقت سابق من عام 2023 من خلال استطلاع عبر الإنترنت، حيث كان المستجيبون على اطلاع كامل بأهداف الاستدامة وإجراءاتها في مؤسساتهم.