في قلب إندونيسيا، حيث تتلاقى آلاف الجزر وتتعدد الثقافات، يحل شهر رمضان ليُضفي على البلاد طابعًا روحانيًا مميزًا، حيث تتزين الموائد الرمضانية بأشهى الأطباق التقليدية، التي تمزج بين النكهات الحلوة والحارة، وتفوح منها روائح التوابل العطرية، لتعكس التنوع الغني للمطبخ الإندونيسي العريق.
ومع غروب الشمس وحلول موعد “‘بوكا بواسا” (وقت الإفطار)، تجتمع العائلات حول الموائد في أجواء يسودها البهجة والسكينة، مستمتعة بأطعمة تعبق بتاريخ المطبخ الإندونيسي، فهذه اللحظة التي ينتظرها الجميع بعد يوم طويل من الصيام تتحول إلى تجربة غنية بالنكهات والذكريات الجميلة.
وفي هذه التدوينة، نصحبكم في جولة مع W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية لاستكشاف أبرز الأطباق الرمضانية التي تزين الموائد الإندونيسية، والتي يمكنكم تذوقها في أسواق رمضان المنتشرة في مدن مثل جاكرتا، باندونغ، وسورابايا، لتعيشوا تجربة طعام استثنائية في أجواء تنبض بروح الشهر الفضيل وتروي قصص هذا البلد الجميل.
1. التمر: بداية مباركة
كما في معظم الدول الإسلامية، يحتل التمر مكانة أساسية على مائدة الإفطار في إندونيسيا، حيث يكون أول ما يتناوله الصائم لما يحتويه من فوائد غذائية عديدة، فهو غني بالسكريات الطبيعية والفيتامينات والمعادن التي تمدّ الجسم بالطاقة اللازمة بعد ساعات طويلة من الصيام.
2. الكولاك (Kolak): حلاوة رمضانية لا تُضاهى
يُعتبر الكولاك من الأطباق الرمضانية التقليدية التي لا غنى عنها في إندونيسيا، فهو يُحضّر من حليب جوز الهند، والموز، والبطاطا الحلوة، وسكر النخيل، مع لمسة عطرية من أوراق الباندان، وتجمع هذه المكونات بين الطعم اللذيذ والفوائد الغذائية، ما يجعله مصدرًا ممتازًا للطاقة والانتعاش بعد يوم طويل من الصيام.
3. إس بيسانغ إيجو (Es Pisang Ijo): انتعاش ولذة في كل قضمة
يعد إس بيسانغ إيجو من أشهر الحلويات الرمضانية في إندونيسيا، ويتكون من الموز الملفوف في عجينة خضراء اللون، حيث يُقدّم مع حليب جوز الهند وشراب الكوكوباندان، وبفضل قوامه البارد والمنعش، يُعدّ هذا الطبق مثاليًا لتهدئة حرارة الصيف، ويحظى بشعبية واسعة في أسواق مدن مثل جاكرتا وباندونغ.
4. الكيكاك (Kicak): طبق تقليدي بنكهة مميزة
الكيكاك هو أحد الأطباق الشعبية في مدينة يوجياكارتا، ويتكون من الأرز المهروس مع جوز الهند المبشور، ويُقدّم عادة في ورق الموز، وتتميز هذه الوجبة بنكهتها الحلوة الفريدة، ما يجعلها طبقًا أساسيًا على المائدة الرمضانية.
5. باكات (Pakat): نكهة لاذعة تُنعش الصائمين
في مدينة ميدان بسومطرة الشمالية، يُعتبر باكات من الأطباق الرمضانية الشهيرة، حيث يُحضّر من نبتة الروطان المشوية بعد تقشيرها، ثم يُضاف إليه جوز الهند وصلصة الفلفل الحار، ما يمنحه نكهة لاذعة وحارة تُنعش الصائم بعد يوم طويل من الصيام.
6. سوتونغ بانغكونغ (Sotong Bangkong): بروتين وطاقة في طبق واحد
سوتونغ بانغكونغ هو أحد الأطباق المميزة في غرب كاليمانتان، ويتكوّن من الحبار المجفف المشوي على الفحم، ويُقدّم مع صلصة الروبيان والفول السوداني، وبفضل غناه بالبروتين، يُساهم هذا الطبق في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة خلال شهر رمضان.
7. ساتيه سوسو (Sate Soso): طبق بالي الشهير في رمضان
اشتهر طبق ساتيه سوسو كأحد أبرز الأطباق التقليدية في بالي خلال شهر رمضان، حيث يُحضَّر من ضرع البقر المتبل ثم يُشوى على الفحم ليكتسب نكهة مدخنة مميزة، ويُقدَّم مع توابل تقليدية تعزز مذاقه الفريد، كما يُعدّ مصدرًا غنيًا بالبروتين، مما يساهم في تعزيز القدرة على التحمل خلال ساعات الصيام.
8. بوبور سومي-سومي (Bubur Sumsum): قوام كريمي ومذاق دافئ
يعتبر طبق بوبور سومي-سومي نوع من العصيدة التقليدية في إندونيسيا، ويُحضّر من دقيق الأرز المطبوخ بحليب جوز الهند حتى يصبح قوامه كريميًا ناعمًا، ويُقدَّم عادة مع شراب سكر النخيل، ويُفضّله الكثيرون خلال رمضان بسبب قوامه الخفيف وسهولة هضمه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للسحور أو الإفطار.
هذه بعض الأطباق التي تعكس الروحانية والثراء الثقافي في المطبخ الإندونيسي خلال شهر رمضان، تابعونا لمزيد من التدوينات حول عادات رمضان المميزة في إندونيسيا. ولقراءة سلسلة التدوينات كاملة … اضغط هنا
