دبي وأبوظبي.. وجهة مثالية للعيش والعمل والاستثمار
برزت مدينتا أبوظبي ودبي في النسخة الثانية من تقرير مؤشر “براند فاينانس العالمي للمدن” (Brand Finance Global City Index) الذي صدر يوم الخميس الماضي، وهو يعد المسح الأكثر شمولاً لتصورات المدن على مستوى العالم. حيث احتلت دبي المركز الأول كأفضل مدينة من حيث السمعة العالمية، وتصدرت أيضاً في مجال تطوير بيئة الأعمال والاستثمار.
وفي نفس التقرير، جاءت أبوظبي في المرتبة الثانية كأكثر العلامات التجارية اعتباراً على مستوى العالم فيما يتعلق بفرص الاستثمار، بينما حققت الرياض تقدماً ملحوظاً حيث ارتفعت 4 مراكز بفضل التحسينات في مجالات العمل والمعيشة والاستثمار.
استمرت لندن ونيويورك وباريس في تصدر المراكز الثلاثة الأولى عالمياً في جميع المعايير، بينما ارتفعت طوكيو ودبي إلى المركزين الرابع والخامس.
وجهة مثالية للعيش والعمل والاستثمار
حققت دبي قفزة بأربعة مراكز لتصبح في المرتبة الخامسة كأفضل علامة تجارية للمدن على مستوى العالم من بين 100 مدينة، بعد كل من لندن ونيويورك وباريس وطوكيو، وذلك وفقاً لأحدث إصدار من المؤشر.
كما تصدرت دبي في مجالات السمعة والأعمال والاستثمار، وحققت المدينة تقدماً ملحوظاً في اهتمامها ببيئة العمل المحلية (من المرتبة 16 إلى 8) واهتمامها بالعمل عن بُعد (من المرتبة 24 إلى 4).
تعتبر دبي مركزاً للابتكار والشركات الناشئة، حيث تساهم مبادرات مثل مؤسسة دبي للمستقبل في تعزيز تصنيفها كالأولى من حيث إمكانيات النمو المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تصنيف دبي في المرتبة الثانية بفضل اقتصادها القوي والمستقر، والمركز الثالث لضرائبها الشخصية الجذابة، يعزز من مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمار، مما يجعلها المدينة الأولى عالمياً للنظر في فرص الاستثمار.
أسباب الارتفاع
علق المدير الإداري لشركة «براند فاينانس الشرق الأوسط»، أندرو كامبل، قائلاً: «إن صعود دبي لتصبح خامس أفضل علامة تجارية لمدينة في العالم يعود بشكل أساسي إلى تحقيقها المرتبة الأولى عالمياً من حيث السمعة».
وأشار كامبل إلى أن “هذا التصور المحسن يعكس فعالية الاستثمارات الاستراتيجية التي قامت بها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات البنية التحتية والسياحة وبيئة الأعمال”.
كما تبرز التحسينات الملحوظة في مقاييس الاهتمام بدبي جاذبية المدينة المتزايدة كوجهة رئيسية للزوار والمقيمين والشركات والمستثمرين العالميين، وفقاً لما ذكره كامبل.
8 مراكز
أظهرت بيانات المؤشر أن أبوظبي حافظت على موقعها في المرتبة 30 عالمياً كما في تصنيف 2023، مع تسجيل تقدم قدره 8 مراكز في المؤشر الفرعي، حيث أصبحت الآن في المرتبة 24.
وتجدر الإشارة إلى أن المدينة تحتل المرتبة الثانية في تصنيف أفضل الوجهات للاستثمار، بزيادة 12 مركزاً مقارنة بالعام 2023، والمرتبة التاسعة عالمياً في تصنيف العمل عن بُعد، بزيادة 15 مركزاً عن العام الماضي.
كما حققت أبوظبي المرتبة الخامسة في ركيزة الأعمال والاستثمار، بما في ذلك المرتبة الرابعة كأفضل وجهة للشركات الناشئة والابتكارات، والمرتبة الثانية من حيث إمكانات النمو المستقبلية.
ارتفعت المدينة 16 مرتبة لتصل إلى المركز 20 على مستوى العالم، مما يعكس ريادتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا ويعزز من جاذبيتها المتزايدة كمركز للابتكار.
أما بالنسبة للمدن العربية، فقد جاءت الدوحة في المرتبة 69 على مستوى الأفضل بشكل عام، حيث احتلت المركز 19 من حيث جاذبية الضرائب على الشركات، والمركز 20 من حيث جاذبية الضرائب على الأفراد.
في حين تواصل الرياض تقدمها، حيث ارتفعت 4 مراكز لتصل إلى المركز 75 عالمياً، مع تحسن ملحوظ في العوامل المتعلقة بالعمل والمعيشة والاستثمار، حيث زادت بمعدل 7 مراكز أو أكثر.
بشكل خاص، حققت الرياض تقدمًا ملحوظًا حيث ارتفعت 37 مركزًا في تصنيف الفرق والأندية الرياضية الشهيرة، و24 مركزًا في تصنيف المدارس الخاصة، و20 مركزًا في مجالات التسوق والمطاعم والحياة الليلية المميزة.
النتائج العالمية
تظل لندن في صدارة المدن العالمية، حيث تحتفظ بمكانتها كأفضل مدينة في العالم، متفوقة في مجالات الألفة (المرتبة الثالثة) والسمعة (المرتبة الثالثة)، مما يعكس قوتها وجاذبيتها العالمية.
ومع ذلك، تواجه لندن بعض التحديات في مجال الاعتبار (المرتبة 19)، خاصة في مجالات المعيشة والاستثمار والتقاعد، حيث تبرز مشكلة القدرة على تحمل التكاليف (المرتبة 97) كأحد المخاوف الرئيسية.
تأتي نيويورك وباريس في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، حيث تتفوق باريس في مجالات الثقافة والتراث، بينما تتصدر نيويورك في مجالات التعليم والعلوم.
ارتفعت طوكيو إلى المرتبة الرابعة، وتُعتبر الآن رائدة عالمياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وفقاً لتقرير “براند فايننس“، تستند نتائج عام 2024 في مؤشر “براند فايننس العالمي للمدن” إلى استطلاع شمل أكثر من 15 ألف مشارك من 20 دولة، مما يوفر رؤية شاملة حول كيفية تقييم العلامات التجارية للمدن الرائدة في العالم.
وقد طُلب من المشاركين تقييم 100 مدينة بناءً على مؤشرات الأداء الرئيسية: الألفة، السمعة، والاعتبار، مما يعكس مدى قوة إدراك هذه المدن كوجهات يرغب الناس في العيش والعمل والدراسة والزيارة والتقاعد والاستثمار فيها.إضافة إلى ذلك، اختار المشاركون من بين 45 سمة مجمعة تحت سبعة ركائز، بما في ذلك الثقافة والتراث أو الأعمال والاستثمار، والتي ربطوها بالعلامات التجارية للمدن.