خمس توقعات لعام 2026 وما يخبّؤه لمشهد الذكاء الاصطناعي المؤسسي
يجذب تبني الذكاء الاصطناعي استثماراتٍ جادة واهتماماً كبيراً من جانب القادة على مستوى العالم. في أسواق النمو، مثل الشرق الأوسط، من المتوقع أن يُضيف الذكاء الاصطناعي أكثر من 232 مليار دولار أمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مدعوماً بالاستراتيجيات الوطنية التي تضع الأولوية للمهارات والبنية التحتية والشراكات بين القطاعات.
يُظهر هذا النمو سرعة تحول المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة من الفضول نحو الذكاء الاصطناعي إلى التطبيق العملي. في هذا السياق، حددت شركة ألتيريكس مجموعة من التوقعات حول تطور الذكاء الاصطناعي في عام 2026 وما ينبغي أن يتوقعه القادة مع نضج هذه التكنولوجيا.
إعادة تركيز الذكاء الاصطناعي: من الوكلاء الشاملين إلى الأتمتة العملية المحدّدة
بدأ التركيز على تصميم وكلاء ذكاء اصطناعي للعمل على مستوى المؤسسة بفقدان قوته، فقد اكتشفت العديد من المؤسسات أن عمليات النشر الشاملة لم تُحقق سوى عائد ضئيل، وهو ما أكدته أبحاث معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التي أظهرت أن 95% من الشركات لم تجنِ أي قيمة تُذكر من عمليات نشر الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق.
في عام 2026، سيعود السوق نحو الدقة، فبدلاً من محاولة استبدال سير العمل بالكامل، سيركز القادة على أتمتة عمليات محددة مثل العمليات المالية، والمشتريات، ودعم العملاء. سيؤدي الوكلاء المُصممون خصيصاً لتنفيذ مهام محددة إلى نتائج أوضح، وستدمج الشركات هذه القدرات في أنظمتها الحالية بدلاً من إعادة تصميم وبناء أنظمتها بالكامل. يعكس هذا التحول فهماً أوسع بأن الأتمتة العملية المحدّدة تُنتج تأثيراً أسرع وأكثر فعالية من مشاريع الذكاء الاصطناعي الطموحة.
تمكين قطاع الأعمال وإضفاء الطابع الديمقراطي على الذكاء الاصطناعي
التوازن المرتبط بنفوذ وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي آخذٌ بالتضاؤل. على مدار السنوات القليلة الماضية، استحوذت فرق تكنولوجيا المعلومات على جزء كبير من ميزانية الذكاء الاصطناعي، إلا أن وحدات الأعمال واجهت غالباً صعوبة في ترجمة هذه الاستثمارات إلى مكاسب ملموسة. في عام 2026، سيستعيد قادة قطاعات الأعمال زمام عملية صنع القرار المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وسيشجع الرؤساء التنفيذيون المديرين الماليين وقادة المبيعات ورؤساء العمليات على تحديد الثغرات والمشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على وظائفهم، ومن ثَمَّ توفير الأدوات التي تحلها.
ونتيجة لذلك، سيتبع الإنفاق على الذكاء الاصطناعي هذه الأولويات، وينتقل إلى الفرق الأقرب إلى المشكلات والأكثر مسؤولية عن النتائج. يعزز هذا التحول سائر التوجهات في المنطقة، إذ تخطط 69% من شركات الشرق الأوسط لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي في عام 2026، مما يعكس ثقة أوسع في قدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق قيمة عندما تقع المسؤولية على عاتق أولئك الذي يفهمون السياق التشغيلي.
الواقعية مهمة لرؤساء البيانات والتحليلات
سيتحول دور رؤساء البيانات والتحليلات من بناء بيئة مثالية للبيانات إلى تمكين التقدم في استخدام البيانات المتاحة اليوم. لسنوات، جادل قادة البيانات بأن الأنظمة غير المترابطة والهياكل غير المتسقة تعيق توليد رؤى قيّمة.
ستتغير هذه التوقعات في عام 2026، حيث سيرتكز النهج الناجح على الواقعية، مع إعطاء الأولوية للعمل ومساعدة الشركات على توليد رؤى قيّمة وذكية بدل التركيز على تحقيق البيئة المثالية. ستتطوّر الأولوية وتتحول من ضرورة “إصلاح كل شيء أولاً” إلى “تحقيق النتائج الآن“، مما يُسرّع من سرعة اختبار الفرق للحلول والتحقق من صحتها وتوسيع نطاقها.
التحول نحو فرق الذكاء الاصطناعي الموجهة نحو المهام
في عام 2026، ستعطي المؤسسات الأولوية لفرق ذكاء اصطناعي أصغر وأكثر تخصصاً، تُركز على الاستخدامات عالية القيمة بدلاً من التجارب واسعة النطاق. ستعمل هذه الفرق الموجهة نحو المهام يداً بيد مع الذكاء الاصطناعي الوكيل والذكاء الاصطناعي المركب، حيث تجمع خبراء الأعمال مع متخصصي البيانات والمهندسين لضمان تلبية الحلول للاحتياجات التشغيلية الحقيقية.
وفقاً لأبحاث ألتيريكس، أفاد تسعة من كل عشرة مشاركين في الشرق الأوسط أنّ الذكاء الاصطناعي قد غيّر مسار عملهم في العام الماضي، وأفاد 94% من المحللين حول العالم أن دورهم يؤثر الآن على القرارات الاستراتيجية. تُعزز برامج ومبادرات تشجيع المواهب في المنطقة، بما في ذلك مبادرة “مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي” في الإمارات العربية المتحدة، هذا التوجه وتُمكّن المؤسسات من توسيع نطاق الفرق متعددة التخصصات بثقة.
في عام 2026، سينتقل الذكاء الاصطناعي من المرحلة الطموحة إلى الدقة الكبيرة، بقيادة وحدات أعمال مُمكّنة، وقادة بيانات عمليين، وفرق متخصصة تُركز على نتائج قابلة للقياس. ستُكافئ المرحلة التالية المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات الحقيقية وتوسيع نطاق المهام التي أثبتت قدرتها على تحقيق الجدوى والفائدة. في المستقبل القريب، ستشكل الاستثمارات الإقليمية والتطورات التقنية المتنامية مشهد ذكاء اصطناعي أكثر ثقة وتركيزاً على التنفيذ.


