ذكاء اصطناعي

خلوة الذكاء الاصطناعي: البيانات والبنية التحتية الرقمية أهم ركائز المستقبل

في خطوة استشرافية لمستقبل التكنولوجيا، وضمن فعاليات (أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي)، استضاف متحف المستقبل خلوة الذكاء الاصطناعي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.

وجمعت هذه الخلوة نخبة من المسؤولين الحكوميين، والخبراء المتخصصين، ومجموعة من أهم قادة شركات التكنولوجيا العالمية، لمناقشة الركائز الأساسية لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وأبرزها: إدارة البيانات وحوكمتها، وتطوير البنية التحتية الرقمية المستدامة.

أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي:

في اليوم الأول من خلوة الذكاء الاصطناعي، ركزت جلسة بعنوان (تمكين البيانات)، في أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي كضرورة ملحة في ظل التطورات المتسارعة، وأكد الخبراء المشاركون الحاجة الماسة إلى تطوير سياسات مرنة وأنظمة بيانات تتسم بأعلى مستويات الأمان، لتأسيس مستقبل رقمي قوي وموثوق.

وأجمع الحضور على أن تحقيق هذه الأهداف محوري لضمان حماية البيانات الشخصية بفعالية من جهة، وتفعيل قواعد البيانات واستغلال إمكاناتها الواعدة بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية من جهة أخرى.

اقرا ايضا: كيف يسهل الذكاء الاصطناعي تزوير الأبحاث العلمية؟

ويهدف هذا التوجه الإستراتيجي إلى تعزيز ريادة دبي عالميًا في مجال تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي بنحو مسؤول، وتوفير بيئة تنظيمية محكمة تمكن الابتكار وتؤسس على الثقة الراسخة.

ورأى الخبراء أن دبي تمتلك فرصة استثنائية لتصبح مركزًا عالميًا للبيانات، مدعومة ببنية تحتية رقمية بالغة التطور تشمل أكبر مركز بيانات أخضر مستدام على مستوى العالم، وشددوا على أن استغلال هذه الفرصة يتطلب إطلاق العنان الكامل لإمكانات البيانات وتسريع وتيرة تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما كان التعاون الوثيق والفعال بين القطاعين الحكومي والخاص نقطة إجماع أساسية، خاصة فيما يتعلق بتبادل البيانات وتفعيلها لخدمة أهداف تطوير الذكاء الاصطناعي وتسريع انتشاره.

وعلاوة على ذلك؛ أكد المشاركون ضرورة تطوير أطر تنظيمية وتشريعات تحظى بقبول دولي واسع لضمان بناء الثقة المتبادلة بين مختلف الجهات الفاعلة في هذا القطاع الحيوي، وأهمية تبني نهج موحد يركز في احترام المعايير الأخلاقية، صون الخصوصية بشكل صارم، وتعزيز الشفافية المطلقة في التعامل مع البيانات.

كما دعوا إلى التوافق على مستوى عالمي حول آليات موحدة ومدروسة بعناية لحفظ البيانات، وتأمينها ضد أي اختراقات، وتسهيل تبادلها بشكل آمن، وأشاروا أيضًا الدور المحوري لشبكة شراكات قوية ومترابطة لضمان تدفق سلس وآمن للمعلومات الحيوية.

وفي نهاية هذه الجلسة، خلص المشاركون إلى أن اعتماد دبي لحوكمة مسؤولة وتنظيم مرن لاستخدامات وابتكارات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحقيق مخرجات إستراتيجية بالغة الأهمية تعزز مكانتها كمركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز هذه المخرجات:

  • تفعيل البيانات كركيزة أساسية لتعزيز القدرات التنافسية على الصعيدين المحلي والعالمي.
  • ترسيخ الممارسات الأخلاقية كأولوية قصوى عند تبني وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
  • تكريس المرونة والقدرة على التكيف كعناصر جوهرية لا غنى عنها في عمليات حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي وتنظيمها.

توفير بنى تحتية جاهزة للذكاء الاصطناعي:

تناولت جلسة أخرى بعنوان: “البنية التحتية الرقمية” رؤية شاملة لتطوير بنية تحتية متقدمة تدعم طموحات دبي في قيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وأكد الخبراء أهمية تصميم أنظمة رقمية مستدامة ومرنة، تتيح الوصول السهل وتدعم التعاون الدولي، مما يوسع آفاق الابتكار ويعمم تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة.

واستعرض المشاركون الفرص الواعدة المتاحة أمام دبي لبناء بنية تحتية مستدامة مصممة خصوصًا لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي، وأكدوا بنحو خاص أهمية إيجاد منظومة متكاملة تجمع بفاعلية بين أحدث التكنولوجيات المتقدمة، الكفاءات والخبرات المحلية المؤهلة، والأطر التنظيمية والتشريعية السليمة والداعمة.

ونظرًا إلى استثمارات الضخمة التي يتطلبها تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكار فيه، توافق الخبراء على أن التعاون الوثيق والشفاف بين القطاعين الحكومي والخاص أصبح ضرورة حتمية لا غنى عنها لتسريع وتيرة التقدم في هذا المسار.

ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز موقع دبي الريادي ضمن قائمة المدن الذكية عالميًا، وتطوير نموذج مستقبلي يتسم بكفاءة عالية، ومن شأن هذا النموذج أن يساهم في تمكين المواهب المحلية وصقل قدراتها، وتعزيز أمن البيانات إلى أقصى حد، وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ووفق أطر أخلاقية راسخة لخدمة المجتمع، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإثراء مخزون المعرفة، وتحسين جودة الحياة للمقيمين والزوار على حد سواء.

وفي ختام الجلسة، وجه المشاركون دعوة واضحة لتوفير بنى تحتية جاهزة ومهيأة لدعم الذكاء الاصطناعي وتكون متاحة وشاملة للجميع، بهدف تسريع عملية تبني استخداماته على نطاق واسع.

كما أكدوا مجددًا ضرورة جعل الاستدامة مبدأ أساسيًا في عمليات تطوير وتوسيع مراكز البيانات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أهمية استكشاف فرص الحوسبة اللامركزية، التي تمثل خيارًا واعدًا يحمل إمكانات كبيرة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى