أخبار عامة

جيه إل إل: التحولات الكبيرة في قطاع الرعاية الصحية في دول التعاون تعزز ثقة المستثمرين وتدفع الزخم عبر سلسلة القيمة

  • تقرير جديد لشركة “جيه إل إل” يكشف أن حجم الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي يصل إلى حوالي 400 صفقة في الفترة من 2021 إلى أبريل 2025
  • السعودية والإمارات تتصدران نشاط الاستثمار بحوالي 92% من جميع الصفقات
  • قطاع التكنولوجيا الصحية من المتوقع أن يشهد مزيداً من النضج، مما يؤدي إلى زيادة نشاط عمليات الدمج والاستحواذ

أكد تقرير جديد صادر عن شركة “جيه إل إل” أن قوة ثقة المستثمرين وديناميكية نشاط السوق تسهمان في تعزيز التحول في قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وصل حجم الاستثمار إلى ما يقرب من 400 صفقة بين عامي 2021 وأبريل 2025، مشيراً إلى هيمنة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على النشاط الاستثماري، بما يمثل حوالي 92% من جميع الصفقات، مما يؤكد الإمكانات القوية للمنطقة ويعزز مكانتهما كمركزين استثماريين رئيسيين.

وسلط التحليل الشامل الذي أجرته “جيه إل إل” في تقريرها بعنوان “استكشاف مشهد الاستثمار في الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي: الاتجاهات والرؤى والتوقعات المستقبلية“، الضوء على كيفية مساهمة التوسع السكاني في المنطقة والمبادرات الاستراتيجية التي تقودها الحكومات والزيادة الكبيرة في تبني الصحة الرقمية، في إعادة تشكيل منظومة الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في المنطقة.

وفي هذا السياق، قال سانديب سينها، رئيس استشارات الرعاية الصحية وعلوم الحياة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في “جيه إل إل”: “يقدم قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بيئة استثمارية ديناميكية وسريعة التطور، مع إمكانات نمو استثنائية عبر سلسلة القيمة في قطاع الرعاية الصحية.

ويفتح هذا المجال أمام المستثمرين منافذ متعددة لجذب رؤوس الأموال، تشمل ابتكارات الصحة الرقمية وتطوير البنية التحتية، بما يضمن عوائد مستدامة مع تحسين النتائج الصحية. ومع نضج السوق، أصبح المستثمرون يعطون الأولوية للمقترحات القيّمة، المدعومةً بالتزام حكومي مستدام بتطوير مرافق طبية عالمية المستوى، مما يُعزز مكانة القطاع كأولوية استثمارية استراتيجية”.

 وكشف تقرير “جيه إل إل” أن التحول في التركيبة السكانية للمنطقة قد خلق مناخاً استثمارياً مواتياً. وبينما يدفع الشباب المهتمون بالصحة والمتمرسون في استخدام التكنولوجيا الطلب على الرعاية الوقائية وخدمات العافية وحلول الصحة الرقمية، فإن النمو السريع في التركيبة السكانية المتقدمة في السن يعزز الطلب على خدمات طب الشيخوخة المتخصصة والحلول الشاملة لإدارة الأمراض المزمنة.

كما تشكل برامج التحول الوطني، مثل رؤية السعودية 2030 واستراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات 2023-2026، محفزات قوية، حيث تعمل بنشاط على ضخ رأس المال المباشر وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وساهمت موجة الرقمنة التي تجتاح منظومة الرعاية الصحية في تسريع عقد الشراكات الاستراتيجية مع شركات التكنولوجيا العالمية الرائدة، مما عزز الاستثمارات في ابتكارات التكنولوجيا الصحية، مثل التطبيب عن بُعد والتشخيصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما تعمل البنية التحتية الرقمية المتقدمة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تحسين وصول المرضى إلى الخدمات الصحية وكفاءة استخدامها، حيث تُسهم مبادرات مثل منصة “رعايتي” في الإمارات وأنظمة السجلات الصحية الإلكترونية الموحدة في السعودية في إحداث تحول هيكلي في كيفية تصميم خدمات الرعاية الصحية وتقديمها والوصول إليها، مما يوفر أساساً متيناً للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

ويشكل التحول النموذجي نحو نماذج الرعاية التي تركز على المريض محرك نمو آخر، حيث يؤدي إلى زيادة الإنفاق على منصات تفاعل المرضى والمرافق المتميزة وتقنيات التشخيص المتقدمة التي تعزز تجارب المرضى الشاملة.

وكشف تقرير “جيه إل إل” أيضاً عن تطور توظيف رأس المال في مختلف القطاعات الفرعية للرعاية الصحية. ففي الفترة بين عامي 2021 و2025، برز التمويل في المراحل المبكرة وعمليات الدمج والاستحواذ كأبرز أنواع الصفقات في دول مجلس التعاون الخليجي.

وركزت الاستثمارات في المراحل المبكرة على التكنولوجيا الصحية وخدمات العيادات الخارجية في قطاعات العافية والصحة النفسية والتجميل والعناية بالبشرة والرعاية المنزلية، بينما يشير ارتفاع نشاط عمليات الدمج والاستحواذ (28%) في القطاعات الفرعية للمستشفيات والعيادات إلى استمرار عمليات التوسع والاندماج في هذا القطاع.

ويُظهر مشهد الاكتتابات العامة الأولية نضجاً ملحوظاً، حيث استقر بعد ارتفاع حاد في الفترة من 2021-2022. ويعكس هذا اهتماماً قوياً من جانب المستثمرين، حيث تقود شركات الرعاية الصحية والموردون الطبيون وشركات الأدوية نشاط السوق. ويتوقع محللو السوق المزيد من الاكتتابات العامة الأولية قريباً نظراً للمخاوف الاقتصادية الوشيكة، مثل الرسوم الجمركية الأمريكية وتوقعات انخفاض أسعار النفط في عام 2026.

وحدد تقرير “جيه إل إل” عدة اتجاهات رئيسية من شأنها تعزيز مشهد الاستثمار في الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي على المدى القريب، حيث ستواصل الاستثمارات التي تستهدف حلول الصحة الرقمية ومنصات التطبيب عن بُعد نموها، مع توقع جولات تمويلية أكبر للشركات الرائدة في هذا المجال. وسيشهد قطاع التكنولوجيا الصحية مزيداً من النضج، بما يؤدي إلى زيادة نشاط عمليات الدمج والاستحواذ، حيث ستستحوذ الشركات الكبرى على شركات ناشئة ناجحة لدمج حلول مبتكرة في عروضها الحالية للرعاية الصحية.

ويُتوقع أيضاً نمو قطاع الرعاية المتخصصة من خلال استثمارات كبيرة في مجالات مثل الأورام، والخصوبة، والصحة النفسية، والرعاية التأهيلية. وفي ظل تطبيق الهيئات التنظيمية في دول مجلس التعاون الخليجي – بما في ذلك وزارة الصحة ومجلس الضمان الصحي في المملكة العربية السعودية، إلى جانب دائرة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة بدبي – لبروتوكولات رعاية ومسارات علاجية موحدة للمرضى، تُتيح هذه الأطر فرصاً استثمارية منظمة في جميع قطاعات الرعاية الصحية.

وتوقع التقرير تعزيز التحول المدروس نحو التكنولوجيا الحيوية المحلية وتصنيع الأدوية، مما يعكس إمكانات هذه الصناعة للنمو على المدى الطويل، وتماشيها مع الأهداف الوطنية لتعزيز الاعتماد على الذات في مجال الرعاية الصحية. ويمثل التوسع في شبكات المستشفيات والعيادات التخصصية اتجاهاً استثمارياً آخر، حيث تلبي مراكز التميز الطلب على رعاية صحية عالية الجودة وسهلة الوصول.

وأشار تقرير “جيه إل إل” إلى أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية من شأنه أن يُسرع من تبني الرعاية القائمة على القيمة، مما يحفز الاستثمارات الاستراتيجية في التقنيات والخدمات التي تُحقق تحسينات صحية قابلة للقياس مع ضبط التكاليف. وستكون نماذج الدفع التي تربط النتائج السريرية بالتعويضات مباشرةً أمراً مهماً لتحقيق نمو مستدام ومرن في السوق.

وتوقع التقرير أيضاً تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، مع زيادة رأس المال الموجه نحو الحلول التي تُحسّن التشخيص، والعلاج، وتُعزز الكفاءة التشغيلية. كما يتم توجيه زخم الاستثمار بشكل متزايد نحو أطر الرعاية الصحية الوقائية وحلول الطب الشخصي، بما في ذلك الاختبارات الجينية، والبرامج السريرية التي تركز على طول العمر، وتقنيات مراقبة الصحة، ومنصات التدريب الصحي الذكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى