جولة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي في الرياض تكشف عن دور التكنولوجيا في تعزيز النمو الاقتصادي بالمملكة
استعرض الحدث الهام تطورات الذكاء الاصطناعي وإمكاناته الثورية في مختلف القطاعات والصناعات بالمملكة.
استضافت العاصمة السعودية الرياض، «جولة مايكروسوفت العالمية للذكاء الاصطناعي»، التي سلطت الضوء على التطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة في مجال تبني تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بمختلف القطاعات، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030.
وشهد الحدث مشاركة واسعة من مطوري البرمجيات والمبتكرين وقادة الأعمال، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين في مايكروسوفت، من بينهم «تشارلز لامانا»، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون أعمال كوبايلوت لدى مايكروسوفت، و«جيسيكا هوك»، نائبة الرئيس التنفيذي، لشؤون البيانات والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية، وتسويق المنتجات لدى مايكروسوفت، و«فاسو جاكال»، نائبة الرئيس التنفيذي، لشؤون الأمن السيبراني في مايكروسوفت.
وأشاد «تشارلز لامانا»، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون أعمال كوبايلوت لدى مايكروسوفت، خلال لقائه مع قيادات الأعمال والجهات الحكومية، بالتسارع الملحوظ في مسيرة التحول الرقمي بالمملكة، حيث شهدت المؤسسات خلال الأشهر الماضية تقدماً لافتاً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتطورة من مايكروسوفت. وأوضح أن هذه التقنيات أسهمت في تطوير تطبيقات ذكية تعزز كفاءة العمليات التشغيلية، وتحسن عملية اتخاذ القرار، وتدعم النمو المستدام. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل عنصراً محورياً في العديد من القطاعات، بدءاً من أتمتة العمليات في قطاع التصنيع، وتحسين سلاسل الإمداد في قطاع التجزئة، وصولاً إلى تعزيز تجربة العملاء في القطاع المصرفي، مما يعكس الأثر الإيجابي المتزايد لهذه التقنيات في مختلف المجالات.
وأكد «لامانا» أن المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص في المملكة تحقق تقدماً استثنائياً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ما يسهم في تطوير الصناعات، وتعزيز الإنتاجية، وخلق فرص اقتصادية جديدة. وأوضح، على هامش الحدث، أن التزام السعودية باعتماد الحوسبة السحابية كركيزة أساسية لتحولها الرقمي يمهد الطريق لإنجازات نوعية، وأَعْرَبَ عن سعادته برؤية التطور الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية.
ويعد إنشاء منطقة مراكز البيانات الجديدة لمايكروسوفت في المملكة العربية السعودية أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا التقدم السريع، حيث يمثل هذا المشروع محطة بارزة في مسيرة التحول الرقمي للمملكة. وستوفر منطقة مراكز البيانات المتطورة هذه أداءً عالي المستوى وموثوقية مؤسسية، مع الالتزام بأعلى معايير خصوصية البيانات وأمنها واستضافتها داخل المملكة. ومع اكتمال إنشاء البنية التحتية للمناطق الثلاث لتوافر خدماتAzure ، والمتوقع أن تدخل حيز التشغيل بحلول عام 2026، تؤكد هذه الخطوة التزام مايكروسوفت بدعم الابتكار وتعزيز المرونة والنمو في المملكة.
وبهذا الصدد، قال «تركي باضريس»، رئيس مايكروسوفت العربية: “تؤكد مايكروسوفت التزامها بتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في السعودية، ففي ظل اعتماد المؤسسات في المملكة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى وتعزيز الابتكار، نحن مستمرون في توفير أحدث الحلول التكنولوجية والخبرات العالمية لدعم مسيرة التحول الرقمي والتنمية السعودية. ومن خلال بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، نمكّن الشركات والجهات الحكومية والمطورين من استثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي على النحو الأمثل، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.”
خلال جلسة حوارية مع «لامانا»، أشاد معالي نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس «هيثم العوهلي»، بالجهود التعاونية بين الجانبين في دفع مسيرة التحول بالذكاء الاصطناعي في المملكة. وقال معاليه: “تقود المملكة العربية السعودية ثورة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تبرز قوة الشراكات والابتكار في تحقيق نمو مستدام وتعزيز التقدم المجتمعي. وتعد شراكة مايكروسوفت مع المؤسسات السعودية حجر الأساس في رحلتنا لترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي رائد في مجالات التقنية والابتكار”.
كما التقى «لامانا» بقادة كبار من أبرز المنظمات في القطاعات الرئيسية بالمملكة العربية السعودية، والتي تمكنت من تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تأثير ملموس على أعمالها: –
• نجحت «مجموعة العبيكان للاستثمار»، الرائدة في مجال التحول الرقمي، في تسخير تقنيات «Azure OpenAI» وإنترنت الأشياء لتحويل عملياتها التصنيعية. ومن خلال تطبيق منصة المصنع الذكي في 22 منشأة تصنيعية، تمكنت العبيكان من تحقيق زيادة كفاءة المعدات التشغيلية بنسبة 30%، ورفع إنتاجية العمالة بمقدار 1.5 ضعف، وتقليص التكاليف بنسبة 30%، إلى جانب تقليل كبير في المخلفات الصناعية واستهلاك الطاقة. كما استطاعت الشركة تقليل فترات التوقف عن العمل في منشآتها. وتعكس هذه التطورات قوة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة والتميز التشغيلي.
• عقدت مجموعة الاتصالات السعودية «STC»، الرائدة في قطاع الاتصالات بالمملكة، شراكة مع مايكروسوفت لتطوير منصة «STC AI Marketplace»، وهي مجموعة متكاملة من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالاعتماد على خدمات «Azure OpenAI». وتهدف هذه التطبيقات إلى الارتقاء بتجربة العملاء، وتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية، وخفض التكاليف. فعلى سبيل المثال، تمكن هذه الحلول الذكية فرق المبيعات من تحسين تفاعلهم مع العملاء عبر تزويدهم بالمعلومات الدقيقة والفورية، ما يسهم في زيادة المبيعات وتقليل مدة المكالمات.
• قامت شركة «جيمت»، وهي شركة ناشئة سعودية مبتكرة، بتوظيف تقنية «Azure OpenAI» لتطوير ألعاب مدعومة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز المهارات الإدراكية لدى الأطفال، مثل التركيز، والذاكرة، والتفكير المنطقي، والإدراك السمعي والبصري، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية. تم تصميم هذه الألعاب بشكل علمي لمساعدة جميع طلاب المدارس، بما في ذلك الطلاب الذين يواجهون تحديات في التعلم. كما تستفيد منصة «جيمت» من خدمات «Microsoft Azure» لتطوير منصات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، توفر تجارب تعلم مخصصة للطلاب، وملاحظات تحليلية فورية حول تقدمهم، وأهداف تدريبية فردية. وتجدر الإشارة إلى أن منصة جيمت أول شركة ناشئة سعودية تصل إلى المتجر الإلكتروني للبرمجيات «Azure Marketplace»، مما يعكس مكانتها الرائدة في مجال الابتكار التقني.
• اعتمدت شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، أكبر شركة تعدين في الشرق الأوسط، تقنية «Microsoft 365 Copilot» لمساعدة موظفيها على تقليل الوقت المستغرق في المهام الإدارية، والتركيز بدلاً من ذلك على المهام الاستراتيجية الميدانية. وخلال فترة ستة أشهر، تمكن الموظفون من تعزيز إنتاجيتهم بشكل ملحوظ، حيث وفروا حوالي 27 دقيقة يوميًا كانت تُهدر في اجتماعات غير ضرورية، و14 دقيقة في البحث عن الوثائق وتلخيصها، و18 دقيقة في إنشاء محتوى عالي الجودة. وقد نجح الموظفون بفضل هذه التقنية في توفير أكثر من 2,000 ساعة عمل شهريًا. بالإضافة إلى ذلك، وبالاعتماد على تقنيات التعلم الآلي من «Azure» وإنترنت الأشياء، تمكنت معادن من تقليل استهلاكها للطاقة بنسبة 20%.
• أبرمت «الدرعية»، مهد الدولة السعودية الأولى وموطن موقع الطريف المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، شراكة مع مايكروسوفت لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية بارزة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 وطموحاتها لتعزيز القطاع السياحي. ومن خلال منصة «Copilot Studio»، طورت الدرعية أداة مبتكرة تحمل اسم «CXQA AI Assistant»، وهي مساعد ذكاء اصطناعي يُمكّن الموظفين من تحسين تجربة الزوار من خلال تحليل بيانات الزيارات لاستخلاص رؤى مهمة، وتقديم عروض مخصصة تلبي احتياجات السياح، وإدارة المواقف الميدانية ذات الضغط العالي بمرونة وسلاسة، ومن خلال تبني نهج رقمي متكامل، ترسخ الدرعية مكانتها كمطور رائد في المملكة، مع التركيز على تحقيق التميز التشغيلي.
تعكس جولة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي في الرياض، التي حظيت برعاية «STC» بصفتها الراعي الرئيسي، التزام الشركة العريق بدعم مسيرة التحول الرقمي في السعودية، حيث تمتد شراكتها مع المملكة لأكثر من 25 عاماً. ويبرز الحدث الإمكانات الواسعة للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القطاعات، وتمكين الكفاءات، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، إلى جانب ترسيخ مرحلة جديدة من الابتكار والتعاون التكنولوجي في المملكة.