ثلاث إجراءات حاسمة للتصدي لمرض الكلى المزمن وتدارك الإهمال
بيلين إنجيسو، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط استرازينيكا
يُعَدُّ مرض الكلى المزمن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يكون من بين الأسباب الخمسة الأولى للوفاة بحلول عام 2040.
ومن المؤسف حقاً أن قلة من الناس على دراية بهذا المرض الصامت، حيث يمكن أن يفقد المرضى ما يصل إلى 90٪ من وظائف الكلى قبل ظهور أي أعراض.
ويُمكن لمرض الكلى المزمن، الذي تم تشخيصه بشكل متأخر أو تُرِك دون علاج، أن يتطور ويتحول إلى فشل كلوي، ويحدث تغييراً هائلاً في حياة المرضى؛ حيث يتوجب عليهم حينها إجراء غسيل للكلى أو إجراء عملية لزرع الكلى.
وعلى الرغم من العبء العالمي الهائل الذي يفرضه مرض الكلى المزمن على المرضى والأنظمة الصحية، إلا أنه نادراً ما يُعطي صانعو القرار الأولوية لهذا المرض، وقليل من البلدان لديها إستراتيجية وطنية لتحسين الرعاية المقدمة لمرض الكلى المزمن؛ وتقل نسبة الدول المهتمة بالتصدي لهذا المرض عن 20٪ في منطقة الشرق الأوسط
وفي منطقة الشرق الأوسط، لا يزال عبء مرض الكلى المزمن والفشل الكلوي المرتبط به مرتفعاً، ويتزايد ويؤثر حالياً في 5 من السكان.
وجدت أسترازينيكا أنه من الواجب وضع هذا المرض الصامت على رأس جدول أعمالها في هذه المنصة العالمية الفريدة؛ انطلاقاً من كونها شركة استثمرت في إنقاذ الأرواح من أمراض الكلى، وفي البحث عن العلاجات المستقبلية لأمراض الكلى المزمنة.
وتشكل القمة في ذات الوقت نقطة التقاء لمناقشة الإستراتيجية لمواجهة الأعباء التي يفرضها مرض الكلى المزمن في الشرق الأوسط، حيث تجتمع وفود من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان والأردن والعراق لاستكشاف الحلول الإقليمية.
سنناقش تلك الحلول مع الخبراء في إكسبو، ونعتقد أن هناك ثلاثة إجراءات حاسمة يمكننا اتخاذها بصفتنا مجتمع عالمي معني بمعالجة أعباء أمراض الكلى المزمن وإحراز تغيير حقيقي في حياة المرضى.
أولاً؛ وربما هي النقطة الأهم نظراً للطبيعة الصامتة للمرض، نحتاج إلى العثور على مرضى مصابين. وهذا يعني تحسين آلية جمع البيانات، والمراقبة، ووضع الفحوصات المناسبة للكشف عن المرض في وقت أبكر.
وفي حين تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة واحداً من أقدم السجلات المخصصة للكلى في العالم، والذي تم تأسيسه في عام 1980، [3] نجد أن عُمان هي الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك سجلاً مخصصاً لأمراض الكلى المزمنة؛ وهذا يترك فجوة في البيانات الإقليمية الدقيقة التي توضح التأثير الاجتماعي والاقتصادي والبيئي الحقيقي للمرض.[4]
ثانياً؛ عندما نجد مرضى مصابين بمرض الكلى المزمن، فإننا نحتاج إلى ضمان الوصول المبكر والعادل إلى العلاج. نحن نعلم أنه عندما يتم علاج المرضى في وقت مبكر، فإن نوعية حياتهم تتحسن بشكل كبير، ويمكن تجنب التكاليف المرتبطة بالفشل الكلوي في المرحلة النهائية؛
بما في ذلك غسيل الكلى. ويمكن أن تساعد مثل هذه الإجراءات أيضاً في تقليل معدلات الوفيات المرتبطة بمرض الكلى المزمن، والتي تعد الأعلى في الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين ضمن منطقة الشرق الأوسط. [5]
أخيراً؛ نحتاج إلى تحويل الآراء والرؤى حول أمراض الكلى المزمنة إلى شراكات ملموسة بين أصحاب المصلحة عبر مسار المرض.
يتم القيام بتطوير منصة تشخيصية باستخدام تقنية Renalytix AI، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص أمراض الكلى، وإدارة الرعاية السريرية، وتثقيف ونشر الوعي للطواقم الطبية والمرضى، وتصنيف المرضى لتقصي نتائج التجارب السريرية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد حملتنا العالمية “تحت وطأة الضغط” The Pressure is On الأطباء على اختبار وظائف الكلى أثناء الفحوصات الروتينية، وقد شهدت فحص 10 ملايين مريض للكشف عن مرض الكلى المزمن على مستوى العالم في عام 2021.
وبالإضافة إلى أحدث الأبحاث العلمية وهذه الشراكات المبتكرة، هناك الكثير من الجهود التي تبذل بالفعل للمساعدة في تغيير مستوى الرعاية المقدمة للمرضى المصابين بأمراض الكلى المزمنة، ولكن لمعالجة هذه الأزمة الصامتة بشكل فعال، لا بد من العثور على المرضى، وهي نقطة الانطلاق الأساسية لتحقيق ذلك.