تناقضات حول الخصوصية الرقمية: 45% من المستخدمين يغطون كاميرات الويب، و44% منهم يعتمدون على وضع التصفح الخفي
كشفت دراسة جديدة أجرتها كاسبرسكي بعنوان «الحماس، والخرافة، والانعدام الكبير للأمان – كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي» عن آراء مثيرة للجدل بين المستخدمين فيما يتعلق بحماية معلوماتهم الشخصية. فعلى سبيل المثال، يعتبر 45% من المشاركين في السعودية أن تغطية كاميرا الويب على أجهزتهم الرقمية هو تصرف يحافظ على الخصوصية. وفي الوقت عينه، يثق 44% منهم بأوضاع التصفح الخفي لحماية أنشطتهم عبر الإنترنت.
وتعكس هذه الأرقام التحدي المستمر في تمييز المستخدمين بين ما هو آمن وما هو خاص.
برغم عقود استخدام الأجهزة الرقمية والاعتراف بالأمن السيبراني باعتباره مسألة حقيقية وجوهرية، لا يزال من الصعوبة بمكان التمييز بين ما هو آمن وما هو غير ذلك. حيث أظهر أحدث استطلاع أجرته كاسبرسكي أن المستخدمين قد يكونون متناقضين في عاداتهم الرقمية ومواقفهم تجاه الخصوصية الرقمية.
أقرأ أيضا.. كاسبرسكي تنال لقب الريادة من Quadrant Knowledge Solutions للسنة الثانية على التوالي
من الناحية الأولى، يعتقد 45% في السعودية أن تغطية كاميرا الويب على أجهزتهم هي إجراء فعال وكافٍ لحماية خصوصيتهم، لكن الواقع ليس كذلك؛ إذ يمنع ذلك المراقبة البصرية مؤقتاً فقط، ولكنه لا يفعل شيئاً حيال الميكروفون المدمج مع كاميرا الويب، ولا يمكنه منع اعتراض الصور عند تشغيل المستخدمين لكاميراتهم بأنفسهم.
ومن ناحية أخرى، يلهو أكثر من 47% من المشاركين في السعودية بألعاب صغيرة عبر الإنترنت، وينخرطون في اختبارات بغرض المتعة، فيرسلون بياناتهم الشخصية إلى مصادر غير موثوقة بغية الوصول إلى تلك الألعاب، وينشرون نتائجهم على وسائل التواصل الاجتماعي، موقعين أصدقاءهم في دوامة مشاركة البيانات دون مبالاة.
بشكل ملحوظ، يشعر 47% من المستخدمين تقريباً بالقلق من أن المساعِدات الصوتية قد تكون في وضعية استماع وجمع مستمر للمعلومات الشخصية.
وردّاً على ذلك، لجأ 24% من المشاركين في السعودية إلى تحويل أجهزتهم إلى وضع الطيران أثناء المحادثات الخاصة المهمة.
في نفس الوقت، يعتقد 44% من المستخدمين في السعودية، مخطئين، أن تفعيل وضع التصفح الخفي يجعل منهم غير مرئيين أبداً عبر الإنترنت، لكنه فعليّاً لا يضمن مطلق الخصوصية. ففي هذا الوضع، لا يقوم المتصفح بحفظ سجل زيارة مواقع الويب، وملفات تعريف الارتباط، وسجل التنزيل، وبيانات الترخيص، ولا يعادل هذا الإجراء الإخفاء الكامل للهوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة مفاجئة تبلغ 29% في السعودية على استعداد للنقر على الروابط غير المألوفة في برامج المراسلة، مما قد يعرض أمنهم للخطر.
تقول محللة محتوى الويب لدى كاسبرسكي، آنا لاركينا: «تؤكد أبحاثنا على أهمية اتباع نهج مستنير فيما يتعلق بالأمن السيبراني والخصوصية الرقمية.
ولضمان السلامة والحماية، من الضروري تبني عقلية نقدية، والاعتماد على المصادر والحقائق التي تم التثبّت منها فقط.
ويستلزم ذلك تجاهل الأساليب والأوهام غير المثبتة. وعلاوة على ذلك، فإن اعتماد حل أمني شامل يوفر حماية قوية في وجه مجموعة متنوعة من التهديدات والأخطار هو أمر قد لا يقدر بثمن.»
للحماية من مختلف التهديدات الإلكترونية، يوصي خبراء كاسبرسكي باتباع النصائح التالية:
- انتبه لإعدادات الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى المنصات المنتشرة.
- استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لجميع حساباتك (12 محرفاً على الأقل، مع أحرف بحالات متعددة، وأرقام، ومحارف خاصة)، وقم بتخزينها في أدوات إدارة كلمات المرور.
- قم بإعداد المصادقة الثنائية في الخدمات التي تتيح هذا.
- قم بتنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية حصراً، وتحقق من البرامج المثبتة على الجهاز دورياً.
- لا تتبع الروابط المشبوهة في البريد الإلكتروني، أو برامج المراسلة الفورية، أو شبكات التواصل الاجتماعي (حتى وإن كانت مرسلة من قبل أصدقاء).
- تحقق بعناية من اسم الموقع في شريط العناوين قبل إدخال بياناتك الشخصية أو بيانات الدفع خاصتك عليه.
- لا تصدق الأوهام، وعزز معرفتك الرقمية باستمرار. ولتجنب القلق بشأن سلامة بياناتك، قم بتثبيت حل أمان موثوق به على جميع أدواتك، بما في ذلك الأجهزة المحمولة.
يتوفر تقرير كاسبرسكي الكامل بعنوان «الحماس، والخرافة، والانعدام الكبير للأمان – كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي» عبر هذا الرابط.
حول الاستطلاع
في يونيو 2024، قامت شركة كاسبرسكي بتكليف شركة Arlington Research بإجراء استطلاع رأي عبر الإنترنت يشمل 10 آلاف مشارك لاستكشاف وجهات نظر المشاركين تجاه الخرافات الرقمية الحالية، ودور الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان، ومسألة الخلود الرقمي.
وقد شملت العينة ألف مشارك من كلٍّ من المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، و500 مشارك من إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، والبرازيل، والمكسيك، وروسيا، وكازاخستان، والهند، والصين، وإندونيسيا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجنوب أفريقيا.