تقرير تقني: استهلاك الإنترنت خلال موسم الحج يعادل ضعف متوسط الاستهلاك العالمي
أكد تقرير تقني حديث، أن شركات الاتصالات الرئيسية الثلاث في المملكة العربية السعودية (stc، موبايلي، زين)، حافظت على أداء شبكاتها خلال موسم حج 1445هـ، وذلك على الرغم من الزيادة الهائلة في الطلب على خدمات الاتصالات، وحركة البيانات، وازدحام الشبكات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع توافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح التقرير، أن شبكات الاتصالات السعودية حققت معدلات نجاح استثنائية في المكالمات الصوتية، حيث تم إجراء 44.8 مليون مكالمة صوتية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال عيد الأضحى فقط، بنسبة نجاح إجمالية تجاوزت 99%، كما ارتفع استهلاك الإنترنت خلال موسم الحج إلى مستويات قياسية بلغت 5.79 بيتابايت، أي ما يعادل ضعف متوسط الاستهلاك العالمي للفرد البالغ 380 ميغابايت.
أقرأ أيضا.. تقرير تقني: السعودية تتصدر الدول التي يزيد فيها نشاط مستخدمي الإنترنت قبل الفجر في رمضان
استعدادات مبكرة
وعزز التقرير الذي أصدرته شركة أوبن سيجنال (Opensignal) -المزود العالمي الرائد لبيانات وأداء سوق الاتصالات-، هذا النجاح إلى الاستعدادات المبكرة التي قامت بها هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية قبل موسم الحج، حيث خصصت أكثر من 6200 برج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة،
بما في ذلك أكثر من 4000 برج يدعم تقنية الجيل الخامس (5G)، بزيادة قدرها 37% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يواكب خطط المملكة لتحسين البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس في البلاد، وتحقيق رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وزيادة المشاركة العالمية وتحقيق التحول الرقمي، وضمان اقتصاد رقمي مستدام.
وأوضح التقرير، أنه على الرغم من انخفاض أداء الشبكات بشكل طفيف في مكة المكرمة قبل موسم الحج، إلا أن جميع مشغلي الاتصالات الثلاثة أظهروا تعافيًا سريعًا وأداءً قويًا خلال موسم الحج، وتميزت شبكتا stc وزين بشكل خاص بزيادة ملحوظة في سرعات التنزيل، مما يظهر استعدادات المشغلين لاستقبال تدفق الحجاج والدعم القوي من هيئة تنظيم الاتصالات السعودية (CST).
الجودة المتسقة
ويقدم التقرير تحليلًا شاملًا لتجربة شبكة الهاتف المحمول في السعودية خلال موسم حج 1445هـ، الذي امتد من 14 إلى 19 يونيو 2024، مع التركيز على مقياس “الجودة المتسقة”، الذي يشير إلى عدد المرات التي كانت فيها تجربة المستخدمين على الشبكة كافية لتلبية متطلبات التطبيقات الشائعة، مثل مشاهدة الفيديو عالي الدقة، ومكالمات الفيديو، والألعاب.
وتُركز قياسات “الجودة المتسقة” على جوانب أساسية مثل سرعة التنزيل، وسرعة التحميل، ووقت الاستجابة، والاهتزاز، وفقدان الحزمة، ووقت الوصول إلى أول بايت، ونسبة المحاولات الفاشلة بسبب مشكلة في الاتصال، مما يوفّر صورة أكثر دقة للأداء الفعلي للمستخدمين خلال موسم الحج.
مقياس ECQ
وبهدف تقييم تجربة المستخدم بشكل أفضل، استخدمت أوبن سيجنال معيار “الجودة الممتازة المتسقة” (ECQ)، وهو مقياس أكثر فعالية مقارنة بقياس سرعات التنزيل فقط، حيث تنخفض فائدة السرعات العالية بعد الوصول إلى نقطة معينة، بينما تبقى جودة الاتصال شاملة ومؤثرة على تجربة المستخدم.
ووفقًا للتقرير، فقد أظهر توزيع قيم “الجودة الممتازة المتسقة”، على مربعات شبكية بمساحة كيلومترين مربعين قبل وأثناء موسم الحج، أن جودة الاتصال في وسط مكة المكرمة على الرغم من تعرضها للازدحام الشديد، امتدت لتشمل المناطق المحيطة مثل منى وجبل عرفات والمسجد الحرام، ويعود ذلك إلى تركز الحجاج بأعداد كبيرة في هذه المناطق خلال أداء مناسك الحج.
جودة الاتصال
وعلى الرغم من التحديات التي فرضها التدفق الهائل للحجاج، حافظت شبكات الاتصالات على مرونتها، حيث أشارت نتائج قياس “الجودة الممتازة المتسقة” (ECQ)، إلى تحسن درجات جودة الاتصال خلال موسم الحج، حيث استقر معدل الجودة الممتازة المتسقة لشركة الاتصالات السعودية stc، بينما عاد أداء كل من موبايلي وزين إلى مستوياته في بداية الشهر.
كما انخفض المتوسط المتحرك لمدة أربعة أيام لشركة زين إلى ما يقرب من 50%، فيما بقيت شركة stc أعلى من 55%، وظلت موبايلي أعلى من 57%، ويُعزى هذا الأداء المتميز إلى الجهود المبذولة من قبل المشغلين السعوديين في تحسين البنية التحتية للشبكات وتطويرها، بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات.
سرعة التنزيل
وفيما يتعلق بمتوسط سرعات التنزيل، نوّه التقرير إلى تحسن ملحوظ على شبكات المشغلين الثلاثة، حيث ارتفعت سرعات التنزيل على شبكتي stc بمقدار الثلث، وعلى شبكة زين بمقدار الخمس، بينما ظلت سرعة شبكة موبايلي ثابتة تقريبًا،
وإلى جانب ذلك شهدت جميع الشبكات الثلاث انخفاضًا في وقت انقطاع الإشارة، مما يعني تحسينًا في تجربة المستخدم من حيث قضاء وقت أقل في عدم القدرة على الاتصال.