أخبار عامة

تعميق الثقة الاستراتيجية بين الصين والسعودية وتعزيز الارتقاء الشامل للتعاون في كل المجالات

باي يوي إعلامي صيني

في الفترة من 12 إلى 16 ديسمبر، قام وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، بزيارة  كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية.

خلال الزيارة، عقد وانغ يي مباحثات مع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما ترأس بالاشتراك مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الاجتماع الخامس للجنة الفرعية السياسية للجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى، كما التقى في العاصمة السعودية الرياض بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية  جاسم محمد البديوي. وتأتي زيارة وزير الخارجية الصيني إلى السعودية امتدادا للتعاون الاقتصادي، وفي الوقت ذاته خطوة مهمة لتعزيز الثقة السياسية وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتُعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها من أهم موردي النفط الخام إلى الصين. وفي عام 2016، أقام البلدان شراكة استراتيجية شاملة، وفي عام 2022 قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى السعودية، ما أسهم في الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية-السعودية إلى مستوى جديد.

وخلال السنوات الأخيرة، تطورت مجالات التعاون بين الصين والسعودية وشهدت توسعا متواصلا. إذ تتسم مبادرة «الحزام والطريق» بتوافق عالٍ مع «رؤية السعودية 2030». وإلى جانب مجالات التعاون التقليدية مثل الطاقة والاستثمار، يعمل الجانبان على توسيع التعاون في مجالات الطاقة الجديدة، والتحول الأخضر، والثقافة والسياحة. وقد أصبحت مشروعات مثل محطة الشعيبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروعات المرافق العامة في منطقة البحر الأحمر، التي تشارك الشركات الصينية في تنفيذها، جزءا مهما من جهود السعودية لتحسين هيكل الطاقة، ودفع التحول في قطاع الطاقة، والسعي إلى تحقيق أهداف الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

وخلال اجتماع اللجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى، أكد وانغ يي أن الجانب الصيني ينظر على الدوام إلى المملكة العربية السعودية بوصفها أولوية في دبلوماسية الصين تجاه الشرق الأوسط، وشريكا مهما في الدبلوماسية العالمية . وأعرب عن استعداد الصين للعمل مع الجانب السعودي على تنفيذ التوافقات المهمة التي توصل إليها قائدا البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية إلى الارتقاء المستمر نحو مستويات أعلى.

علاوة على ذلك، وخلال لقاءاته مع القيادات السعودية ومباحثاته مع جاسم محمد البديوي، أعربت جميع الأطراف عن رغبتها في تسريع وتيرة المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. وأشار وانغ يي إلى أن مفاوضات الاتفاقية استمرت لأكثر من 20 عامًا، وأن الظروف باتت مواتية أساسيا ، وقد حان الوقت لاتخاذ القرار. وفي ظل تصاعد الحمائية وانتشار الأحادية وتعرض التجارة الحرة لضغوط، فإن توصل الصين ودول مجلس التعاون إلى اتفاقية تجارة حرة سيبعث برسالة قوية إلى العالم مفادها الدفاع عن التعددية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الصيني في وقت تتصاعد فيه المناقشات حول «ترتيبات ما بعد الحرب» في غزة، في ظل استمرار التوتر الشديد في الأوضاع الفلسطينية-الإسرائيلية، ما جعل القضايا الجيوسياسية محورًا أساسيًا في المباحثات مع الجانب السعودي. وخلال الزيارة، شدد الجانبان على دعمهما لمبدأ «حل الدولتين»، ولالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، وبذل الجهود من أجل الدفع نحو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمة لها.

وخلال الزيارة، أشار وانغ يي إلى أن الصين والسعودية شريكان مهمان في التعاون الاقتصادي والتجاري. وأكد أن الصين ستواصل خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة توسيع انفتاحها على الخارج على نحو أوسع، الأمر الذي سيوفر فرصا جديدة للتعاون الصيني-السعودي. وشدد على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة والاستثمار، إلى جانب توسيع التعاون في المجالات الناشئة كـالطاقة الجديدة والتحول الأخضر، والعمل على تحقيق المزيد من النتائج الملموسة والقابلة للتجسيد. وأعرب الجانب الصيني عن ترحيبه بقيام الشركات السعودية بزيادة استثماراتها في الصين، ودعمه للشركات الصينية للاستثمار وممارسة الأعمال في السعودية، معربًا عن أمله في أن يواصل الجانب السعودي توفير بيئة أعمال مواتية للشركات الصينية. كما دعا الجانبان إلى تكثيف التبادل والتعاون في مجالات الثقافة والسياحة وغيرها، وتسهيل تنقل الأفراد بشكل أكبر، بما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتعميق أواصر الأخوّة بين الشعبين الصيني والسعودي.

وأكد وانغ يي دعم الصين للدور الأكبر الذي تضطلع به السعودية في الشؤون الدولية والإقليمية، ودعمها لاستضافة السعودية معرض إكسبو الرياض 2030. كما أعرب عن استعداد الصين لتعزيز التواصل والتنسيق مع السعودية في إطار الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومجموعة بريكس وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، من أجل ممارسة التعددية الحقيقية وصون العدالة والإنصاف الدوليين.

بقلم : باي يوي إعلامي صيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى