مع دخول شهر رمضان المبارك، تُقدم المصممات والمحلات التجارية والبراندات السعودية مجموعاتها لأزياء رمضان، والتي تحاول من خلالها إضافة لمسات من التراث والثقافة السعودية، لتكون أكثر شعبية بين أوساط السيدات والفتيات.
ويعتبر قماش “شالكي” ونقوشاته وألوانه المميزة من العلامات المميزة التي تميز أزياء وإكسسوارات وديكورات رمضان، حيث يزيد الإقبال على هذا النوع من الأقمشة بشكل كبير، فنراها بوضوح على العبايات والملابس والتوزيعات والهدايا المخصصة بهذا الشهر.
ونجد نقوشات قماش الـ”شالكي” متواجدة بكثرة هذه الأيام في الأسواق الشعبية بمختلف الألوان لتوحد بذلك أسلوب الأزياء الرمضانية وتغمرها بالطابع المرح المليء بالألوان والبهجة والحياة.
قماش “السدو”
اتجهت العلامات التجارية السعودية والمصممون والمصممات لإبراز هوية وطنهم من خلال أزيائهم، ولعل نقوشات “السدو” النجدي واحدة من أهم اللمسات التي تمت إضافتها للأزياء والعبايات وحتى الإكسسوارات، ويعتبر نسيج “السدو” التقليدي الشهير في منطقة نجد، مستوحى من الخيام في البادية التي يتم حياكتها من وبر الجمال وصوف الغنم، ويتميز بأشكاله الهندسية المميزة التي تظهر فيها المثلثات والخطوط الطولية والعرضية، التي يتم فيها الاعتماد بشكل أساسي على اللون الأسود، والأبيض، والأحمر.
يتم غزل هذا النسيج عن طريق آلة تقليدية تسمى النول، وهي معروفة عند أهل البادية، ويجري حاليًا الاهتمام بشكل مكثف لإحياء هذه الحِرَف اليدوية التقليدية التي يتزايد الإقبال على تعلمها والتعرف عليها.
ابتكار أزياء
وبعيدًا عن الأزياء التراثية ذات الطابع التقليدي السعودي، أبدعت بعض العلامات التجارية السعودية في ابتكار أزياء دمجت نقوشات السدو مع قطع عصرية لمنحها لمسة جمالية فريدة، وخلال موسم رمضان نجد لمسات السدو واضحة في القفاطين والعبايات وحتى الحقائب والإكسسوارات، وتأتي هذه اللمسمة ملائمة جدًا مع حلول رمضان في فصل الشتاء.
فن القط العسيري
كما أحيا مصممون سعوديون تطريز الثوب العسيري، وكذلك فن القط العسيري من خلال قطع رائعة جسدت أصالة تاريخ وماضي المنطقة الجنوبية في المملكة التي اشتهر بها هذا اللون المميز، والذي تتواجد نقوشاته في الثوب المجنب زي المرأة العسيرية السعودية.
يُعد “القط العسيري” أحد الفنون التجريدية التي اشتهرت بها منطقة عسير جنوب المملكة، ويُميز هذا الفن الخطوط الهندسية وألوانها البديعة التي تجمع بين اللون الأسود، والأحمر، والأصفر، والأزرق، والأخضر، والبرتقالي.
وكان هذا الفن خاصًا بتزيين العمران والمنازل، والذي كانت تمارسه النساء الجنوبيات في السعودية بحرفية كبيرة ميزن بها الطابع العمراني في المنطقة، وتعتبر الفنانة فاطمة أبو قحص من رائدات هذا الفن في العصر الحديث حيث قامت بتزيين المزارات السياحية بحرفية بمسيرة امتدت نحو 70 عامًا.
وعلى الرغم من كون هذا الفن التراثي برز في العمران، إلا أنه أصبح يظهر اليوم في كثير من المنتجات والملابس والمنسوجات، وكباقي العناصر التي تجسد التراث السعودي اهتم المصممون والمصممات بإدخال هذه النقوشات إلى تصاميمهم لمنح قطعهم لمسة من الأصالة.
وشهدنا خلال الموسم الرمضاني استخدام العديد من العلامات لنقوشات القط العسيري في أزيائها سواءً في العبايات أو القفاطين.
