بمشاركة مصر والأردن وعدد من الدول العربية.. جامعة نزوى تحتضن الموسم الثقافي الثامن عشر إبداع وابتكار” 25 يناير..
مسقط – محمد سعد
أكملت جامعة نزوى جاهزيتها لانطلاق فعاليات ومناشط الموسم الثقافي الثامن عشر 2022 ـ 2023 “إبداع وابتكار”، الذي يقام في الفترة من 25 يناير إلى 12 مارس 2023م، بمشاركة واسعة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات المجتمعية، والمجموعة الطلابية، والمراكز والكليات التابعة للجامعة.
و تفتتح فعاليات الموسم الثقافي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، 25 يناير الجاري بقاعة المشارق، بندوة عنوانها: “توسيع تبادل التدريب والإبداع الطلابي بين الجامعات العربية”، كما سيشهد حفل الافتتاح معرضا مصاحبا عنوانه: “المعرض الدولي للفنون التشكيلية والابتكار”، الذي يجسد الكثير من الإبداعات والابتكارات الطلابية لأبناء الجامعة في شتى المعارف والفنون والابتكار والدراسات العلمية المختلفة، إلى جانب المشاركات الخارجية للجامعات المحلية والدولية.
يتضمن حفل الافتتاح فلمًا مرئيا عن مسيرة الجامعة، يسرد النجاحات التي حققتها جامعة نزوى على مستوى الكليات والمراكز، إلى جانب اوبريت لطلبة الجامعة يجسد مشاهد مختلفة لمكانة دولنا العربية وما تمثله من حضور وأهمية تاريخية وحضارية، كما سيتم تقديم فلم قصير يتناول برنامج التبادل الطلابي بين الجامعات العربية أعدته دائرة الإعلام والتسويق.
وقال الدكتور صالح بن منصور العزري، عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع رئيس اللجنة الرئيسية للموسم الثقافي: “خصصت الندوة للمجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية، التي ستتناول الكثير من الجوانب التي يقوم بها المجلس، سواء فيما يتعلق ببرامج التدريب أم بالنسبة للتبادل الطلابي، إذ ستشهد الندوة عرض 3 أوراق عمل: الأولى عرض لتجربة المجلس العربي سيتحدث فيها الأستاذ الدكتور فواز الزغول – مدير الاتحاد العربي ورئيس اللجنة التنفيذية للمجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية، وسيتناول فيها رسالة ورؤية المجلس وأهدافه منذ بدايته عام 1992م، بالإضافة إلى الجهات المنتظمة في عضوية المجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية، والبرامج والمشاريع التي تبناها المجلس على مدى سنوات عمله الماضية، وجهود المجلس في استقطاب الجامعات، والمميزات التي يحصل عليها الطلبة”.
كما تتناول الورقة الثانية تجربة جامعة نزوى في المجلس العربي، يقدمها حمد بن سليمان العزري – مساعد عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع لبرامج الإنماء الطلابي، إذ سيتطرق فيها إلى مدى استفادة الجامعة من اتحاد الجامعات العربية منذ العام 2009م وحتى 2022م، والمأمول من هذه التعاون في المرحلة القادمة خاصة فيما يتعلق ببرنامج التبادل الطلابي والمشاركة في الملتقيات والمناسبات التي ينفذها المركز.
الورقة الثالثة ستقدم عرضا عن مدى استفادة الجامعات العربية المنظمة للمجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية، ومن المقرر أن تتداخل معالي الأستاذة الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في ختام الندوة بكلمة تناقش فيها الجوانب الإيجابية لوجود الجامعات الوطنية في المجلس، ومدى الاستفادة التي يمكن أن تحققها الجامعات من هذا الحضور.
وأضاف الدكتور صالح العزري أن “المعرض الدولي للفنون التشكيلية والابتكار ينقسم إلى قسمين: الأول معرض الفنون التشكيلية الذي سيتناول معروضات فنية متنوعة لـ 150 مشاركا من طلبة الجامعة، فيما سيركز القسم الثاني للمعرض على المشاريع البحثية والابتكارية، سواء كانت من الجامعة أم من الجامعات المحلية والدولية المشاركة”.
وأشار العزري بقوله: “سيشهد الموسم الثقافي لهذه العام ما يقارب 100 فعالية تتضمن إقامة عدد من المحاضرات والملتقيات وحلقات العمل، ومعرض للخط العربي، ومهرجان للفنون التقليدية وآخر للفن المسرحي، وملتقى للبرمجيات وملتقى التصوير الضوئي والإعلام، وملتقى لرواد الأعمال، وعدد من الفعاليات الرياضية والأمسيات الشعرية والثقافية والترفيهي”.
كما يتضمن الموسم الثقافي حفل تخريج الدفعة الخامسة عشرة من خريجي حملة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم والتأهيل التربوي، وقد استعدت الكليات والمراكز والجماعات الطلابية في الجامعة لهذا الحدث السنوي المهم منذ وقت مبكر، وبدت العديد من أنشطة الإعداد والتحضير جاهزة ومكتملة، كما أكملت اللجان والفرق المشاركة جاهزيتها لتقديم برامجها ومناشطها المختلفة على مدى أيام الموسم.
وأكد على أهمية المواسم الثقافية لجامعة نزوى ليصبح أيقونة الجامعة التي تبنت هذه المشروع الثقافي الكبير منذ العام 2005م؛ أي بعد عام من انطلاقاتها، فكانت البداية بمسمى “أسبوع ثقافي” هذا الأسبوع الذي نما بتطور التجربة، والفعاليات، والمشاركات، فحرصت على احتضان الكفاءات والتجارب الطلابية في المجالات الثقافية والعلمية والبحثية والفنية والرياضية، عبر الأسابيع الثقافية التي وجدت مساحة كبيرة للطلبة والمراكز والأقسام المختلفة بالجامعة لإبراز دورها وإنتاجها ومشاريعها التي وجدت ترحيبا وقبولا من الجميع.
وأوضح أن الجامعة آمنت منذ البداية بالقدرات والمواهب التي يمتلكها أبناء عمان، ووجدت من الأهمية العمل على تبني كافة التوجهات والمشاريع الطلابية، والعمل على رعايتها عبر تأسيس مركز التميز الطلابي الذي كان حلقة وصل بين الجامعة وطلبتها، إلى جانب العمل على تنمية واحتضان الطلبة الجامعيين خاصة، الموهوبين والفاعلين في مناشط وبرامج الجامعة المختلفة.
وقال: “إن تجربة الموسم الثقافي تطورت مع مرور الأعوام، إذ باتت هناك حاجة للانتقال بالموسم من كونه أسبوعا ليصل إلى فترة قد تمتد من شهر إلى 3 أشهر كما حدث في السنوات القليلة الماضية، وهذا مرهون بمدى جاهزية الكليات والمراكز في تقديم ما هو جديد ومفيد، فقد ارتفع عدد المشاركين من الطلبة ومراكز وكليات الجامعة، كما أبدت الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعية رغبتها في في المشاركة، وتوسعت البرامج والأنشطة من كونها ثقافية وفنية وأدبية إلى اقتصادية ورياضية وبحثية، وبرامج فرضت واقعا جديدا من الفعاليات والمشاركات كانت بحاجة إلى مساحة أكبر من الوقت، ما حدا بالجامعة لتمديد الفترة بعد أربع سنوات من بداية الموسم أي في عام 2009م”.
واسترسل الدكتور صالح العزري في حديثة قائلا: “أدخلنا الأيام المفتوحة للجماعات والأنشطة والكليات، ومعهد التأسيس، ومركز البحث العلمي، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام القطاعين الأهلي والحكومي بهدف ربط المجتمع الخارجي مع برامج ومناشط الجامعة المختلفة، وهو ما رفع معدلات المشاركة والحضور”.
وفي يتعلق بآلية اختيار وتحديد عناوين المواسم، قال الدكتور صالح بن منصور العزري عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع رئيس اللجنة الرئيسية للموسم الثقافي: “كل عام نسعى إلى البحث عن عنوان جديد للموسم، نستمع إلى المقترحات والآراء التي يتم طرحها من الجميع، كما نحرص في اختيار عناوين الموسم والفعاليات المصاحبة أن تكون مرتبطة بالتطورات الحديثة واهتمامات الدولة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ثم التوافق على العنوان الرئيس، قبل اعتماده من قبل الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، بعدها يتم تشكيل اللجنة الرئيسة واللجان المصاحبة، يتبعه عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات للوقوف على برنامج الموسم وتحديد الفعاليات واعتماده، ثم البدء بالتحضير والإعداد لحفل الافتتاح والفعاليات المصاحبة خاصة الرئيسة منها، مشيدا هنا بالجهود التي بذلت من قبل إدارة الجامعة، وعمداء الكليات، والجمعات الطلابية والمعنيين والطلبة في إنجاح فعاليات المواسم الثقافية، التي لولاهم لما وجد الموسم كل هذا الاهتمام”، موضحا أن المشاركة المجتمعية -من منطلق حرص الجامعة وعنايتها بهذا الجانب- تجد أولوية في برامج الموسم، وقد أثبتت نجاحها وحضورها المميزين على مدى المواسم السابقة.
وأوضح الدكتور في معرض حديثه قائلا: “تم تحديد عمل اللجنة الرئيسة وهي تنقسم إلى لجان عدة، اللجنة الرئيسة، ولجنة البرامج الثقافية، ولجنة المعارض، ولجنة التنظيم، ولجنة الاستقبال، واللجنة المالية، ولجنة الإعلام، إذ تقوم كل لجنة بتحديد المهام والفعاليات التي تقف تحت إشرافها، بعدها يتم فرز مقترحات لكل لجنة بحسب الأولوية والأهمية والوقت”.
وذكر أن اختيار الموسم الثقافي الثامن عشر بعنوان “إبداع وابتكار” جاء ليركز على المشاريع العلمية والبحثية للطلبة، بالإضافة إلى ربط العنوان بجهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بموضوع البحث والابتكار، الذي يمثل أحد التوجهات الرئيسة في مشاريع الوزارة في المرحلة القادمة، إذ سيتم العمل على ترجمة هذا العنوان من طريق ما سيطرح من فعاليات وبرامج مختلفة تبرز جهود الجامعة من جهة في هذا المجال وأيضا يتماشى مع توجهات سلطنة عمان في رعاية أبناء عمان من الموهوبين والمبتكرين من جهة أخرى.
وقال إن الجامعة ممثلة في مراكز البحوث والدراسات حققت العديد من الإنجازات في مجال البحث العلمي والدراسات، ووضعت لها بصمة مشرفة في هذا الجانب على المستويين المحلي والدولي، كما حازت مراكز البحوث على العديد من الإنجازات والنتائج المشرفة في مجال الاستكشافات العلمية وعدد البحوث والدراسات التي نفذتها الجامعة على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الجامعة استثمرت في هذه الجانب الكثير من الموارد المادية والبشرية في سبيل النهوض بهذا القطاع، وتعزيز حضوره أحد المجالات المهمة التي يجب رعايتها، وحان الوقت ليتعرف الجميع على جزء من تلك الجهود والنجاحات.
وأكد الدكتور صالح العزري قائلا: “عمان تسير بخطى ثابتة ومدروسة، واستطاعت مواكبة كافة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية؛ لذا فإن الجامعة ومن طريق المواسم الثقافية أو البرامج والفعاليات المختلفة تحرص على مواكبة تلك التوجهات والمشاريع المختلفة، عبر خطط علمية وعملية مدروسة، من شأنها الدفع بتوجهات الدولة، لنكون قريبين وحاضرين مع كل المشاريع والبرامج التي تتبناها الدولة، وإبراز الوجه المشرق والمشرف لعمان قديما وحديثا في الداخل والخارج، وهو ما أهل الجامعة اليوم لتكون في مقدمة الركب بعد جامعة السلطان قابوس، بالإضافة إلى حصولها على المركز 81 ضمن أفضل الجامعات العربية بحسبQS لأفضل الجامعات العربية الذي صدر مؤخرا، وهو ما يضع الجامعة أمام مسؤوليات وطنية ومجتمعية يتوجب عليها أن تكون قريبة من المشهد التنموي والاقتصادي والمجتمعي والثقافي، خاصة مع وجود أكثر من 8500 طالب وطالبة من أبناء الوطن المنتسبين للجامعة”.
وفيما إذا كانت هناك من صعوبات قد واجهت الجامعة في الإعداد والتحضير للموسم الثقافي، قال: “الحمد لله لم نواجه أي صعوبات، وحتى لو كانت هناك إشكاليات نعمل على حلحلتها وتجاوزها”، موضحا أن الجامعة مبنية على 3 أركان رئيسة هي: التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع؛ لذا تفاعل الجامعة مع المجتمع هو أحد أهم الأهداف التي قامت عليها الجامعة، لذلك تم إنشاء مركز لخدمة المجتمع للتواصل مع مختلف المؤسسات، وهو ما عزز المواسم الثقافية، ووفرنا لهم المساحة المطلوبة لإبراز منشطهم، كما نحرص على إشراكهم في مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وهو ما عزز من مستوى الشراكة بين الجامعة وهذه المؤسسات، وتقييمنا لهذه المشاركة يزيد على 90 بالمائة.
وقال الدكتور العزري إن الموسم الثقافي لهذا العام سيشهد مشاركة مجلس الاتحاد العربي للجامعات العربية خطوة تهدف لتوسيع مستوى المشاركة الخارجية، وأيضا يواكب سياسة الجامعة لتطوير الموسم من حيث نوعية وطبيعة المشاركة، فهي ترتبط بعلاقات قوية مع مجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية، وهناك تعاون كبير ستشهده السنوات القادمة خاصة فيما يتعلق ببرنامج التبادل الطلابي، لكون أن الجامعة هي الوحيدة في السلطنة التي ترتبط بهذا البرنامج؛ ولذلك جاءت توجيهات معالي الأستاذة الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لإقامة ندوة بعنوان: “توسيع التبادل التدريبي والإبداع الطلابي بين الجامعات العربية”، إلى جانب معرض مصاحب عنوانه: “المعرض الدولي للفنون التشكيلية والابتكار”، إذ سيشارك في فعاليات الندوة عدد من رؤساء الجامعات المحلية والعربية، إلى جانب دعوة عدد من المختصين والمعنيين بقطاع التعليم العالي، بغرض التعريف ببرنامج التعاون مع الاتحاد العربي للجامعات العربية، وتسليط الضوء على تجربة جامعة نزوى في هذا الجانب.
وأشار إلى أن المشاركة الكبيرة التي يحظى بها الموسم هذا العام تدل على مدى الإقبال والرغبة الكبيرين من جماعات الأنشطة الطلابية والمؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعية للمشاركة في الموسم؛ لذلك اشتغلت الجامعة على تشكل لجنة لاختيار العناوين وفرز الفعاليات مع مراعاة عدم تكرارها، لتتناسب مع عنوان الموسم الثقافي لهذا العام.
وأوضح الدكتور عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع رئيس اللجنة الرئيسية للموسم الثقافي، أن الموسم الثامن عشر سيشهد في بعض من أيامه تنظيم فعاليتين إلى 3 فعاليات، قال: “قمنا بتسمية فعاليات الأنشطة الطلابية (مهرجان الأنشطة الطلابية)؛ وذلك لتسهيل عملية مشاركة الجماعات الطلابية، كما قمنا بتسمية فعاليات الكليات (اليوم المفتوح)؛ بهدف إتاحة المجال أمام الكليات لتنظيم أكبر قدر من المناشط في هذا اليوم”.
وبالنسبة لمعرض ريادة الأعمال، قال: “يعد من الفعاليات المهمة التي تم إدراجها في فعاليات الموسم؛ تأكيدا وحرصا من الجامعة على أهمية رعاية ريادة الأعمال والنهوض بها، كما يأتي في ضوء النجاحات التي حققتها المعرض في موسمه الماضي، الذي حظي بمشاركة كبيرة وواسعة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والمشاريع الطلابية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.
وأضاف: “الموسم الثقافي منذ بدايته سجل حضورا كبيرا في عدد المشاركين والزوار، وتدل الأرقام والإحصاءات على أن عدد المشاركين في بعض المواسم قارب 200 مشارك، فيما تجاوز عدد الزوار لبعض المواسم أكثر من 7 آلاف زائر، وهو من المؤشرات الجيدة التي دفعتنا في جامعة نزوى للنهوض بالموسم الثقافي وتنظيمه سنويًا”.
سيشارك في افتتاح فعاليات الموسم الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، وبحضور أعضاء اللجنة التنفيذية بالمجلس العربي لاتحاد الجامعات العربية ورئيس الاتحاد، ومدير ومنسق المجلس العربي، بالإضافة إلى رؤساء الجامعات والكليات الوطنية، ومجموعة من ممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة، ونواب رئيس الجامعة، والكادر الأكاديمي وطلبة الجامعة.