المتحدث: جيف باركر، الرئيس التنفيذي لشركة بايمنتولوجي
- حدّثنا عن حضور بايمنتولوجي في السعودية والمنطقة، ومتى بدأتم العمل فيها؟
في بايمنتولوجي، نوفّر تقنيات معالجة إصدار البطاقات من الجيل الجديد التي تمكّن المؤسسات المالية وشركات التقنية المالية من تشغيل برامج البطاقات والدفع الحديثة — من البطاقات المسبقة الدفع وبطاقات الخصم إلى بطاقات الائتمان والبطاقات الافتراضية، عبر الشبكات المحلية والعالمية.
انطلقنا في السوق السعودية عام 2020، وبدأنا التعاون مع عدد من المؤسسات المالية والشركات التقنية المحلية. وفي سبتمبر 2025، اتخذنا خطوة مهمة بتأسيس كياننا القانوني في الرياض، استنادًا إلى نجاحاتنا مع شركاء بارزين مثل تابي (Tabby) و دي360 (D360).
اليوم نفتخر بترسيخ وجودنا في المملكة، ونضخ استثمارات كبيرة في توظيف الكفاءات السعودية وتطوير البنية السحابية المحلية، دعمًا لرؤية المملكة 2030 ولمواكبة التحول نحو الابتكار في قطاع المدفوعات.
على مستوى المنطقة، دخلنا الإمارات العربية المتحدة عام 2018 ونتعاون مع مؤسسات رائدة مثل ويـو بنك (Wio Bank) و مامو (Mamo)، كما لدينا حضور في الأردن. هذا العام قمنا بتوسيع مكتبنا في دبي ليصبح مركزًا إقليميًا أكبر لخدمة العملاء والابتكار.
- لماذا اخترتم المملكة كمحور رئيسي؟ وكيف تساهم بايمنتولوجي في تعزيز كفاءة المؤسسات الحكومية والمالية؟
المملكة العربية السعودية تُعدّ من أكثر الأسواق حيوية وإلهامًا في العالم في مجال الابتكار المالي. رؤية 2030 وفّرت إطارًا موحّدًا وقويًا يوجّه جهود المنظومة بأكملها — من الجهات التنظيمية إلى البنوك ورواد الأعمال — نحو هدف واضح واحد. هذه الرؤية هي بالفعل عبقرية وطنية سرعت من وتيرة التحول في الخدمات المالية والمدفوعات.
بناء الثقة في السعودية يبدأ بالحضور الفعلي، والاستماع المباشر، وإثبات الالتزام طويل الأمد. لذلك نعمل على توسيع فريقنا المحلي عبر وظائف قيادية وهندسية وتشغيلية لضمان اندماجنا الكامل في المنظومة السعودية.
من الناحية التقنية، نستثمر بشكل مكثّف في البنية التحتية السحابية المحلية، حيث نعمل حاليًا على منصة Oracle Cloud Infrastructure (OCI) وسنوسع قريبًا إلى Google Cloud Platform (GCP)، لضمان الامتثال لمتطلبات الإقامة المحلية للبيانات. كما تتكامل منصتنا مباشرة مع شبكة مدى وأنظمة المقاصة المحلية لضمان كفاءة المعاملات.
بذلك نساعد البنوك وشركات التقنية المالية على تسريع طرح المنتجات، وخفض التعقيد التشغيلي، وتحقيق الابتكار بسرعة أكبر، مع الالتزام الكامل بمتطلبات البنك المركزي السعودي (ساما)، دعمًا لأهداف التحول نحو اقتصاد رقمي غير نقدي.
- ما أبرز الابتكارات والمنتجات الحديثة التي تقدمونها؟
تعتمد منصتنا السحابية لمعالجة إصدار البطاقات على مبدأ المرونة والسرعة التي تحتاجها البنوك الرقمية وشركات التقنية المالية للتوسع والمنافسة.
من بين حلولنا الحديثة:
• PayCredit: نظام محاسبي متطور لإدارة بطاقات الائتمان.
• PayoCard: منصة لإدارة البطاقات عبر الهواتف الذكية.
كما أضفنا قدرات متقدمة للتشفير والتوكن (Tokenization) لتمكين العملاء من استخدام بطاقاتهم الرقمية بأمان عبر المحافظ الإلكترونية والأجهزة القابلة للارتداء وقنوات الدفع الجديدة.
في السعودية، وبعد تعاوننا الناجح مع تابي و دي360، وقعنا مؤخرًا مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة إنجاز لإطلاق منتجات بطاقات جديدة تشمل البطاقات المسبقة الدفع وبطاقات الخصم والبطاقات الافتراضية المتكاملة مع خدمات التحويل المالي.
وعلى مستوى المنطقة، نفخر بكوننا من أوائل الشركات المعتمدة لمعالجة معاملات بطاقات “جيوان” (Jaywan) — منظومة البطاقات الوطنية في الإمارات — ما يتيح لنا دعم المؤسسات المالية لإصدار بطاقات متوافقة مع استراتيجيات المدفوعات الوطنية.
- كيف تنقلون خبرتكم العالمية لصالح الشركات ورواد الأعمال في الشرق الأوسط؟
ندرك أن عالم المدفوعات معقّد، ولذلك نؤمن بأن مشاركة المعرفة لا تقل أهمية عن تقديم التقنية.
من هذا المنطلق أنشأنا منصة Issuer Academy، وهي مبادرة تعليمية عالمية تشمل ورش عمل وبودكاست ودروسًا متخصصة في الابتكار المالي.
خلال فعالية Money20/20 الشرق الأوسط هذا العام، استضفنا جلستين من البودكاست ضمن هذه المبادرة:
• الأولى بالتعاون مع إنجاز، بعنوان “من السعودية إلى العالم: تصدير التميّز الرقمي”.
• والثانية مع ماستركارد، بعنوان “خارطة تمكين التقنية المالية السعودية”، تناولت الأطر التنظيمية والبنى التحتية التي تتيح للشركات الناشئة التوسع بمسؤولية.
هذه المبادرات تعكس نهجنا في تكييف المعرفة العالمية لتناسب خصوصية الأسواق المحلية، ومساعدة رواد الأعمال والبنوك في المنطقة على تبسيط العمليات وتسريع الابتكار وتحسين تجارب العملاء.
- ما فوائد التحول نحو اقتصاد غير نقدي؟
التحول نحو مجتمع غير نقدي يعني خفض التكاليف وزيادة الشفافية وتسريع المعاملات المالية وتعزيز الأمن المالي، والأهم أنه يوسّع الشمول المالي ويمنح الشركات الصغيرة والأفراد فرصًا للوصول إلى الخدمات الرقمية.
لقد حققت السعودية تقدمًا مذهلًا:
• أكثر من ثلث مستخدمي الهواتف الذكية يعتمدون على المحافظ الرقمية.
• ارتفعت المدفوعات اللاتلامسية من 4٪ عام 2017 إلى 98٪ عام 2024.
• وصلت نسبة المعاملات الرقمية في قطاع التجزئة إلى 79٪، وهو الهدف الذي كان مقررًا لعام 2030، قبل الموعد بست سنوات.
مع جيل شاب يتمتع بوعي تقني عالٍ، تمثل المملكة اليوم نموذجًا رائدًا في تسريع التحول الرقمي للمدفوعات في الخليج والمنطقة.
تواصل بايمنتولوجي التزامها بالمساهمة في بناء مستقبل مالي أكثر ذكاءً واستدامة في المملكة، مستندة إلى شراكات محلية قوية، وابتكار تقني متطور، ورؤية واضحة نحو دعم أهداف رؤية السعودية 2030.
