“انتهازية الحكومة” ومبادئ الأب “رب الأسرة”
بقلم: محمد حلمي الحساني
الأسرة انعكاس للمجتمع، ورب الأسرة مقابل للحاكم وحكومته، مسئوليتهم واحدة، قدر واحد ان تستقم طالما حكمت بلد او كونت أسرة، ليس لدى الحكومة او رب الأسرة رفه ميل او غفلة في كلمة او فعل.
“انتهازية الحكومة” في تخفيف الأحمال
في غضون السنوات الأخيرة، شهدت مصر عدة أزمات اقتصادية ألقت بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين. واحدة من أكثر هذه الأزمات تأثيراً كانت مشكلة انقطاع الكهرباء.
وبالتالي عندما طلبت الحكومة المصرية من المواطنين أن يتحملوا لبعض الوقت تخفيف الأحمال بقطع الكهرباء لمدة ساعة كل يوم، كان الهدف هو تخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية وتحقيق بعض الاستقرار.
وعليه وضعت الحكومة برنامجاً زمنياً لقطع الكهرباء بحيث يتمكن كل حي أو قرية من معرفة متى ستنقطع الكهرباء، مما يتيح لهم قضاء حاجاتهم قبل الموعد،وتجنب استخدام المصعد وقت انقطاع الكهرباء.
وفي خلال شهر رمضان، انتظمت الكهرباء دون انقطاع، مما أعطى الأمل للمواطنين بأن الأزمة في طريقها للحل. ولكن بعد انتهاء الشهر الفضيل، عادت الحكومة إلى سياسة تخفيف الأحمال.
الأهم هذه المرة دون أن تضع جدولاً يحدد وقت أو مدة انقطاع الكهرباء. هذا التصرف من الحكومة أظهر انتهازية مقيتة.
الأمر الواقع
حيث بدا أن الحكومة تعتبر الشعب قد تعود على انقطاع الكهرباء، ولم تعد حتى تهتم بتحديد وقت محدد أو مدة القطع.
ازدادت فترات انقطاع الكهرباء وتكررت مرات عديدة في اليوم، مما جعل الأمر يبدو وكأنه أصبح عادة يومية دون حساب أو مراعاة لمصالح المواطنين.
” انتهازية الحكومة” التي وعدت بأن الأمر مؤقت ومحدد، أظهرت عدم التزامها بوعودها، فقد اعتادت الحكومة الامر، وفقد الشعب حقه في الاعتراض، لانه ارتضى التقصير من قبل، فقد الشعب حتى الامل في تنظيم وتحديد مدة وتوقيت قطع الكهرباء.
سياط الحكومة لا يتحملها، الجسم النحيف للمواطن الذي انهكه العوز، ويدور في ترس الرزق اليومي، ليس لديه رفه التاخير او الحجب عن العمل، ليس ذنبه ان ارتضى مع القطيع، فهو لا يملك وقت للاعتراض، تلك السياط التي لا تمثل شئ لاصحاب الجلود التخينه.
مبادئ الأب او “رب الأسرة“
وبالمثل على الجانب الآخر، ومشابهة لما قامت به الحكومة، يمكننا أن نجد مثالاً في الأسرة، حيث يعتبر الأب “رب الأسرة” المسؤول عن قيمها ومبادئها.
فالأب الذي عاش عمره بمبادئ وأسس أدبية وأخلاقية، يعمل بها وينادي بها ويربي من حوله عليها، قد يجد نفسه في اختبار صعب عندما تتغلب عليه العاطفة.
مثلاً، إذا كان الأب يرفض السرقة بشكل قاطع، ولكنه يجد أن ابنه أو بنته قد سرق، فقد يرضى بذلك تحت ضغط العاطفة أو من حوله ويبرر هذا الفعل لسبب ما.
ويجد مبررا او أكثر لفعل السرقة أو غيره من التجاوزات، هذا التنازل عن المبادئ قد يبدو للوهلة الأولى صغيراً، ولكنه يفتح الباب لتنازلات أخرى.
مما يؤدي في النهاية إلى انهيار القيم والأخلاق التي كان الأب يحرص على غرسها في أبنائه وفيمن حوله.فالعاطفة قاتلة للقيم وتقتل حتى النفس اللوامة.
الامتداد
في نفس السياق مع مرور الوقت، يبدأ الأبناء في تقليد أفعال الأب وتبرير الأخطاء لنفس الأسباب، وتصبح هذه التصرفات أسلوب حياة.
لذلك تسقط القيم والأخلاق والمبادئ تدريجياً، حتى النخوة والكرامة والمروؤة تصبح قابلة للتفاوض من أجل المال أو مصالح أخرى.
علاوة على ذلك فالحكومة مسؤولة عن قيم الشعب، تماماً كما الأب مسؤول عن قيم الأسرة والمجتمع. كلاهما يجب أن يكونا قدوة في التمسك بالمبادئ والأخلاق،والالتزام بالوعود، وعدم التنازل عنها تحت أي ظرف.
فالتنازل عن المبادئ او نكس الوعود ليس مجرد فعل فردي، بل هو فعل يؤثر على المجتمع بأسره ويقوض أساساته الأخلاقية.
الأهم أنه على الحكومة أن تصدق في وعودها وتكون شفافة مع مواطنيها، وعلى رب الأسرة أن يتمسك بمبادئه ويعلم أبنائه الالتزام بها.
فالانتهازية والخداع قد يبدوان حلاً مؤقتاً لمشكلات معينة، ولكن في النهايةستؤدي هذه التصرفات إلى انهيار القيم والأخلاق في المجتمع، مما يعد ذنباً عظيماً سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى رب الأسرة.
باختصار أحسنوا واصدقوا وتمسكوا بمبادئكم، الحكومة أو رب الأسرة، حتى لا تنهار قيم المجتمع.
#Honor
#HUAWEI AppGallery
#Huawi
#samsung
#إل جي
#ابيكورب
#ردتاغ
#روشن
#فيديكس
#كاسبرسكي
#مايكروسوفت
#نتفليكس
#هواوي
التبادل التجاري
السفير الصيني بالسعودية
تجارة الصين والسعودية
لوس بانديدوس
مجلة ليلتي
مطاعم
مطاعم الرياض
اقرأ ايضا بسبب جوازة توكسيك.. مصر على قمة شباك تذاكر السينما في السعودية