اليوم الثالث كوب29 …. زعماء العالم يناقشون الأهداف المناخية العاجلة
في جلسة رفيعة المستوى كوب29
دخل زعماء العالم يومهم الثالث من محادثات المناخ في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو، وهو ما يمثل مرحلة حاسمة في المناقشات التي تركز على العمل المناخي والتعاون المتعدد الأطراف.
واستمرت فعاليات الجزء الرفيع المستوى مع كلمات من رؤساء الدول والحكومات حيث أكدت البلدان التزاماتها بمكافحة تغير المناخ.
مع تقدم مؤتمر المناخ (COP29)، من المتوقع أن يعلن زعماء العالم عن المزيد من المبادرات لمعالجة التهديدات المناخية من خلال النهج التعاوني والدولي.
وجه رئيس الوزراء الألباني إدي راما نقدًا لاذعًا في مؤتمر المناخ (COP29)، داعيًا الدول المشاركة التي تتحدث دون اتخاذ أي إجراء، إلى التوقف عن الكلام، مؤكدًا في الوقت نفسه على الانفصال بين الخطاب والواقع في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ.
وأضاف راما “تستمر الحياة بعاداتها القديمة، وخطاباتنا المليئة بالكلمات الطيبة حول مكافحة تغير المناخ لا تغير شيئا”.
وأشار إلى أنه على الرغم من الأهداف الطموحة التي حددتها قمم المناخ السابقة، فإن الانبعاثات الكربونية العالمية زادت بالفعل على أساس سنوي، مما يعكس عدم إحراز تقدم حقيقي.
وسلط راما الضوء على التزام ألبانيا بالاستدامة، مشيراً إلى إنتاجها للطاقة المتجددة بنسبة 100%. ومع ذلك، تساءل عن تأثير جهود الدول الأصغر حجماً في مواجهة التقاعس المستمر من جانب أكبر الدول الملوثة في العالم.
“لقد جئت إلى هنا من بلد صغير في وسط أوروبا، ألبانيا، حيث ننتج 100% من الطاقة المتجددة. ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لمستقبل العالم إذا استمر أكبر الملوثين في ممارسة أعمالهم كالمعتاد؟” تساءل مؤكداً على الحاجة إلى عمل عالمي منسق.
وفي تقييم صريح، أعرب راما عن إحباطه إزاء الطبيعة المتكررة للمؤتمرات الدولية بشأن المناخ، والتي قال إنها فشلت في إنتاج نتائج ملموسة.
“إنني لا أريد أن أحاضر أحداً، فنحن معتادون على تلقي المحاضرات، وليس على إلقاء المحاضرات على الآخرين”، هكذا قال. “لكن وجهة نظري هي، ماذا نفعل في هذه التجمعات المتكررة إذا لم تكن هناك إرادة سياسية مشتركة في الأفق لتجاوز الكلمات والتوحد من أجل اتخاذ إجراءات ذات معنى؟”
وانتقد راما أيضا غياب اللاعبين الرئيسيين عن الحدث، مشيرا إلى أن قرار الدول الكبرى والصغرى مقاطعة القمة يقوض مصداقيتها ويثير تساؤلات حول جدية الالتزامات العالمية.
وأضاف أن “ما زاد الطين بلة هو مقاطعة اللاعبين الكبار والصغار لهذا الحدث العالمي الضخم”.
أكد زعماء العالم في مؤتمر المناخ COP29 في باكو أن الطاقة النووية ضرورية لتحقيق أهداف المناخ العالمية لأنها توفر مصدرًا للطاقة النظيفة والآمنة .
أكد رئيس وزراء جمهورية التشيك بيتر فيالا على أهمية الطاقة النووية للمستقبل، مضيفًا أن بلاده مستعدة لمساعدة الدول الأخرى في تطوير هذا الشكل من الطاقة.
وقال فيالا “سنوقف استخدام الفحم، وسنعمل على تعزيز مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية. إن الطاقة النووية ضرورية لتحقيق أهدافنا المناخية، لأنها تنتج طاقة نظيفة للغاية كما أنها آمنة للغاية. تتمتع جمهورية التشيك بأكثر من 50 عامًا من الخبرة في مجال الطاقة النووية، ونحن مستعدون لمساعدة أي دولة”.
ولاقت تعليقاته صدى لدى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وفي كلمتها أمام مؤتمر المناخ (COP29)، حذرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من أن النمو السكاني سوف يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة.
وأضافت “نحن بحاجة إلى مزيج من الطاقة في عملية التحول. يجب أن نستخدم جميع مصادر الطاقة، الغاز الحيوي، والغاز، وحتى الاندماج النووي في المستقبل”.
وتعتقد ميلوني أن الحياد التكنولوجي هو النهج الصحيح، وفي الوقت الحالي، لا يوجد بديل واحد لإمدادات الوقود الأحفوري.
أكد ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على استراتيجية بلاده طويلة الأمد للاستدامة البيئية وخفض الكربون، مشيرا إلى أن تغير المناخ “يشكل مصدر قلق عالمي وتهديدا للعديد من البلدان”.
وسلط الضوء على التأثيرات المرئية لتغير المناخ، مشيرا إلى “ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الغبارية والأمطار الغزيرة” باعتبارها تحديات متزايدة في المنطقة.
وتسعى الكويت إلى تحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2060، بدعم من المبادرات الاستراتيجية والتحول الكبير نحو الطاقة المتجددة. وقال الصباح إن البلاد تخطط لتوليد 50 في المائة من كهربائها من الطاقة الشمسية، وهو عنصر رئيسي في جهودها الوطنية للاستدامة.
افتتحت الجلسة شينا أنصاري، نائبة الرئيس الإيراني، ثم تلاها جوزيف أووندولت بيري، نائب رئيس الجابون. وأكد بيري على أهمية التعددية، واصفًا إياها بأنها “السلاح الوحيد القادر على معالجة القضايا المرتبطة بتغير المناخ“.
وشدد على الحاجة إلى “العمل الجماعي القائم على الثقة والإنصاف والمسؤولية المشتركة”، مسلطا الضوء على أن التعاون العالمي يظل حاسما في معالجة تأثيرات المناخ بشكل عادل.