المملكة تواصل صعودها كوجهة عالمية في استقطاب أصحاب المواهب والكفاءات المهنية
مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG) تصدر تقرير “فك شفرة المواهب العالمية 2024” بالتعاون مع “ذا نتورك” ومجموعة “ستيبستون”
المملكة العربية السعودية تواصل صعودها كوجهة عالمية في استقطاب أصحاب المواهب والكفاءات المهنية
- دراسة ترصد تنامي جاذبية السعودية كوجهة عمل مفضلة للمهنيين في العالم اشتملت على استطلاع ضم أراء نحو 150 ألف من المهنيين والمتخصصين من 188 دولة حول العالم.
- واحد من كل أربعة من أصحاب الكفاءات يبحث بنشاط عن وظائف في الخارج، ضمن الاهتمام الدولي بفرص العمل.
- السعودية تتميّز بتوسع فرص العمل الجيدة والظروف المعيشية الملائمة والبيئة المشجعة للابتكار.
الرياض : متابعة جلف تك نيوز
حققت المملكة العربية السعودية تقدماً استثنائياً في استقطاب المهنيين وأصحاب المواهب والكفاءات على المستوى الدولي، وذلك في عالم يسعى للتكيف مع الحقائق الاقتصادية الجديدة وتنامي الاتجاه نحو المهنيين نحو هجرة وانتقال المهنيين وأصحاب الكفاءات والمواهب، وزيادة الرغبة في العمل عن بُعد، وسط مشهد دولي معقد بسبب التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وحالة عدم اليقين بشأن الأوضاع المالية.
وبحسب دراسة حملت عنوان “فك شفرة المواهب العالمية 2024″، وأصدرتها مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG)، بالتعاون مع “ذا نتورك“، التحالف العالمي لمواقع التوظيف، ومجموعة “ستيبستون“، فقد تمكنت المملكة، بما توفره من فرص العمل النوعية، والظروف المعيشية الملائمة، والبيئة الداعمة للإبتكار،
من التقدم مركزين لتصبح الدولة رقم 26 بين أكثر دول العالم من حيث استقطاب الكفاءات وأصحاب المواهب والمهنيين للإنتقال وإعادة التوطين. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على نجاح المبادرات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية لترسيخ مكانتها كمركز عالمي لاستقطاب أصحاب المواهب والكفاءات والمهنيين.
الدراسة تأتي ضمن سلسة من التقارير لرصد اتجاهات حركة انتقال المهنيين وأصحاب المواهب
وكشفت الدراسة التي تأتي ضمن سلسة من التقارير لرصد اتجاهات حركة انتقال المهنيين وأصحاب المواهب حول العالم منذ عام 2014، عن نمو جاذبية المملكة كوجهة عمل مفضلة للمهنيين وأصحاب المواهب في العالم، حيث اشتملت الدراسة على استطلاع ضم أراء نحو 150 ألف من المهنيين والمتخصصين من 188 دولة حول العالم.
وتُلقي الدراسة الضوء على الاهتمام الدولي الذي استحوذت عليه مدينة الرياض في مجال استقطاب أصحاب الكفاءات والمواهب من دول العالم، حيث احتلت المرتبة 54 بين المدن الأكثر جاذبية للمهنيين على مستوى العالم، ما يظهر بوضوح صعودها كمركز للفرص الوظيفية والتطور المهني. وبحسب الدراسة،
فإن ظهور الرياض على الساحة العالمية في هذا المجال يجذب الاهتمام بشكل خاص، حيث لم تكن المملكة مدرجة من قبل ضمن الاصدارات السابقة للدراسة. وأرجعت الدراسة تنامي مكانة المملكة في مجال استقطاب المواهب إلى المشاريع الضخمة الطموحة التي تبنتها حكومة المملكة،
والتي تعكس التزام الرياض بتعزيز النمو الاقتصادي وترسيخ مبادرات الابتكار. وأوضحت الدراسة أن جاذبية المملكة تعززت مع رغبة الشركات العالمية في تدشين مقار رئيسة لها، حيث تسعى الشركات العالمية إلى الاستفادة من تنامي السوق ومن الموقع الاستراتيجي للرياض كمركز دولي للأعمال والتجارة.
اقرأ ايضا شركة بوسطن كونسلتينغ جروب تطلق مركز سياسات ولوائح التغير المناخي والاستدامة
وقال كريستوفر دانيال، الشريك الأول والمسؤول عن التنمية الاقتصادية والمالية الحكومية، والمدير التنفيذي في مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG)
، إنه في الوقت الذي يُعد تراجع أعداد أصحاب المواهب والكفاءات من المهنيين على مستوى العالم تحدياً حقيقياً أمام اقتصادات العالم الرئيسية، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب محوري يمكنه التعامل لتضييق هذه الفجوة، وأضاف أن “الاستثمار الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في سوق العمل يؤتي ثماره في الوقت الراهن،
إذ أن جودة واتساع فرص العمل المتوفرة بالمملكة وارتفاع مستوى الدخل والضرائب المنخفضة، وتراجع تكلفة المعيشة تُعد عوامل رئيسية وراء اختيار المهنيين وأصحاب الكفاءات والمواهب للمملكة وجهة لهم، بالإضافة إلى ما توفره البلاد من ضمان السلامة والاستقرار والأمن لمواطنيها وللمقيمين على أرضها.
وأشاد دانيال بقدرة المملكة على الاستفادة من فرص إعادة توطين أصحاب الكفاءات والمواهب لإثراء قوتها العاملة، حيث تعمل على توفر بيئة آمنة تلبي الاحتياجات المتنوعة للمهنيين من مختلف دول العالم. قائلا إنه “من خلال سوق عمل يلبي تطلعات أصحاب المواهب العالمية وإعطاء الأولوية لتوفير مستوى مرتفع من جودة الحياة، ترسخ المملكة نفسها كإحدى أفضل الوجهات حول العالم في استقطاب الباحثين عن التطور الوظيفي وتحقيق الذات في مسيرتهم المهنية”.
استقطاب المواهب يعزز جاذبية المملكة أمام الكفاءات العالمية
وأكد التقرير أن الأجيال الشابة والأفراد من الدول سريعة النمو يفضلون الانتقال للعمل خارج بلادهم في اطار سعيهم للحصول على خبرات متنوعة وفرص للنمو المهني. مشيرا إلى أن ما يصل إلى 23٪ من المهنيين وأصحاب المواهب والكفاءات حول العالم يبحثون بنشاط عن وظائف خارج حدود بلدانهم، فيما يبقى نحو 63٪ منهم منفتحين على قبول فرصة العمل والانتقال، موضحاً أن المملكة العربية السعودية في أعلى جاهزيتها للاستفادة من تلك الاتجاهات الجديدة في سوق العمل الدولي، حيث توفر المملكة بيئة مرنة للقوى العاملة تمكنها من الازدهار والتقدم على المستوى المهني.
وأظهر استطلاع الرأي الذي تضمنه الدراسة اهتماماً كبيراً بالفرص الوظيفية التي توفرها المملكة العربية السعودية. حيث أكد 74٪ من المشاركين في الاستطلاع على أهمية توفير الدعم في جانب الاسكان لأصحاب المواهب والمهنيين المستقطبين للعمل في المملكة، وهو أقل بقليل من المتوسط العالمي للاهتمام بهذا الجانب والبالغ 79٪. كما منح 80٪ من المشاركين اهتماماً لتوفر تأشيرات الاقامة وتصاريح العمل، وهو أعلى من الاهتمام العالمي بهذا الجانب والبالغ 78٪.
وتظهر بيانات الاستطلاع أن المهنيين من المملكة العربية السعودية يميلون إلى اتباع التزام مهني طويل الأجل. بينما يعطي 41٪ من المشاركين في الاستطلاع أهمية للإقامة الدائمة في الخارج، وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 29٪. وتعكس تلك الأرقام تطلعات وطموحات كبيرة للمهنيين في السعودية نحو الاستقرار على المدى الطويل.
من جانبه، قال صرح فيليب كورنيت دي سان سير، الشريك والعضو المنتدب ورئيس بوسطن كونسلتنج جروب في المملكة العربية السعودية:
إن “رؤية المملكة العربية السعودية الاستراتيجية تجعلها سوق عمل جاذبة للموظفين المهنيين وأصحاب الكفاءات حول العالم.
مشيراً إلى أن المملكة تعيد تعريف عملية التوظيف واختيار المرشحين للوظائف، حيث توفر بيئة جاذبة للموظفين من الشرق الأوسط والعالم. موضحاً أن هذا التحول نحو الأمان والمساواة في سوق العمل يعتبر ركيزة ضمن السياسات الحكومية التي ترسخ وضع المملكة كقوة تنافسية رائدة في الاقتصاد العالمي”.
وأوضحت الدراسة أن دوافع المهنيين وأصحاب الكفاءات للعمل في الخارج تتعدى فكرة تلبية الاحتياجات الشخصية، لكنها تمتد أيضاً لتحقيق الشغف الوظيفي والرغبة في اكتشاف وتجربة الثقافات الجديدة. وأشارت إلى أن هذا الشغف هو ما تستفيد منه المملكة العربية السعودية عندما تضع نفسها كمركز عالمي في استقطاب المواهب وأصحاب الكفاءات والمهنيين، إذ تعمل على تعزيز مشهدها الثقافي والاقتصادي وترسخ نفسها كوجهة رئيسية للمهنيين الذين يسعون إلى رحلة مهنية ديناميكية ثرية وممتلئة بالطموح.