المشاريع الترفيهية الخضراء خيار مُستدام لجذب السائحين في السعودية
المملكة العربية السعودية تسعى لجعل الاستدامة محورًا رئيسيًا لاستراتيجية السياحة الوطنية مع توقع وصول 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.
تُواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها الملهمة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، وتُولي أهمية خاصة للسياحة المستدامة كركيزة أساسية تُعزز جهود التنمية الشاملة وترسخ التزام المملكة بالحفاظ على البيئة، وتماشياً مع هذه الرؤية الثاقبة، تسعى المملكة جاهدة لجذب 100 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، مُدركة أن الاستدامة تمثل عنصرًا هامًا لضمان تجربة سياحية مستدامة تُلبي تطلعات السائحين المهتمين بالحفاظ على البيئة.
أقرأ أيضا.. لقطات تأسر القلوب لوادي المكون بعلقان شمال السعودية
فقد أظهرت الدراسات أن 80% من المستهلكين يُولون أهمية كبيرة للسياحة المستدامة، بينما يعرب 76% منهم عن رغبتهم في السفر بشكل أكثر استدامة في العام المقبل، وعليه تُدرك المملكة أن الاستثمار في مشاريع ترفيهية تراعي البيئة وتقلل من الأثر السلبي على الموارد الطبيعية بات أمرًا ضروريًا لجذب المزيد من السائحين المُهتمين بالحفاظ على البيئة.
تصميم الحدائق
تشدد شركة “وايت ووتر” ، المتخصصة في تصميم وتصنيع وسائل الترفيه المائية، على ضرورة دمج معايير الاستدامة في مختلف مراحل تصميم وبناء أي مشروع ترفيهي جديد، مؤكدةً أن اختيار الموقع الجغرافي المناسب يُعدّ خطوة أساسية نحو تصميم حديقة مائية مستدامة، حيث يلعب دورًا محوريًا في تحديد معدلات تبخر المياه واستهلاك الطاقة.
ولذلك، توصي “وايت ووتر” المصممين بدراسة خصائص الموقع بدقة قبل الشروع في التصميم، لضمان التكامل مع البيئة الطبيعية، فعلى سبيل المثال يمكن دمج الظل الطبيعي مثل الأشجار أو الهياكل المعمارية، لتقليل تبخر المياه بشكل كبير، كما يمكن الاستفادة من أساليب التبريد الطبيعية، من خلال مراعاة اتجاه الرياح والطاقة الشمسية عند تصميم الحديقة.
استثمار مستدام
تؤكد “وايت ووتر” على أهمية إدراج معايير الاستدامة في مرحلة تقديم العطاءات أيضًا، وذلك لضمان حصول المطورين على مواد عالية الجودة تُقلل من تكاليف الصيانة على المدى الطويل وتُحافظ على البيئة للأجيال القادمة.
وتُولي الشركة اهتمامًا خاصًا بجودة الألياف الزجاجية المستخدمة في تصنيع الألعاب، حيث تُدرك أن شراء مواد ذات جودة عالية يُعدّ استثمارًا مستدامًا يُؤتي ثماره على المدى الطويل، فالألياف الزجاجية عالية الجودة تقلل من الحاجة إلى الصيانة الدورية، وتطيل من عمر الألعاب، مما يقلل من تكاليف الاستبدال ويحافظ على الموارد الطبيعية.
نهج مستدام
وفي هذا السياق، يشدد جيريمي جراي، نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة “وايت ووتر” – على ضرورة اتباع نهج شامل للاستدامة يراعي جميع جوانب المشروع، قائلاً: “إن اتباع نهج قصير المدى قد يُضحي بقدرة الحديقة على الاستمرار على المدى الطويل، لذلك ندعو المطورين دائمًا إلى التأكد من اتباع نهج شامل يراعي جميع جوانب الاستدامة منذ البداية، وذلك لضمان نجاح المشروع، وتحقيق فوائد بيئية واقتصادية مُستدامة”.
وأضاف جراي: “نظرًا للطبيعة الديناميكية لبناء الحدائق المائية، فمن الضروري أن تظل قابلة للتكيف والاستجابة لممارسات الاستدامة المتطورة، فغالبًا ما تخضع المشاريع لتحولات كبيرة بمرور الوقت، مما يوفر فرصًا قيمة لدمج التقنيات الجديدة والممارسات المستدامة التي تحافظ على الموارد والطاقة”.
وأشار جراي إلى أن إنشاء ميزانية طوارئ مخصصة لتعزيز جهود الاستدامة لا يمكن أن يحقق وفرة في التكاليف على المدى الطويل فحسب، بل يساهم أيضًا في تحقيق فوائد بيئية كبيرة، لافتًا إلى أن القرارات البسيطة مثل اختيار مواد سطح الارضيات بعناية للتخفيف من امتصاص الحرارة، يمكن أن يكون لها آثار عميقة، خاصة في المناطق ذات المناخ الحار.
استهلاك المياه
على الرغم من حجم أحواضها الضخمة، تستهلك الحدائق المائية كميات قليلة من المياه، حيث تستخدم 95% من المياه لملء الأحواض في البداية، بينما تُستهلك كمية قليلة فقط يوميًا، ومع ذلك، يكمن التحدي الأساسي في معالجة هذه الكمية الصغيرة من المياه المستهلكة، والتي تتطلب تعويضًا دوريًا ينطوي على نفقات إضافية متكررة، قد تؤثر على مختلف جوانب تشغيل الحديقة، بما في ذلك المواد الكيميائية والأنظمة والطاقة والصرف الصحي.
وتقدم “وايت ووتر” حلولًا ذكية لاختيار الألعاب المائية تُساهم في تعزيز الجهود البيئية، فعلى سبيل المثال، تتمتع العديد من المنزلقات المائية بخيار الانتهاء في ممرات متدفقة بدلاً من حوض الخروج، مما يقلل من استهلاك المياه.
وتمتلك الشركة براءة اختراع لإنهاء الممرات في الألعاب المائية مثل لعبة الطوافة العائلية، والتي تساعد على احتواء المياه المتناثرة وتوفير نقاط خروج آمنة ومريحة للضيوف، بالإضافة إلى ذلك، تتضمن ألالعاب الرشاشة للمياه وسائل تفاعلية تعمل على تشغيل المياه عند الحاجة فقط، مما يُقلل من الهدر بشكل كبير.
ويؤكد جيريمي جراي على ضرورة تبني نهج شامل للاستدامة في تصميم الألعاب المائية، يتجاوز مجرد تركيز المصممين على تقليل استهلاك المياه والطاقة، مشيرًا أن هناك ممارسات أخرى بسيطة لكن فعالة يمكن تطبيقها في الحدائق المائية بسهولة، مثل إنشاء مصدات للرياح لتقليل التبخر، واستخدام الأسطح المائية الملساء لتقليل معدلات التبخر، وذلك يمكنه أن يُقلل من الحاجة إلى استبدال المياه بشكل متكرر.
ثقافة الاستدامة
تُدرك “وايت ووتر” مسؤوليتها في بناء ثقافة الاستدامة كركيزة أساسية لنجاح أي مشروع ترفيهي، وتؤمن بأن التواصل الفعال حول جهود الاستدامة يُمثل مفتاحًا لفتح العديد من الأبواب، فمن خلال استراتيجية تواصل مصممة بعناية، تتمكن “وايت ووتر” من تعزيز المشاركة الداخلية وتحسين الاحتفاظ بالموظفين، وجذب المواهب التي تشارك قيمها، وخلق روابط إيجابية مع الزوار، واكتساب ثقة أصحاب المصلحة.
وتُقدم “وايت ووتر” أمثلة ملموسة على التزامها بالتواصل البيئي والمسؤولية المجتمعية، مثل برامج التعليم البحري التي تتيح للضيوف مشاهدة جهود الحفاظ على البيئة مباشرةً، كما تُؤكد الشركة على ضرورة الشفافية والمصداقية في نقل إنجازات الاستدامة، لضمان بناء الثقة مع أصحاب المصلحة.
وتشير “وايت ووتر” إلى أن الشركات التي تُعطي الأولوية للشفافية والمصداقية والإجراءات المجدية في مساعي الاستدامة الخاصة بها هي في وضع أفضل للمساهمة بشكل هادف في مستقبل أكثر اخضرارًا.
وإدراكًا منها لأهمية رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، تُؤكد “وايت ووتر” على التزامها بدعم المملكة في جهودها من خلال دمج ممارسات الاستدامة في جميع جوانب تصميم وبناء الحدائق المائية والترفيهية لضمان تجربة سياحية ممتعة تحافظ على البيئة للأجيال القادمة.