“المراهنات الإلكترونية ” خطر يدمر شبابنا .. جرائم هزت مصر بسبب القمار الإلكتروني
انتشرت في الآونة الأخيرة حالات سقوط عدد كبير من ضحايا عمليات النصب والاحتيال، وذلك نتيجة للتطور التكنولوجي السريع الذي أوجد بيئة مناسبة لظهور ما يُعرف بـ “العصابات الإلكترونية”. وقد انخرط عدد من المواطنين في عمليات المراهنات الإلكترونية،
طامحين لتحقيق مكاسب خيالية دون بذل أي جهد، ليصبحوا فريسة سهلة للمحتالين الذين يستغلون أحلامهم. هؤلاء المحتالون يقدمون وعودًا بالثراء السريع،
حيث يبدأون بإغراء الضحايا بأرباح بسيطة في البداية، مما يجعلهم يطمئنون إليهم، ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتمثل في استنزاف ما لديهم من أموال، لتتحطم آمالهم في النهاية.
وعندما يدركون أنهم وقعوا في فخ النصب والاحتيال بسبب طمعهم وقلة وعيهم، يتخذ البعض منهم قرارات مأساوية، مثل إنهاء حياتهم أو الدخول في غيبوبة طويلة نتيجة الصدمة التي تؤثر على حياتهم.
قبل أيام، تمكنت وزارة الداخلية المصرية من ضبط تشكيل عصابي متخصص في الاستيلاء على أموال المواطنين تحت غطاء إدارة وترويج المراهنات الإلكترونية. وقد تم القبض على 25 متهماً، بحوزتهم 441 شريحة هاتف محمول، و100 هاتف محمول، بالإضافة إلى محافظ مالية إلكترونية تحتوي على ما يعادل مليون جنيه.
وتبين أن مجموعة من الأشخاص في محافظتي الوادي الجديد وأسيوط كانوا يقومون بتجميع عدد من خطوط الهاتف المحمول المفعل عليها محافظ مالية، حيث كانوا يشترونها من المواطنين مقابل مبالغ مالية، ويستخدمون تلك المحافظ الإلكترونية في تداول الأموال على مواقع المراهنات بشكل مخالف للقانون.
قام مدرس لمادة الفيزياء، بعد أن تكبد خسائر مالية نتيجة لعب القمار، بخطف أحد طلابه لطلب فدية من عائلته. وأثناء محاولته تصوير فيديو للطالب، الذي يمتلك والده معرضاً للأثاث، حدثت مأساة حيث أدى خطأ غير مقصود إلى قطع شريان في رقبته مما أدى إلى وفاته. بعد ذلك، قام المدرس بتقطيع الجثة إلى نصفين باستخدام منشار. وعند القبض عليه، دلّ المحققين على الجزء العلوي من الجثة واعترف بجريمته، مشيراً إلى أنه اتفق مع نجار لتقطيع الجثة وإلقائها في مجاري مائية بهدف تشويهها وإخفاء معالمها.
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا بشأن انتشار تطبيقات المراهنات الإلكترونية في الآونة الأخيرة. وأوضح الأزهر أنه رغم ما تتيحه شريعة الإسلام من وسائل للترويح عن النفس، شريطة أن تكون هذه الوسائل مفيدة وتبتعد عن الأضرار، إلا أنه يجب عدم تجاهل الضوابط التي وضعتها الشريعة لحماية المسلم في دينه ونفسه وماله ووقته وسلامته وسلامة الآخرين. ومن أبرز هذه الضوابط هو عدم احتواء الترويح على أي شكل من أشكال المقامرة.
كما أضاف الأزهر أن المراهنات التي يقوم بها المشاركون عبر مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، حيث يدفعون أموالًا في حسابات معينة، ويستفيد منها الفائز فقط بينما يخسر الآخرون، تُعتبر نوعًا من القمار المحرم.
وكان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أوقف قبل أيام خطوط الهاتف المحمول والمحافظ الإلكترونية المستخدمة في أنشطة مراهنات التطبيقات الإلكترونية، دون الحصول على ترخيص بذلك من الجهات المتخصصة وبالمخالفة لأحكام القانون، ومن بينها تطبيق “أكسبت وان”.
خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت مصر العديد من الجرائم الأسرية المرتبطة بتطبيقات المراهنات الإلكترونية. ففي أغسطس الماضي، قام شاب بقتل جدته التي كانت تعيش في منطقة الخليفة بمحافظة القاهرة، نتيجة لتأثير أحد تطبيقات المراهنات عبر الإنترنت.