العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية تتعمق وتتطور، والتعاون الاقتصادي والتجاري يحقق نتائج مثمرة.
قام معرض الصين الدولي الـ7 للإستيراد في شانغهاي (CIIE) في الفترة من 5 حتى 10 نوفمبر ويتكون المعرض من ست مناطق عرض رئيسية هي: منطقة المنتجات الغذائية والزراعية، ومنطقة السيارات، ومنطقة الصناعات الذكية والتكنولوجيا المعلوماتية، ومنطقة السلع الاستهلاكية، ومنطقة المعدات الطبية ومنتجات الرعاية الصحية، ومنطقة تجارة الخدمات.
حتى الآن، أكدت أكثر من 297 شركة من بين أقوى 500 شركة عالمية وشركات رائدة مشاركتها في المعرض، حيث ستتولى المملكة العربية السعودية دولة ضيف الشرف، لعرض ثمار التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي والثقافي مع الصين.
ويعتبر فرصة مهمة للعثور على المزيد من شركاء الأعمال في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. و خطوة مهمة بالنسبة للحكومة الصينية لعقد CIIE لتقديم دعم قوي لتحرير التجارة والعولمة الاقتصادية وفتح السوق الصينية بنشاط على العالم.
إنه يسهل على البلدان والمناطق في جميع أنحاء العالم تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة وتعزيز التجارة العالمية والنمو الاقتصادي العالمي لجعل الاقتصاد العالمي أكثر انفتاحًا.
إن التعاون الاقتصادي والتجاري هو الركيزة الأساسية للتعاون الصيني العربي. وفي السنوات الأخيرة، عملت الصين مع الدول العربية لتعزيز بناء “الحزام والطريق”، مما ساعد في تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بشكل كامل ومتعمق وحقق نتائج ملحوظة.
حاليًا، أصبحت الصين الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023، محققًا نموًا يقارب عشرة أضعاف.
كما أصبحت المنتجات المميزة للدول العربية، مثل البرتقال المصري، ومشتقات الورد السوري، وزيت الزيتون التونسي، تحظى بشعبية متزايدة بين المستهلكين الصينيين، في حين انتشرت منتجات “التصنيع الذكي الصيني” من سيارات الطاقة الجديدة والأجهزة المنزلية والهواتف الذكية في الكثير من المنازل العربية.
بالإضافة إلي ذلك، من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر إلى شبكة الجيل الخامس التجارية التي تغطي الكويت بأكملها، وقعت الصين اتفاقيات تعاون لبناء “الحزام والطريق” مع جميع الدول العربية البالغ عددها 22 دولة،
وكذلك مع جامعة الدول العربية. وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق”، تم تنفيذ أكثر من 200 مشروع كبير، مما أسهم في تحسين حياة ما يقارب ملياري شخص من شعوب الجانبين.
تتمتع الصين بنظام صناعي كامل وشامل ومجموعة غنية من السلع؛ بينما تتمتع الدول العربية بموارد غنية من النفط والغاز وهي أكبر مصدر لواردات الصين من النفط الخام. وقد حقق الجانبان تكاملا جيدا للمزايا من خلال التجارة.
وفي السنوات الأخيرة، نفذت الدول العربية، وخاصة الدول الرئيسية المصدرة للنفط، سياسات تنويع إقتصادي بنشاط، وتحسين هيكل صادرات السلع الأساسية، وزيادة النسبة من صادرات السلع غير النفطية.
ولذلك، تعمل الصين أيضًا بنشاط على توسيع استيراد السلع غير النفطية من الدول العربية، وخاصة استيراد المنتجات الزراعية، مثل البرتقال والعنب من مصر، والتمور من السعودية.
في مواجهة التحديات المستقبلية، يستمر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية في التوسع من الطاقة التقليدية والاستثمار التجاري والبناء الهندسي إلى المجالات الناشئة مثل الاتصالات والطاقة النووية والأقمار الصناعية والاستكشاف الفضائي.
كما واصل التعاون بين الجانبين في مجالات التنمية الخضراء والصحة والمجالات الأخرى تحقيق تطورات جديدة، مما يخدم مصالح الشعبين الصيني و العربي على نطاق واسع. وقد حظيت العلامات التجارية الصينية والتكنولوجيا الصينية بشعبية كبيرة في الدول العربية.
في السنوات الأخيرة، افتتحت صناديق الثروة السيادية، من بين أكبر عشرة صناديق سيادية عالميًا، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار، والهيئة العامة للاستثمار في الكويت، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، مكاتب لها في الصين، حيث توسعت استثماراتها لتشمل قطاعات متعددة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والتجارة الإلكترونية، والسيارات الجديدة الطاقة، والصناعات الدوائية الحيوية.
وصرّح ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، قائلًا: “إن المنتجات العربية والاستثمارات في الصين تتزايد باستمرار، وإن النمو الاقتصادي الصيني ومكانته العالمية في مختلف المجالات يوفران فرصًا هائلة للتعاون والشراكة مع الدول العربية.”
يُظهر الاقتصاد الصيني اتجاهًا قويًا للانتعاش في عام 2023. ويُعتقد أنه في ظل خلفية تعزيز الانفتاح الرفيع المستوى على العالم الخارجي وتحسين جودة ومستوى التعاون التجاري والاستثماري، سيشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية نموًا قويًا للعمل معا من أجل تقديم مساهمات أكبر في انتعاش الاقتصاد العالمي.
بقلم : باي يوي إعلامي صيني