السعودية تحتضن الرياضات الشتوية
في مساء السابع من فبراير 2025، انطلقت الدورة التاسعة للألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين. وتستضيف فيها هاربين للمرة الثانية دورة الألعاب الآسيوية الشتوية منذ عام 1996، و قدم حفل الافتتاح عرضا يبرز التطور الكبير في رياضات الجليد والثلج في الصين، كما أظهر الروح الرياضية بين دول آسيا.
الجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الوفد السعودي في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية، حيث صرح رئيس الوفد أحمد بن دوحاي بأن السعودية ستحتضن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في تروجينا، وهي المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في غربي آسيا، مما سيزيد من شعبية الرياضات الشتوية، وسيكون أحد عوامل الجذب الرئيسية للسياح.
وإلى جانب المملكة العربية السعودية، شاركت عدة دول عربية أخرى في الحدث أيضا، منها البحرين والأردن والكويت وقطر ولبنان والإمارات، ما يعكس تنامي الاهتمام بالرياضات الشتوية في الدول العربية.
ووفقا للجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، يشارك في هذه الدورة ثمانية لاعبين ولاعبات من السعودية في منافسات التزلج الألبي ورياضة الكيرلينغ. وهذه المشاركة تمثل فرصة كبيرة للمملكة لإظهار إمكاناتها الرياضية، فضلا عن كونها لحظة مهمة لتعزيز الفخر الوطني وتوسيع الأفق الدولي.
واستنادا إلى البيانات الرسمية، ارتفع عدد الدول المشاركة في مسابقة الكيرلينغ من 6 دول في الدورة السابقة إلى 16 دولة في هذه الدورة، مما جعلها المنافسة الأكثر تطلعا في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لهذا العام. وقد جذبت رياضة الكيرلينغ التي تتطلب الهدوء والتكتيك، العديد من الدول للمشاركة، بما في ذلك السعودية، مما يشير إلى انتشارها السريع في آسيا.
على منصة الرياضة، لا يعكس تزايد شعبية الكيرلينغ فقط جاذبية الحدث، بل أيضا اعتراف الرياضيين والجماهير بسحرها الفريد. ومع تزايد عدد الدول المشاركة، يتزايد احتمال ظهور مزيد من التكتيكات الجديدة، مما يساهم في تنويع المنافسة.
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فتبدأ في توسيع حدود الرياضات التي تبرع فيها مثل ألعاب القوى وكرة القدم، لتشمل الرياضات الشتوية. هذه ليست فقط تحديات لتعزيز الفهم الرياضي المحلي، بل تهدف أيضا إلى تطوير ثقافة رياضية جديدة من خلال الرياضات الشتوية.
في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في البطولة، محققة سابقة تاريخية في منطقة الخليج، مما يعكس روح الإصلاح التي تنبثق من رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وبناء مجتمع منفتح وشامل.
في الوقت نفسه، نظمت السعودية سلسلة من الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى في مجالات مثل كرة القدم والتنس والألعاب الإلكترونية وسباقات السيارات، كما أصدرت تراخيص صالات الرياضة النسائية، وقدمت التعليم الرياضي للإناث في المدارس الحكومية، وجندت النساء للانضمام إلى فريق الألعاب الأولمبية الخاصة في المملكة. تهدف هذه المبادرات إلى زيادة مشاركة النساء السعوديات في الأنشطة الرياضية، وهي جزء من الجهود الرامية لبناء مجتمع أكثر حيوية. وفي هذا السياق، تسعى السعودية إلى تقديم أنشطة رياضية متنوعة لجميع المواطنين بغض النظر عن الجنس أو العمر.
لقد حققت الإصلاحات السعودية الاجتماعية التي تشمل الرياضة كمكون رئيسي تقدما ملحوظا، وأصبح نجاح هذه الإصلاحات أكثر وضوحا من تطور الإصلاحات الاقتصادية.
بالنظر للمستقبل، فإن الألعاب الآسيوية الشتوية ليست مجرد حدث رياضي بسيط، بل هي فرصة رائعة لتعزيز التبادل الثقافي بين الدول وتعميق الصداقات. ومشاركة السعودية في هذه الألعاب تمثل بداية لاستكشافات جديدة وقصص جديدة في هذا السياق.
![](http://gulftech-news.com/wp-content/uploads/2025/02/باي-يوي-إعلامي-صيني.jpg)
بقلم: باي يوي إعلامي صيني