صحة و جمال

السعوديات فوق سن الأربعين الأكثر فحصا للثدي

كشفت دراسة مقطعية شملت 487 امرأة في المملكة أن 169 مشاركة فقط (34.7%) خضعن لتصوير الثدي بالأشعة السينية، على الرغم من أن غالبية المشاركات مؤهلات للفحص ووعيهن بفوائده المحتملة.

وقالت الدراسة التي أجراها باحثون سعوديون ونشرت في موقع cureus، إن الإقبال الأكثر على الفحص كان أعلى بشكل ملحوظ بين النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 40 عامًا فأكثر، واللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، واللاتي يقمن بفحص ذاتي للثدي بانتظام. في المقابل، ارتبط الخوف من اكتشاف السرطان بشكل مستقل بانخفاض معدلات الفحص.

دراسة متوافقة

تتوافق هذه النتائج مع دراسات سابقة أُجريت في منطقة الخليج ودول أخرى متوسطة الدخل، وأظهرت باستمرار انخفاضًا في معدلات فحص سرطان الثدي على الرغم من ارتفاع مستويات الوعي نسبيًا. ويتوافق أقوى مؤشر لدى النساء أكثر من 40 عاما مع الإرشادات الدولية للفحص، إلا أن معدل الفحص المُلاحظ بين النساء المؤهلات (53.2%) لا يزال أقل من الهدف الوطني الذي حددته وزارة الصحة السعودية.

إن العلاقة الإيجابية بين التاريخ العائلي والفحص راسخة، ومن المرجح أنها تعكس زيادةً في احتمالية الإصابة. ومن المثير للاهتمام أن الفحص الذاتي الشهري للثدي – وهو سلوكٌ يُعتبر عادةً أداةً قديمةً للفحص – برز كعامل ارتباطٍ مستقلٍّ قويٍّ بالإقبال على تصوير الثدي بالأشعة السينية. وقد يعكس هذا توجهًا أوسع نحو الرعاية الصحية بين هؤلاء النساء، كما تشير نتائج مماثلة في دراساتٍ إقليمية.

الخوف من الفحص

كان الخوف من اكتشاف السرطان عائقًا كبيرًا أمام الفحص، حتى بعد مراعاة عوامل أخرى. تعكس هذه النتيجة مخاوف راسخة بشأن العوائق العاطفية في الرعاية الوقائية، لا سيما في المجتمعات المحافظة حيث قد يظل السرطان وصمة عار.

قد يكون من الضروري معالجة هذه المخاوف من خلال التثقيف المُصمم خصيصًا للثقافة وتقديم المشورة لمقدمي الرعاية لتحسين معدلات الفحص.

على الرغم من أن التعرّض السابق للتثقيف حول سرطان الثدي ارتبط بارتفاع الإقبال على التحليل ثنائي المتغيرات، إلا أن هذا الارتباط لم يبق ذا دلالة إحصائية بعد التعديل، ما يشير إلى أن المعرفة وحدها قد لا تكفي لتغيير السلوك. وهذا يؤكد أهمية التدخلات متعددة العوامل التي لا تعالج الوعي فحسب، بل تشمل أيضًا إمكانية الوصول، والاستعداد العاطفي، والعوائق الهيكلية.

استنتاجات الدراسة

أكدت الدراسة أنه لا يزال إقبال النساء في المملكة على فحص سرطان الثدي دون المستوى الأمثل، على الرغم من توافر الخدمات والوعي العام. وتُشير النتائج إلى أن العمر والتاريخ العائلي والسلوكيات الصحية الوقائية عوامل رئيسية تُسهّل الفحص، بينما يُشكّل الخوف من اكتشاف السرطان عائقًا كبيرًا. تُؤكد هذه الرؤى على الحاجة إلى تدخلات متعددة الجوانب تُراعي الاعتبارات الثقافية، وتُعالج العوائق العاطفية والتعليمية، إلى جانب تحسين الوصول، لتعزيز المشاركة في الفحص، وبالتالي الحد من الإصابة والوفيات بسرطان الثدي في هذه الفئة من السكان.

على الرغم من أن هذه الدراسة تُقدم رؤى قيّمة حول العوامل المرتبطة بإقبال النساء في المملكة على فحص الثدي بالأشعة السينية، إلا أنه ينبغي تفسير نتائجها بحذر.

فنظرًا لاستخدام أسلوب أخذ العينات الملائم واحتمال نقص تمثيل بعض الفئات الفرعية، مثل النساء من المناطق الريفية أو ذوات الدخل المحدود، قد لا تُعمم النتائج بشكل كامل على جميع سكان المملكة.

ورغم الجهود المبذولة لإشراك عينة متنوعة ديموغرافيًا، إلا أن هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية تستخدم أساليب أخذ العينات القائمة على الاحتمالات للتحقق من صحة هذه النتائج وتوسيع نطاقها في مجموعة سكانية أكثر تمثيلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى