“الروبوت” يغزو المنازل …هل نشهد نهاية الأعمال المنزلية؟
يشهد العالم تزايداً ملحوظاً في استخدام الإنسان الآلي “الروبوت” واعتماداً متزايداً عليه، حيث بدأ “الروبوت” في التوسع في مجالات متعددة، مما يهدد العديد من الوظائف. ويتوقع الخبراء أن تختفي بعض هذه الوظائف في السنوات القادمة نتيجة للتطور التكنولوجي السريع.
يبدو أن الأفكار التي كانت في الماضي محصورة في أفلام الخيال العلمي بدأت تتحقق على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، حيث تسارعت الابتكارات في مجال الروبوتات بشكل مذهل. وقد أصبحت الشركات الكبرى تتنافس لتقديم نماذجها الذكية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة البشرية.
في هذا السياق، أعلن إيلون ماسك عن روبوت “تسلا” المنزلي الذكي “أوبتيموس” خلال فعالية الشركة العالمية “We, Robot” في أكتوبر الجاري، حيث وعد بتحقيق قفزة نوعية في استخدام الروبوتات في الأعمال المنزلية. كان من المتوقع أن يقوم الروبوت بحمل الأشياء، تقديم الأطباق، التفاعل مع الأشياء باللمس، ورعاية الأطفال والكلاب والنباتات. ومع ذلك، خلال المؤتمر، لم تظهر روبوتات “أوبتيموس” أي من هذه المهارات، بل اكتفت بالسير بين الحضور وتقديم المشروبات وبعض الهدايا.
وفي نفس السياق، كشفت شركة “إكس1” النرويجية في أغسطس الماضي عن روبوتها “نيو بيتا”، الذي يعد نموذجاً أولياً لروبوت بشري ذو قدمين مخصص للاستخدام المنزلي.
“الروبوت” يغزو المنازل
أوضح الخبراء أن “هذه الروبوتات قد تصبح جزءاً من حياتنا اليومية في المستقبل، لكننا لا زلنا بعيدين عن تحقيق هذا الهدف. الأهم هو ضمان أمانها وكفاءتها قبل إدخالها إلى المنازل، وهو ما يتطلب وقتاً طويلاً. نحن حالياً في مرحلة التجارب الأولية، ويجب أن تدخل الروبوتات التي تسير على قدمين المصانع أولاً قبل أن تصبح شائعة في البيوت”.
أشار الخبراء إلى أنه “في المستقبل، عندما تصل الروبوتات إلى مستوى متقدم، قد تصبح عرضة للاختراق”. وأوضحوا أن الروبوتات الحالية لا تزال تعتمد على التحكم البشري، بما في ذلك الروبوتات التي طورها إيلون ماسك.
وفيما يتعلق باستخدام الآلات للإضرار بالبشر، أكد الخبراء أن البشر بدأوا بالفعل في توظيف الروبوتات في الحروب لإلحاق الأذى ببعضهم البعض، مثل الروبوتات الشبيهة بالكلاب ذات الأرجل الأربع، وذلك قبل أن تصل الروبوتات إلى مرحلة الاستقلالية الكاملة. وأكدوا أنه عندما تصبح الروبوتات قادرة على العمل بشكل ذاتي، فإن خطر الاختراق سيزداد، مما قد يتيح استخدامها في تنفيذ اغتيالات تحت سيطرة المخترقين.
ثغرات أمنية
وكشفت دراسة حديثة عن مخاوف من وجود ثغرة أمنية كبيرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما قد يهدد حياة البشر. وحذر الباحثون الذين أجروا الدراسة من أن الأنظمة الروبوتية التي تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قراراتها قد تكون عرضة للاختراق والتلاعب، مما يجعلها غير آمنة، حيث يمكن أن يتغير سلوكها وتُستغل بطرق تضر بالبشر.
تناول البحث الذي أجرته جامعة بنسلفانيا الأمريكية موضوع النماذج اللغوية الكبيرة (Large Language Models) والمعروفة اختصارًا بـ “أل أل أم” (LLM). هذه التكنولوجيا تشكل الأساس للعديد من الأنظمة الذكية، مثل روبوت الدردشة الشهير “تشات جي بي تي”. كما تُستخدم هذه التقنية في توجيه الروبوتات للتحكم في قرارات الآلات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل المركبات والأجهزة المنزلية. ومع ذلك، تعاني هذه التكنولوجيا من نقاط ضعف وثغرات أمنية يمكن أن يستغلها القراصنة الإلكترونيون لاستخدام الأنظمة الذكية بطرق لم تكن مقصودة عند تصميمها.
وأشار البروفيسور جورج باباس من جامعة بنسلفانيا إلى أن “دراستنا توضح أن النماذج اللغوية الكبيرة ليست آمنة بما يكفي حاليًا عند دمجها مع الأجهزة والآلات التي تؤدي وظائفها في بيئات حقيقية وتؤثر على محيطها”، مثل المنازل والمصانع والشوارع.
حادثة سابقة
في إحدى الحوادث التي تسبب فيها “الإنسان الآلي” على مستوى العالم، تعرض أحد مهندسي شركة “تسلا” الأميركية، التي تصنع روبوت “أوبتيموس”، لهجوم من قبل روبوت أثناء حدوث عطل فني في مصنع “غيغا” في تكساس. وقد أدى ذلك إلى إعلان الإدارة حالة الطوارئ والضغط على زر الإيقاف الفوري،
الهجوم وقع عندما قام الروبوت، المصمم لالتقاط أجزاء السيارات ونقلها، بتثبيت الموظف وغرس مخالبه المعدنية في ظهره وذراعه، مما أدى إلى ترك آثار من الدم على أرضية المصنع. وقد أسفرت الحادثة عن إصابة الضحية بجرح مفتوح في يده اليسرى. تم الإبلاغ عن هذه الحادثة في تقرير الإصابة لعام 2021 الذي تم تقديمه إلى مقاطعة ترافيس والجهات التنظيمية الفيدرالية في الولايات المتحدة، لكن تفاصيلها لم تُكشف إلا في أواخر عام 2023 من قبل الصحيفة البريطانية.