الرميان: السعودية تمتلك عوامل نادرة لتمكين “الرياضات الإلكترونية” عالمياً
متابعة جمال علم الدين
وصف محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، قطاع الالعاب والرياضيات الالكترونيه بأنه بات اليوم أشبه باقتصاد قائم بذاته مع قطاعات عديدة مصاحبة له، مشيراً إلى أنه يعد أحد أسرع القطاعات نمواً في العالم، إذ يتزايد عدد شركات هذا القطاع بالتوازي مع تنامي أعداد الجماهير، كما تتزايد أنواع الأجهزة والمنصّات المخصّصة له.
وأشار الرميان في حديث مع “الشرق الأوسط” إلى الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، والتي تظهر أهميتها من خلال النظرة المتكاملة التي تقدّمها الاستراتيجية لكامل سلسلة القيمة في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وذلك من خلال 86 مبادرة سيقوم بإطلاقها وإدارتها نحو 20 جهة حكومية بمشاركة القطاع الخاص، وتشمل حاضنات أعمال، وفعاليات كبرى، وأكاديميات تعليمية تضمن مواكبة وتيرة النمو المتسارعة في القطاع ضمن 8 محاور تشمل كامل سلسلة القيمة.
من بين أبرز أهداف الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية هي إطلاق مساهمات اقتصادية تصل إلى 50 مليار ريال بحلول عام 2030، كما سيخلق أكثر من 39 ألف فرصة عمل في التنمية والنشر والبنية التحتية والمهن الأخرى خلال نفس الفترة.
وأوضح الرميان أن الصندوق استثمر في هذا القطاع انطلاقاً من استراتيجيته الهادفة إلى الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، إذ من المتوقع أن ينمو القطاع عالمياً بمعدل نمو سنوي إجمالي يتجاوز 13% خلال عام 2023، علماً أن النمو المتوقع للقطاع في المملكة سيصل إلى 250% نهاية عام 2030.
وأطلقت السعودية، في نوفمبر 2021، مجموعة “سافي غايمز” وهي مجموعة للألعاب الإلكترونية تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي ويرأس مجلس إدارتها رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
وتهدف المجموعة إلى تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي.
واستحوذت المجموعة في هذا الإطار على شركتي “إي إس إل” (ESL)، و”فيس إت” (FACEIT)، الرائدتين في قطاع الرياضات الإلكترونية، وتم دمجهما تحت شركة “إي إس إل فيس إت غروب”. كما استحوذت مجموعة “سافي” على شركة “سكوبلي” (Scopely)، المتخصّصة في نشر وتطوير الألعاب الإلكترونية للهواتف الجوالة.
كما قامت “VOV Gaming”، شركة تابعة لـ”سافي غايمز”، بإطلاق مسابقة في فبراير من العام الجاري، بالتعاون مع “PUBG Mobile” الصينية و”Endless Studios” التي يترأسها مات داليو (ابن الملياردير راي داليو)، مسابقة لجذب طلاب المنطقة لقطاع الألعاب واستطلاع مواهبهم في تصميم ألعاب الفيديو.
كما قامت “سافي غايمز”، خلال نفس الفترة، باستثمار 265 مليون دولار في “VSPO” الصينية المدعومة من “تينسنت” لتصبح المملكة بذلك المستثمر الأكبر في الشركة الآسيوية التي تدير مسابقات ألعاب تنافسية مثل League of Legends وPUBG.
تعتبر هذه الاستثمارات والمبادرات دليل واضح على تصريحات الرميان والذي أشار إلى أن “سافي” تركز على الارتقاء بمهارات المهتمين بالألعاب والرياضات الإلكترونية، وذلك من خلال الأكاديميات والمسارات المتخصّصة، إلى جانب إتاحة فرص التدريب والتمويل بالتعاون مع مطوّري الألعاب الإلكترونية، مشدداً على أن استثمارات مجموعة “سافي” ستُسهم في استحداث العديد من الفرص لزيادة مشاركة اللاعبين ومحبّي الألعاب والرياضات الإلكترونية بالشراكة مع القطاع الخاص، ممّا ينتج عنه استحداث العديد من الوظائف للمواهب المحلية، وتطوير قدرات الابتكار بالمملكة في قطاع التقنية.
أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، خلال “مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة” في أكتوبر، عن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، الذي تنظمه المملكة في الرياض سنوياً ابتداءً من صيف العام 2024. وستشكل البطولة منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي يشهد نمواً متزايداً وسترسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية.
كما أعلن ولي العهد إنشاء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهي مؤسسة غير ربحية ستتولى تنظيم البطولة وستكون المحرك الذي سينقل هذا القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين جميع الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية وتعزيز نمو واستدامة القطاع.
ويعتبر الرميان هذا الإعلان “كالدليل الأبرز على المكانة العالمية للمملكة في هذا القطاع”.
ومن المتوقع أن تعزز البطولة معدلات إشغال دور الضيافة الذي يشهد عادةً انخفاضاً يصل إلى 16% في فترة الصيف، بالإضافة إلى الإنفاق السياحي والذي بدوره ينخفض بنسبة 18% في فترة الصيف.
وتوفر البطولة، بحسب وكالة الأنباء السعودية، فرصة لتعويض التراجع الملموس في معدل الإنفاق في المطاعم والمقاهي الذي يصل إلى 13% في فترة الصيف ومعدل الإنفاق الاستهلاكي الذي يصل إلى 9% في الفترة نفسها.
وأوضح أن “صندوق الاستثمارات العامة” ساهم في زيادة أعداد الزوّار إلى المملكة ودعم قطاع السياحة، وذلك من خلال دعمه للمناسبات الرياضية رفيعة المستوى التي يتم تنظيمها بالمملكة، حيث يعد قطاع السياحة عنصراً أساسياً في محفظة “صندوق الاستثمارات العامة”
تعتبر أهداف الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية جزءا من رؤية 2030. وهي تتماشى مع المبادئ الأساسية للرؤية، بما في ذلك التنوع الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتوفير الترفيه على مستوى عالمي لمواطنينا والمقيمين والزوار.