مقالات

التعاون العملي بين الصين والسعودية  يستمر في التحسن مع تحقيقً نتائج مثمرة.

التعاون العملي بين الصين والسعودية يستمر في التحسن مع تحقيقً نتائج مثمرة.

بقلم: باي يوي إعلامي صيني

وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى الرياض في 10 سبتمبر الحالي لعقد الاجتماع الرابع للجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى وإجراء زيارة للسعودية بدعوة من ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان آل سعود. وفي سياق إشارته إلى الصداقة التقليدية الراسخة بين الصين والسعودية، قال لي إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 34 عاما، ومن خلال الجهود المشتركة من الجانبين، حققت العلاقات الصينية-السعودية تطورات قفزية ، و ما أسفرت عن تحقيق نتائج مثمرة في التعاون العملي.

أن السعودية هي واحدة من أوائل الدول التي دعمت وشاركت في بناء “الحزام والطريق” وقد أعرب القادة السعوديون في مناسبات متعددة عن رغبتهم في تعزيز التوافق الاستراتيجي مع الجانب الصيني وتعميق التعاون في بناء “الحزام والطريق”. وقد قام الرئيس شي جين بينغ بزيارتين رسميتين إلى المملكة العربية السعودية في عامي 2016 و2022، مما وجه ودفع بناء “الحزام والطريق” بين الصين والسعودية نحو الأمام وتحققت إنجازات مثمرة في هذا السياق بفضل القيادة الاستراتيجية من الرئيسين للدولتين . 

على بعد 80 كيلومتراً من مدينة جازان، حاضرة مقاطعة جازان جنوب السعودية، على ساحل البحر الأحمر، كانت هناك صحراء. واليوم، أصبحت مدينة صناعية حديثة: مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، التي تعد أحد المشاريع الرئيسية لمبادرة “الحزام والطريق” في منطقة الشرق الأوسط، وتضم مصفاة للنفط، ومحطة كهرباء، ومرافق للنقل البحري، ومنطقة إدارية وسكنية. في عام 2022، تم تشغيل ميناء جازان التجاري الذي بنته الشركات الصينية، وهو أول ميناء في السعودية يتم تصميمه وإنشاؤه وتشغيله من قبل شركة صينية.

إلى جانب التعاون في مجال البنية التحتية، تعمق التعاون بين الصين والسعودية في مجالي الطاقة التقليدية والإنتاج الأخضر في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. في مدينة ينبع الصغيرة الواقعة في غرب السعودية والمشهورة بصناعتها البتروكيماوية، أصبح مصفاة ينبع الصينية السعودية علامة بارزة. تم إنشاء المصفاة من خلال شراكة بين شركة سينوبك الصينية وشركة أرامكو السعودية، حيث بلغت نسبة استثماراتهما 37.5٪ و62.5٪ على التوالي، ويبلغ الإنتاج السنوي للمصفاة أكثر من 20 مليون طن، وتوظف أكثر من ألف موظف محلي، وتُصدر منتجاتها إلى أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

يُعتبر مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 2.6 جيجاواط في جدة، الذي تنفذه شركة الصين للطاقة جيزوبا، أكبر محطة للطاقة الشمسية قيد الإنشاء في العالم، وعند اكتماله سيقلل انبعاثات الكربون بنحو 3.12 مليون طن سنويًا، وهو مشروع رئيسي في تحول الطاقة السعودي.

ومع تزايد التوافق الاستراتيجي بين الصين والسعودية، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطوراً كبيراً. وتتمتع الاقتصادات بين البلدين بتكامل قوي وإمكانات كبيرة للتعاون. منذ عام 2013، أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للسعودية، وزاد حجم التجارة الثنائية بنسبة 61٪ خلال السنوات العشر الماضية. وكانت السعودية واحدة من الموردين الرئيسيين للنفط الخام للصين، ولأكثر من 20 عامًا كانت أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط.

كما تتعاون الشركات التكنولوجية الصينية مع الجانب السعودي في مجالات البيانات الكبيرة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وبناء المدن الذكية والسيارات الكهربائية، مما يساعد في التحول الرقمي للاقتصاد السعودي.

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر إبراهيم الخريف بكل صراحة: “لقد أصبحت الصين واحدة من أهم وأقوى الشركاء الرئيسيين للسعودية، وأظهرت الصين وشركاتها رؤية استراتيجية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا. في الواقع، لا يمكننا حتى تخيل كيف كنا سنمتلك هذه المصانع والبنية التحتية والمشاريع الصناعية الحالية دون جهود واستثمارات هذه الشركات الصينية.”

ومع تعمق مبادرة “الحزام والطريق” في قلوب الناس، يستمر تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والسعودية. في عام 2019، أعلنت السعودية عن إدراج اللغة الصينية في مناهج التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات. كما يُعد إنشاء فرع مكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين أحد المشاريع الثقافية المهمة بين البلدين.

حاليًا، توجد في السعودية أربع جامعات تقدم تخصص اللغة الصينية، وأول معهد كونفوشيوس معتمد قد بدأ عملياته في يونيو 2023. بالإضافة إلى ذلك، تزداد التبادلات الشعبية بين الصين والسعودية كثافةً، أعلنت المملكة العربية السعودية عن اعتمادها لتكون وجهة سياحية رسمية للسياح من جمهورية الصين الشعبية من أول يوليو، وتم استخدام اللغة الصينية على لافتات مطار الرياض الدولي، وتوسيع استخدام اللافتات الصينية في الأماكن السياحية الرئيسية، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والسعودية.

في المستقبل، سيواصل الجانبان تعزيز التوافق الاستراتيجي، وتوسيع التعاون المتبادل في مختلف المجالات، وتوطيد

 أساس الصداقة بين شعبي الصين والسعودية، مما سيدفعالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى، ويسهم في تحقيقمزيد من التطور في العلاقات بين الصين والدول الخليجية

والدول العربية .

بقلم:باي يوي إعلامي صيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى