التحوّل الحاسم: كيف استطاع أحد صانعي المحتوى على “لايكي” شق طريقه نحو النجاح من خلال الإنصات إلى جمهوره ومواكبة رغباتهم وميولهم
إن تحقيق النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد بالأمر السهل في هذه الأيام، بل ينطوي على صعوبات جمّة. وهناك الملايين من صانعي المحتوى الذي ينشئون محتوىً فريداً ورائعاً من كل ركن من أركان العالم. ولعل ما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أننا نشهد يومياً ظهور مئات الآلاف من المبدعين الجدد الذين يقفزون إلى وسائل التواصل الاجتماعي على أمل أن يصبحوا من كبار المؤثرين الشخصيات المؤثرة التالية.
وفي ظل وطأة المنافسة المحتدمة والمتنامية التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، يصبح من الصعب على صانعي المحتوى الحصول على المشورة والتوجيه والدعم المناسب لتحقيق النجاح. ويشكل تطبيق “لايكي” لإنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة، إحدى المنصات التي تسعى إلى الاستثمار في مواهب صانعي المحتوى الناشئين وتزويدهم بالأدوات وخارطة الطريق التي تساعدهم على تحقيق النجاح.
تم إطلاق “لايكي” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017 وسرعان ما أصبحت منصة التواصل الاجتماعي المفضلة لمئات الآلاف من المستخدمين في جميع أنحاء المنطقة. وفي الواقع، وفقاً لتقرير صادر عن “App Annie” تم تصنيف “لايكي” ضمن قائمة أفضل 10 تطبيقات مجانية للتواصل الاجتماعي على متجر “جوجل بلاي” في دول مجلس التعاون الخليجي، وصنّفت كأفضل تطبيقات للتواصل الاجتماعي من حيث الإنفاق لعام 2021.
ويُعد Woster من أحد صانعي المحتوى الذي تمكن من حشد القدرات الكافية من الذكاء لوضع إستراتيجية محتوى فريدة لتحقيق مستويات غير مسبوقة من النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويحظى Woster بشهرة واسعة نظراً لخبرته وبراعته في إنشاء محتوى الفيديو التحولي الأكثر جاذبية وإقبالاً، وقد حقق Woster نجاحاً منقطع النظير على “لايكي”. وتعرض قناته مهاراته المتميزة من الناحيتين العملية والإبداعية كمصور فيديو وخبير مونتاج. وقد واجه Woster، المحاط بالمهاجرين الرقميين، حالة من عدم اليقين والكثير من التحديات أثناء مُضيّه في رحلته ليصبح صانع محتوى يحظى بالشهرة والتقدير على إحدى منصات إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة الرائدة في المنطقة. ومع ذلك، من خلال تسخير شغفه بتصوير مقاطع الفيديو ودمجها مع بعض تقنيات تحويل الفيديو المذهلة، تمكّن Woster من ابتكار محتوى مرموق استحوذ على إعجاب وتقدير الجماهير التي انجذبت إلى المحتوى الخاص به وعلق عليه وشاركته مع متابعينه والعالم أجمع.
لقد أدى انتشار الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى إحداث تغيّر حاسم في طريقة تفاعل المستخدمين مع الفيديو. وفي واقع الحال، يشاهد مستخدمو دول مجلس التعاون الخليجي المزيد من مقاطع فيديو على هواتفهم بشكل أكبر مقارنة مع نظرائهم في سائر أنحاء العالم، حيث سجلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نسبة 50٪ و 40٪ من إجمالي وقت المشاهدة على الأجهزة المحمولة، على التوالي (مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 25٪).
ومع ذلك، إن مجرد إقبال المزيد من الأشخاص على مشاهدة مقاطع الفيديو في المنطقة، لا يعني بالضرورة أنهم سيساهمون تلقائياً في تطوير قناة صانعي المحتوى.
أمضى Woster ما يقرب من سبع سنوات قبل أن يحقق نجاحه المثبت كصانع محتوى مشهور.
وتحدث Woster، قائلاً “لقد حظيت بشيء قليل من الدعم إن لم يكن معدوماً كلياً، حيث لم يتوفر لي أي توجيه عند إنشاء محتوى الفيديو الخاص بي.” وأضاف، “في البداية كنت دائم التركيز على الرسم والخط. وعندما بدأت بمشاركة المحتوى الخاص بي مع جمهوري، أدركت تدريجياً الإمكانات الكامنة لدي وقمت بتطوير مهاراتي لأعرض على الجمهور كل ما يمكنني فعله “.
وبالرغم من ذلك، بدأ Woster يلمس بعض التقدم الذي كان يحرزه شيئاً فشيئاً، إلا أن حجم الإقبال على قناته كانت لايزال ضئيلاً نسبياً بمعنى أنها لم تكن تنمو بالسرعة المطلوبة. ومضى الحال على ذلك، إلى أن قرر Woster التحول إلى تجربة التصوير بالفيديو والمونتاج، والتي لاقت صدى كبيراً لدى جمهوره.
وبالفعل، حققت التجربة الهدف المرجو منها وعلى نحو فاق التوقعات. وبدأ مستخدمو قناة Woster في التفاعل معه وتبادل عبارات الدعم والتشجيع، بل وطرح الأفكار حول مقطع الفيديو التالي الخاص به.
وقالWoster ، “من خلال التواصل عن قرب مع جمهوري، تعرفت على نوع المحتوى الذي يستمتعون بمشاهدته، وتوصلت إلى قناعة بأنه ليس هناك طريقة أفضل للتحسن وتحقيق تقدم ملموس في مجالي كصانع محتوى من تقديم كل ما يرغب به جمهورك ويفضل مشاهدته تحديداً.”
اليوم، تتخصص قناة Woster في تقديم فنون التصوير بالفيديو وتعرض مجريات حياته اليومية وأحدث الاتجاهات والتحديات مع أصدقائه. لقد جمع Woster أكثر من 11 ألف متابع، وهذا العدد في تزايد مستمر يومياً. ومع ذلك، لا يعتبر Woster بأن نجاحه مرتبط بمتابعينه على الإطلاق.
وتحدث Woster قائلاً، “من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها صانعو المحتوى هو إيلاء الاهتمام الأكبر بالهدف الخاطئ ووضعه في الاعتبار.” وأضاف بالقول، “الشيء الأهم هو المحتوى. بمعنى أنه إذا كان المحتوى جيداً، فسينمو عدد المتابعين بشكل طبيعي “.
وفضلاً عن ذلك، أشار Woster بأن العامل الرئيسي لتحقيق النجاح يتمثل في التواصل مع جمهورك من خلال التحدث معهم وتخصيص الوقت الكافي للرد على تعليقاتهم. ويحتاج صانعو المحتوى إلى سؤال جمهورهم بالضبط عما يستمتعون بمشاهدته.
يقضي مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا معظم الوقت على الإنترنت، وبمعدل وسطي يزيد عن ثلاث ساعات ونصف الساعة يومياً. وبالإضافة لذلك، أفاد أكثر من نصف المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأنهم يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب جائحة كوفيد 19.
كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأشخاص على الإنترنت، كلما تنامت لديهم الرغبة في المشاركة وتأسيس علاقات تواصل وطيدة فيما بينهم، وتكوين مجتمعات مزدهرة من خلال التعليقات والتراسل المباشر.
وفضلاً عن ذلك، إن الحاجة إلى إرساء حضور اجتماعي راسخ في أوساط مجتمع من الأفراد الذين يشتركون في الميول والاتجاهات ذاتها عبر الإنترنت ستشهد مزيداً من النمو، لاسيما في ظل عالم يتجه أكثر فأكثر نحو واقع الميتافيرس الافتراضي.
إن التوجه نحو إشراك المجتمع ودعمه بشكل أفضل يمثل العامل الأساسي لتحقيق النجاح.
وينسب Woster الفضل في نجاحه إلى مجتمع “لايكي”، سواء كان متابعينه هم الذين زودوه بالأفكار والرؤى التي يطرحها، أو زملاءه من صانعي المحتوى وهم Bakkar_family و Moe Slayemاللذين شكلا مصدر إلهامه، أو حتى فريق عمليات “لايكي”، الذي قدم له دعماً سلساً ومتميزاً. إن قوة حضور مجتمع الإنترنت على “لايكي” تقدم ما يكفي من الدعم الذي يمكّن صانعي المحتوى من النجاح في سعيهم وراء السعادة.
المستقبل مليء بالفرص الواعدة. إن صانعي المحتوى الذين لديهم الجرأة الكافية للسعي وراء تحقيق أحلامهم ويستمعون إلى جمهورهم، ويمتلكون الشجاعة للتحول والتأقلم مع الواقع الجديد، في حال كانت الأمور لا ترقى إلى مستوى التوقعات، أولئك فقط من سيتمكنون من تحقيق النجاح وشق طريقهم المهني الجديد بثقة واقتدار والاستمتاع بحياة أفضل لهم ولأحبائهم اليوم، وعلى مدى السنوات القادمة.