مقالات

الاعتداء الاسرائيلي علي فلسطين.. وسياحة الخراب.. التداعيات علي مصر

بقلم: محمد شرابي

لا يختلف اثنان على أن قطاع السياحة من القطاعات شديدة الحساسية والتأثر بالأحداث سلبا، وفي نفس الوقت هو الأسرع نموا من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وفي الوقت الذي ارتفع فيه سقف التوقعات العالمية بزيادة عدد السياح العام المقبل 2024 بمعدل 80 – 95 % قياسا بعام 2019 التي بلغت 1.47 مليار سائح بالتعافي والاستشفاء من تداعيات فيروس كورونا الذي أضر بالاقتصاد العالمي وخلف خسائر سياحية بقيمة 4,9 تريليون دولار و62 مليون وظيفة على مستوى العالم ، وبدأت معظم الدول في وضع خطط استراتيجية لزيادة الحركة السياحية الوافدة إليها ،


فمصر تستهدف استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2028 والسعودية تستهدف 100 مليونا في عام 2030 وبعض الدول ايضا تسير في هذا الاتجاه.

اذا بالحرب الاسرائيلية واعتداءاتها على أشقائنا الفلسطينيين وحرب الإبادة الجماعية وتصوير الآلة الإعلامية الصهيونية للعالم أن تلك البقعة المباركة تشهد صراعا بين طرفين متكافئين دفاعا عن البيت الصهيوني ضد مجازر الفلسطينيين !!!، وذلك على طريق الزيف ولي الحقائق كعادة الصهاينة في حشد الرأي العام العالمي واستمالته ليكون في صفهم في هذه الحرب، التي بلا شك ألقت بظلالها على السياحة بالدول العربية المحيطة.

ولا يغيب عن الذهن ، أن السياحة أضحت صناعة لها مساهمة بالدخل القومي المحلي لمعظم الدول ، حيث تشكل 5.8 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي نحو 6.1 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي.

والمتابع للأحداث وحالة الدمار التي يخلفها القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة يدعو إلى اختراع نمط سياحي جديد هو “سياحة الخراب”.

لينافس باقي الأنماط السياحية الأخرى، لتتفرد إسرائيل بأنها صاحبة براءة اختراع هذا النمط الذي يسير مع توجهاتها وخططها التوسعية والاستيطانية المستقبلية.

تأثير متفاوت على الدول المحيطة

وقد تفاوت تأثير وتداعيات تلك الحرب على بعض الدول بالمنطقة، ومن بينها مصر التي بدأت خطوات إيجابية في تنشيط الحركة السياحية الوافدة إليها.

وتستهدف 15 مليون سائح هذا العام و 24 مليونا العام القادم، وكان أكثر مقاصدها تأثرا بالحرب بطييعة الحال منطقة طابا- نويبع حيث تم الغاء الحجوزات بها،

خاصة أن هذا التوقيت هو قمة الموسم بهذا المقصد السياحي، كما تأثرت شرم الشيخ بعض الشيء بينما باقي المقاصد فتسير الأمور فيها بشكل جيد، خاصة وأن مصر تشهد حالة رواج سياحي هذا العام لتنفيذ خطتها للوصول إلي 30 مليون سائح.

وتقوم مصر بتنفيذ استراتيجية السياحة المصرية المعنية بزيادة الاستثمارات السياحية وزيادة مقاعد الطيران وزيادة عدد الجنسيات التي تحصل على التأشيرة الألكترونية الي اكثر من ١٨٥ جنسية،

فضلا عن رفع كفاءة المقاصد السياحية لتحسين التجربة السياحية للسائحين ليستمتعوا بتجربة جديدة بمصر النابضة بالحياة على مدار 24 ساعة والالتحام بالمجتمع المصري.

كما يتم إطلاق الحملات الترويجية للمقاصد المصدرة للسياحة إلى مصر وايضا الوجهات المستهدفة ، والمشاركة في 30 معرضا سياحيا هذا العام وفقا للخطة التي وضعها مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة والتي بدأت الشهر الماضي وأحدثها المشاركة ببورصة لندن بعد أيام قليلة.

الاتجاه جنوبا

وتشهد الأقصر تزايد حركة السياحة بها والتي تنشط هذا الموسم انطلاقا من طريق الكباش والاكتشافات الأثرية الجديدة التي تحظى بها الأقصر ، كما هو الحال بمعظم المواقع الأثرية المصرية والتي تبوح بأسرار الحضارة المصرية العريقة والحضارات المختلفة التي مرت على “ام الدنيا” منذ آلاف السنين،

والتي كان اخرها الكشف الاثري بمنطقة الغريفة في تونا الجبل بالمنيا وهو كشف كبير تضمن لأول مرة الكشف عن جبانة ترجع للدولة الحديثة بالإقليم رقم 15 من أقاليم مصر العليا وهي خاصة بكبار موظفي وكهنة الدولة الحديثة وايضا مجموعة من التوابيت ومئات من القطع الاثرية من تمائم وحلي و توابيت خشبية، فضلا عن اول بردية كامله تم العثور عليها والتي يتراوح طولها بين 13 الى 15 مترا.

محمد شرابي

اقرأ ايضا وفود من إنجلترا وألمانيا تزور آثار تل العمارنة وبني حسن وتونا الجبل في المنيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى